بنحمادي عبد الكريم
لم توافق الحكومة على مطلب ضرورة الحصول على شهادة الباكالوريـا من أجل الترشيح للانتخابات الجماعية القادمـة , ولا على اشتراط مستوى الإجازة للترشح لمنصب رئيس الجهة مبررين موقفهم بكون الدستور يساوي بين جميع المواطنين دون تمييز في الشواهد .
كيف يعقل تشجيع الشباب والمثقفين على الدخول في غمار السياسة !
كيف يتقبل شاب مثقف أن يسير أموره شخص أمي !
إن المستوى الدراسي مهم في تدبير القرية , المدينة والجهة حيث أن رئيس الجماعة مطالب بإدراك ما يقدم عليه من قرارات على حياة ومستقبل سكان الجماعة ، كما أن ترأسه للجماعة ، التي تزخر بأطر ومؤهلات، على درجة عالية من الوعي والإدراك، تجعل من الصعب التفاعل البناء والإيجابي مع رئيس متواضع المستوى والمعرفة، ويسهل التلاعب به بشتى الطرق ويعبد الطريق نحو لوبيات الغش والسرقة نهب أموال الدولة .......
وبهذا فإن المغرب سيعيد صناعة طبقة سياسية أسوأ مما كانت، في ظل تدني الخطاب السياسي وتفاهته , كيف يعقل قبول شرط توفر المرشح للانتخابات الجماعية على الشهادة الابتدائية، سيحدث فعلا شرخ كبيرا بين انتظارات الساكنة وميولات الرئيس المنتخب .
كما تثير هيمنة شخصيات طاعنة في السن والأمية على الحياة السياسية في المغرب، مزيجًا من مشاعر الاشمئزاز والإحباط في صفوف الشباب المثقف فأغلب الأحزاب السياسية لم تقدم حلولا للشباب، بل هي منغمسة في مشاكلها، وهو ما يجعلهم يعزفون عن الحياة السياسية .
لا أحد يستمع إلى الشباب أو يؤطره ليشارك في الحياة السياسية ""
إن المغرب بحاجة إلى الشباب كل الشباب المثقف, لأنهم الطاقة التي تحرك كل مفاصل الحياة. ونحن اليوم نعيش نهضة سريعة على مختلف الأصعدة , فما أحوجنا إلى دم الشباب الساخن , والى روحهم الفياضة بالعنفوان , ليدفعوا بالعملية السياسية إلى الأمام , ويساهموا في تشخيص العلل داخل كل قرية أو مدينة, والارتقاء بالمغرب إلى مصاف الشعوب المتقدمة .
فأي رهانات للمثقف والشاب المغربي على الاستحقاقات الانتخابية القادمة ؟
إلى متى يستمر تهميش المثقف المغربي ؟