أخبارنا المغربية - و م ع
يأتي مخطط التنمية الحضرية المندمجة والمستدامة لإقليم القنيطرة ، الذي رصدت له اعتمادات تقدر ب 8 مليار و 321 مليون درهم، ليواكب ويعزز طموح عاصمة الغرب في التحول إلى قطب تنافسي ضمن محور طنجة - الدار البيضاء، من خلال مشاريع اقتصادية وصناعية مهيكلة كبرى.
وقد تمت بلورة مختلف برامج التأهيل الصناعي والاقتصادي والحضري للقنيطرة وفق رؤية جماعية وشمولية تقوم على مقاربة تشاورية ومستدامة تأخذ في الاعتبار متطلبات التنمية الاجتماعية للساكنة المحلية.
وبالفعل شهدت القنيطرة خلال السنوات الاخيرة تفعيل عدد من المشاريع الاقتصادية المهيكلة من بينها على الخصوص المنطقة الصناعية المندمجة لمهن صناعة السيارات (أطلانتيك فري زون - القنيطرة) والمحطة السككية للقطار فائق السرعة (تي جي في) بالقنيطرة والمحطة السككية للسلع والبضائع بسيدي إيشو (15 كلم شمال القنيطرة قرب المنطقة الحرة لأولاد بورحمة) والمشاريع السكنية (ضفاف) بالمهدية.
وفضلا عن التنمية الاقتصادية، تشمل أنماط التهيئة بالإقليم الشريط الساحلي الشمالي الذي يهم الأنشطة الفلاحية والصيد البحري والشريط الساحلي الجنوبي الذي يهم الجماعة القروية لسيدي الطيبي والجماعة الحضرية للمهدية والذي يعرف إنجاز مشاريع سياحية، والمقطع الشرقي (سيدي يحيى) الذي يعد قطبا للإنتاج والتعمير وأخيرا قطب القنيطرة الذي سيخصص للخدمات والتجهيزات الكبرى.
وبالنظر إلى كون الرقي بالمشهد الحضري للإقليم الذي يحتل مكانة اقتصادية محورية على المستوى الوطني أضحى? أكثر من أي وقت مضى? يكتسي أهمية بالغة ? يأتي إشراف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله ، اليوم الثلاثاء بالقنيطرة على ترؤس حفل إطلاق مخطط التنمية الحضرية المندمجة لإقليم القنيطرة، الذي جاء بالفعل ليجسد نموذجا تنمويا فريدا من حيث خصوصيات منهجية إعداده القائمة على التشارك والتشاور مع كافة الفعاليات المحلية من منتخبين وفاعلين اقتصاديين ومجتمع مدني وقطاعات حكومية.
وبحكم كونها عاصمة الإقليم وقلبه الحضري والاقتصادي النابض ، استأثرت مدينة القنيطرة بالنصيب الاوفر من هذه الاعتمادات ب 4 ملايير و 576 مليون درهم في أفق تحويل هذه الحاضرة لفضاء جذاب للعيش والاستثمار والتنشيط بكل أنواعه، وقطب رائد ومنافس في الجهة الموسعة الرباط - سلا- القنيطرة.
وستخصص هذه الاعتمادات لتنفيذ 90 مشروعا موزعا على سبع مجالات تتعلق بالتجهيزات الأساسية والتهيئة الحضرية ، والمجال البيئي، والمجال الاقتصادي ، والمجال الرياضي والاجتماعي، والمجال الثقافي والديني، ومجال التعليم العالي والتقني فضلا عن مجال دعم الحكامة المحلية.
وعلى مستوى الإقليم ، يتضمن المخطط تحقيق جملة من الأهداف من ضمنها اعتماد نموذج للحكامة يرتكز على التدبير الأمثل لوفرة المؤهلات والموارد التي يزخر بها الاقليم والجهة، والحد من التفاوت الحاصل بين مستوى المرافق والخدمات الذي توفره مدن ومراكز الاقليم ، وبين الانتظارات المعبر عنها من طرف الساكنة، والحد من التباين بين وتيرة نمو الانسجة العمرانية المتسارعة وبين حصيلة المجهود التنموي، والتحكم في الاكراهات الطبيعية وتحويلها إلى فرص إيجابية.
و هكذا سيتم على مستوى مدينة سوق أربعاء الغرب، تأهيل المشهد الحضري للمدينة وخلق توازن بين ضفتي المدينة التي يخترقها خط السكة الحديدية وإعادة هيكلة الاحياء ناقصة التجهيز والحد من الانعكاسات الجانبية للطريق السيار على اقتصاد المدينة ، وذلك بإجمالي اعتمادات يقدر ب 874 مليون و 200 الف درهم.
وعلى مستوى الوجهتين الشاطئيتين مهدية ومولاي بوسلهام، سيتم تنفيذ مشاريع تروم الاستغلال الأمثل للمؤهلات الطبيعية لهاتين الوجهتين السياحيتين وتأهيلهما لجعلهما قطبين لاستقطاب السياحة الداخلية وتثمين المواقع الطبيعية الايكولوجية بهما ، وذلك بمبلغ 662 مليون و 550 الف درهم.
كما تم تخصيص مبلغ مليار و 302 مليون درهم لتأهيل المراكز الناشئة بالإقليم كعرباوة وللاميمونة وسيدي علال التازي والمكرن واولاد سلامة وسوق ثلاثاء الغرب وسيدي محمد لحمر وبنمنصور والدلالحة ، وتطوير مؤشرات النمو السوسيواقتصادية بها من خلال مشاريع لتطهير السائل والتأهيل المندمج للمراكز القروية بدعم بنياتها التحتية وتعميم التزود بالماء الصالح للشرب والكهربة القروية ودعم العرض التربوي والصحي وبناء ملاعب رياضية ومرافق اجتماعية.
وفضلا عن ذلك يتضمن المخطط تأهيل وتهيئة الشبكة الطرقية بالإقليم بكلفة 906 مليون درهم بهدف فك العزلة عن العالم القروي والاستجابة لمطالب الفاعلين الاقتصاديين وملتمسات الساكنة القروية.