مواطنون يطالبون المسؤولين بتزفيت الطرقات بتجزئة الآفاق بوجدة

هذا ما قاله سعيد شيبا مدرب الفتح الرباطي بعد الخسارة أمام الوداد

آيت منا فرحان بفوز الوداد على الفتح وكياخذ سيلفيات مع اللاعبين

الأعراس بالشرق.. تقاليد مغربية راسخة لم تنل منها السرقة الجزائرية

بطريقة غريبة... مشجعان يقتحمان أرضية ملعب البشير قبل مواجهة الوداد والفتح

آيت منا يشرف على تنظيم المنصة الرسمية بملعب البشير في مباراة الوداد والفتح

الظهير كوسيلة قانونية للعمل السلطاني وألية لتدبير الشؤون الإدارية _ السياسية

الظهير كوسيلة قانونية للعمل السلطاني وألية لتدبير الشؤون الإدارية _ السياسية

عبدالعالي طاشة

 

يعتبر الظهير بمثابة الألية القانونية المخولة للمؤسسة التأسيسية لممارسة اختصاصاتها وصلاحياتها بموجب البيعة ، مما يجعله يحتل مكانة سامية داخل الهرم القانوني المغربي ، يصدر عن السلطان حين تستدعي الضرورة إلى إنشاء أوضاع قانونية قارة ، ويتم إسناده بمكانة السلطان حتى يتسنى له إكتساب صفات الدوام والإحترام .

 

إن إرتباط ظهور الظهير هو قديم جداً يعود إلى زمن ظهور مؤسسة المخزن السياسية _ الإدارية،  التي هي الميزة المميزة للمملكة المغربية عن باقي الدول  العربية _ الإسلامية  ، فالبرجوع إلى الإطار التاريخي نجد أن ظهوره كان غداة عهد الموحدين ورثة المرابطين في كيفية تدبير وتسيير دواليب وهياكل الإدارة المتطورة ، تلك التي شكلت اللبنات الأولى للمخزن المغربي ، كما جاء على لسان الأستاذ الكبير عبدالله العروي ، مما يأخدون إلى الجزم بأن زمن الموحدين هو باكورة الحقبة الزمنية في تاريخ المملكة المغربيية انذاك التي عرفت فيها تطبيق الظهائر كوسيلة للعمل السلطاني ، غير أن هناك من يرى أن تقنية الظهائر كانت مستوحاة من التنظيم الإداري الإسلامي في الأندلس ، بالخصوص مع الأمويين حتى  لا تبقى الدولة خاضعة للمزاج المتقلب للأمازيغيين وهو رأي هنري تتراس ، كما أن رواد هذا الإفتراض في تحليلهم لزمن ظهور الظهير، يستندون إلى كلمة الظهير في جانبها البلاغي ، بإعتبارها كلمة عربية محظة لايمكن انتشار تداولها داخل التراب الوطني المغربي حينها والذي لم يكن قد تعرب بعد في عهد الموحدين .

 

وكما جاء في كتاب استاذنا القدير حسن الخطابي  _ قضية الصحراء المغربية بين الشرعية التاريخية والمشروعية القانونية_ الصفحة 28  فالظهير هو ذاك العون  ألمعنوي  الذي يستمده رجال الدولة من سلطة الإمام الذي يحظى بطاعة المؤمنين الذين قلدوه ببيعتهم .

 

ومن الناحية اللغوية هو العون كما جاء في لسان العرب لإبن منظور ، والمعين حسب ماورد في معجم الوسيط .

 

كما أن هناك تطابق واضح وبين ، بين وظيفة الظهير كتقنية للعمل  السلطاني غرضها الإنعام والتوقير والإحترام بصريح العبار احسانية تقديرية ، وبين المعنى اللغوي الذي تحمله التسمية حيث أنه عون ومعين في نفس الوقت لصاحبه من الناحية المادية والمعنوية :

 

المادية : تتجلى في أنه يتيح لحامله قبض قدر من الأموال العامة على شكل معاشات دائمة أو تعفيه من بعض الإلتزامات أو غيرها  .

 

المعنوية : هو تعبير عن عطف ورضى السلطان على الأولياء والرعاية المخلصين .

 

ومنه فموضوع نص الظهير ينصب على : المكافأة ، التنويه ، المجازاة ، الإنعام ، الإعفاء ؛ والجدير بالذكر أن الأوضاع القانونية التي تنشئها الظهائر الشريفة تتسم بطابع الديمومة . 

 

وحيث أن الروابط ذات الطابع السياسي كانت قائمة بين المكونات الترابية للمغرب ، والدول التي تعاقبت على حكمه على مر العصور ، ستترسخ أكتر في عهد العلويين لاسيما مع ظهور الأطماع الإستعمارية غداة القرن 19م .

 

ففي سياق  تدبير شؤون جميع اقاليم المملكة المغربية أصدر السلاطين العلويين نوعين من الظهائر خصوصاً فيما يتعلق بالأقاليم الصحراوية شأنها في ذلك شأن باقي اقاليم الشمال ، وهما :

 

النوع الأول : ظهائر التوقير والإحترام

 

النوع الثاني : ظهائر التعيين في مناصب المسؤولية .

 

والحري بالذكر أن هناك نوع أخر من الظهائر كان يصدر إلى جانب ما ذكر، كان يتضمن بعض التعليمات والأوامر لمن كان يتقلد مهاماً دينية أو مخزنية .

 

ومن كل ماسبق يبدو الظهير كتقنية للعمل السلطاني لا في شقه المتعلق بالتوقير والإحترام أو في الشق المتعلق بالتعيين في مناصب المسؤولية ، ظل محافضاً على قيمته القانونية السامية على مر التاريخ ، هذا من جهة ومن جهة أخرى فإذا كان الظهير لا يرقى في قوته القانونية ومكانته إلى مصاف مصادر الشرع إلى أنه يظل محتفضاً بمكانته السامية داخل الهرم القانوني المغربي ، لإنه يصدر عن  أمير المؤمنين  .          


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات