أخبارنا المغربية - و م ع
اعتبرت اليومية الإيفوارية، "فراتيرنيتي ماتان"، أن معهد محمد السادس لتكوين الأئمة، الذي أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، على تدشينه يوم الجمعة الماضي بالرباط، يشكل "أداة قيمة" لمواجهة التطرف الديني.
وأضافت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الإثنين "إن هذا المعهد، الذي تطلب إنجازه استثمارات بقيمة 230 مليون درهم (13 مليار و800 مليون فرنك إفريقي)، لن يمكن من تكوين المرشدين والمرشدات فقط، بل سيعزز الريادة الدينية للمملكة على الصعيد العالمي وتكريسها للتعاليم الإسلامية".
وأبرزت أنه " بالإضافة إلى استثماراتها الخارجية المباشرة في عدد من دول القارة، ومن بينها الكوت ديفوار، فإن المملكة الشريفة انخرطت مؤخرا في برنامج ضخم لتكوين المرشدين الدينيين بالقارة وآخرين ينتمون لمناطق أخرى من العالم".
ولاحظت الصحيفة أن الأمر يتعلق باستراتيجية غير مسبوقة ومخالفة للمقاربات المسلحة المعتمدة في المناطق الأخرى، مشيرة إلى أن هذا المعهد "يتبنى برنامجا تكوينيا موجها للأئمة والواعظين يروم تعزيز معارفهم بتعاليم الإسلام الأصيلة، المبنية على التسامح والانفتاح، والقائمة على العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي والتصوف السني".
وأفادت بأن المعهد، الكائن بالحي الجامعي، سيستقبل 75 مرشدا دينيا من الكوت ديفوار تم اختيارهم من طرف المجلس الأعلى للأئمة بهذا البلد.
وتابعت أن هذه المؤسسة المتميزة لن تستقبل فقط أئمة المملكة ولكن أيضا أئمة ينتمون لدول إفريقيا وأوروبا، مؤكدة أن "جلالة الملك يتوخى من خلال هذا المعهد بلورة استراتيجية مندمجة هادفة إلى استباق النزاعات بين الأديان أو ذات الطابع الديني".
وخلصت الصحيفة إلى أن الأمر يتعلق ببث قيم الإسلام المعتدل لدى الأجيال الشابة من الأئمة المرشدين والمرشدات، وهي القيم التي سادت في المغرب على الدوام، حتى يكون خير حصن من نزعات التطرف المنحرفة التي تنتشر في العالم.
من جهتها، كتبت صحيفة "سوار أنفو" أن تدشين هذا المعهد يعكس الدور الرائد لإمارة المؤمنين، الضامنة للممارسة الدينية للتعاليم الأصيلة للدين الإسلامي، الداعية إلى التسامح والانفتاح، والقائمة على العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي والتصوف السني.
وأشارت إلى أن "المعهد سيضطلع، إلى جانب باقي المؤسسات، بدور هام في الحفاظ على الهوية الإسلامية للمغرب التي تحمل طابع الاعتدال والانفتاح والتسامح".
وذكرت الصحيفة أن هذه الإستراتيجية الدينية المندمجة والشمولية ومتعددة الأبعاد تقوم على ثلاثة أركان، هي الركن المؤسساتي، والتأطير الفعال، والتربية الإسلامية السليمة والتكوين العلمي الحديث المتجدد باستمرار.
وعلاوة على دورها المتمثل في صيانة الأمن الروحي للمغاربة ووحدة المذهب المالكي، أكدت الصحيفة أن من شأن هذه المؤسسة مواكبة المملكة في شراكتها مع البلدان الإفريقية الشقيقة والصديقة، لاسيما إثر قرار أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، القاضي بالاستجابة للطلبات المتعلقة بتكوين الأئمة والواعظين المنحدرين من الدول الإفريقية بالمغرب، كتونس ومالي وغينيا كوناكري والكوت ديفوار، إلى جانب طلبات واردة من بلدان أوربية.