أخبارنا المغربية
أرسل الله سبحانه وتعالى نبيه محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم رحمة للعالمين، فهو الذي قال فيه ربنا عزو وجل: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)، بل هو الرحمة المهداة للكون بأسره وليس بني آدم فقط، يقول تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)، وهو ما يشمل الإنس والجن والحيوان والمخلوقات أجمعين.
وقد تجلت رحمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالحيوانات في مواقف كثيرة نقلتها لنا كتب الحديث وكتب السيرة النبوية المشرفة، في معجزات باهرات، فها هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم يسير يومًا في بستان أحد الأنصار، فرآه جمل من بعيد فحن إليه الجمل وأتاه مسرعًا واقترب منه وهو يبكي ومال على النبي صلى الله عليه وآله وسلم كأنه يحدثه، فمسح رسول الله سراته وذفراه فسكن الجل فقال النبي: من صاحب الجمل؟، فقال شباب من الأنصار: هو لي يا رسول الله، قال النبي: "أما تتقي الله في هذه البهيمة التي ملككها الله لك إنه شكا إلي أنك تجيعه وتدئبه".
وقد ارشدنا النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله في مواضع كثيرة إلى حسن معاملة الحيوانات، فذكر لنا قصة المرأة التي دخلت النار في "قطة" حبستها، فلا هي أطعمتها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض.
وفي المقابل ذكر لنا قصة امرأة بغي كانت في بني إسرائيل رأت كلبًا يموت عطشًا فسقته فدخلت بذلك الجنة، وكذلك فعل رجل أن سقى كلبًا عطشانًا الماء في نعله فدخل الجنة.
ونهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يقص المرء اجزاء من الحيوان قد تضايقه أو تضره، فقال: "لا تقصوا نواصىَ الخيل ولا معارفها، ولا أذنابها، فإن أذنابها مذابها ومعارفها دفاؤها، ونواصيها معقود فيها الخير".
ومن صور رحمة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم أنه أمر بالإحسان إلى البهيمة حتى في حال ذبحها كالأضحية وغيرها، وأثنى على من فعل ذلك، بل ونهى أن تحد آلة الذبح أمامها، فقال صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته، فليرح ذبيحته".
بل أخبرنا أن الرحمة بالذبيحة سبيل إلى رحمة الله لنا، فعن معاوية بن قرة عن أبيه - رضي الله عنه - أن رجلا قال: "يا رسول الله إني لأذبح الشاة وأنا أرحمها، فقال : والشاة إن رحمتها رحمك الله".
ويروي لنا زيد ابن الأرقم قصة عجيبة تفيض رحمة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فيقول: "كنت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بعض سكك المدينة، فمررنا بخباء أعرابي فإذا ظبية مشدودة إلى الخباء فقالت: يا رسول الله إن هذا الأعرابي صادني قبيلًا ولي خشفان في البرية وقد تعقد هذا اللبن في أخلافي فلا هو يذبحني فأستريح ولا يدعني فأذهب إلى خشفي في البرية، فقال: لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن تركتك ترجعين؟ قالت: نعم، وإلا عذبني الله عذاب العشار.
فأطلقها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلم تلبث أن جاءت تلمظ فشدها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الخباء وأقبل الأعرابي ومعه قربة ، فقال له نبي الرحمة صلوات الله عليه وعلى آله: أتبيعنيها؟ قال الأعرابي: هي لك يا رسول الله، فأطلقها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. قال زيد بن أرقم: فأنا والله رأيتها تسيح في الأرض وهي تقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
hamid
alah
la ilah ila alah