عادل الساهل
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الحرية الفردية ، و الخصوصية و عدم الخلط بينما هو سياسي و ما هوشخصي. بعدما كان المحسوبيين على الحركات الاسلامية بشكل عام، يتهكمون على كل المنادين بالحرية الفردية جملة و تفصيلا، والداعون لجعل الدين لله و الوطن للجميع، فإنقلب أخيرا السحر على الساحر.
انها فعلا سكيزوفرينة !!!
واقعت الوزيرين التي أسالت الكثير من المداد و امطرتنا بالفيديهات و الكاتيكاتير. فهذا الأمرُ لا يَعْدُو سوى لغو صحافة عند البعض، ولاكن في الحقيقة هته الاخيرة تعكس مجملا صورة المجتمع، إن كان يرقى لمستوى النقاشات الفكرية فهي تسمو معه، و إن دنى الى حضيض اللغو فهي تدنو معه. إن كان كلما يروج صحيح، فأعتقد من جهة، أن الوزيران طالما عملهما و مردودهما لا يتأثرا، فلا شأن لنا بما يفعلانه خارج المؤسسة التي يشتغلان فيها.
أما من جهة أخرى فوفقا لمشروع القانون الجنائي موضوع الدراسة يستوجب الحكم على الوزير بالتحرش بزميلة له في العمل و تطبيق المادة 1ـ1ـ503 :يعتبر مرتكبا لجريمة التحرش الجنسي ويعاقب بالحبس من شهر واحد الى ستة أشهر و غرامة من 20000 الى 100000 درهم أو باحدا هاتين العقوبتين: كل من أمعن في مضايقة الغير في الفضائات العمومية أوغيرها، بالفعل أو ألقول أو اشارا ذات طبيعة جنسية أو لأغراض جنسية؛ كل من وجه رسائل مكتوبة أو هاتفية أو الكترونية أوتسجيلا أو صور ذات طبيعة جنسية أو لأغراض جنسية. تضاعف العقوبة اذا كان مرتكب الأفعل زميلا...
اما لو زنيا فتطبق عليهم المادة 941. و التي تقول:" يعاقب بالحبس من سنة إلى سنتيين وغرامة من 20000 الذذى
20 درهم، أحد الزوجين الددي يرتكب جريمة الخيانة الزوجية. ....ولا تجوز المتابعة في هذه الحالة إلا بناء على شكاية الزوجة أو الزوج حسب الحالة.
و لانهم حزبهم يدعي ولو في الخفاء تبنيه تطبيق الشريعة الاسلامية، فوجب التذكير بان حد الزنى في هته الحالة هو الإعدام، فقد جاء في الحديث المتفق عليه عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال عمر:" إن الله قد بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان مما أنزل عليه آية الرجم قرأناها ووعيناها وعقلناها فرجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل: ما نجد الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله، وإن الرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الاعتراف".
الحرية الفردية لا يشعر بها الا من سلبت منه و لا يناجيها الا من حكم و عذب بسببها، المرجوا من الوزيران و هما في مواقع المسؤولية و قد عانيا مما لاشك فيه من ويلات قراصنة الحرية و المتلصصين على الحياة الشخصية للناس ان ينضما سريعا للمدافعين عنها.