أخبارنا المغربية - و م ع
صدر مؤخرا في سلسلة "دفاتر الجديدة" الكتاب السادس عشر للباحث المغربي المصطفى اجماهري ، باللغة الفرنسية، تحت عنوان "الطبابة والأطباء في الجديدة، من الفترة البرتغالية إلى غداة الاستقلال".
وحسب تقديم للمؤلف، فإن الكتاب الجديد (126 صفحة من الحجم المتوسط) يعرض للحالة الصحية بمدينة الجديدة وضواحيها خلال خمسة قرون على الأقل تبتدئ من الفترة البرتغالية وتنتهي بالعشرية الأولى من الاستقلال مرورا بمرحلة التدخل الأوروبي في القرن التاسع عشر ثم الحماية الفرنسية التي امتدت من 1912 إلى 1956.
هذه الصيرورة التاريخية مكنت من الكشف عن جوانب أساسية في الصحة العمومية بمدينة الجديدة ومنطقة دكالة، حيث كانت هذه الحالة مرهونة، من جهة، بالظروف المناخية والوضعية الفلاحية، وبتهديد الأوبئة والأمراض الفتاكة، من جهة أخرى، علما بأن بعض الأمراض والأوبئة كان مصدرها الخارج.
ويوضح المؤلف بأن تحسن الوضعية الصحية أصبح ملموسا خاصة في عهد الحماية، ثم جاء الاستقلال لترسيخ وتطوير المكتسبات حتى وإن كانت البادية ظلت تفتقر للبنية التحتية الضرورية.
من الناحية المنهجية، تبنت الدراسة طريقة العرض والنقد من خلال تقديم أمثلة ملموسة مصحوبة بآراء الفاعلين والمؤرخين مهما تعددت أو تباينت.
وفي تقديمه للكتاب أوضح مصطفى أخميس، رئيس الجمعية المغربية لتاريخ الطب والكاتب العام السابق لوزارة الصحة، بأن الباحث استطاع، في عمله الجديد، بكثير من الصبر والتأني أن يتغلب على شح المراجع وندرة الكتابات في الموضوع وأن يرصد المسار الصحي في المنطقة المدروسة بكل تحولاته وأبعاده. كما اغتنى البحث بمعطيات استقاها الكاتب من خلال اتصاله المباشر ببعض الأطباء السابقين بالمدينة.
وتجدر الإشارة إلى أن الكتاب يتضمن صورا للمرافق الصحية وأخرى لقدماء الأطباء بمدينة الجديدة. وتزين الغلاف صورة جماعية للعاملين بالمستشفى الإقليمي بالجديدة تعود لسنة 1959.