لحظة تتويج فريق مازيمبي بلقب العصبة الإفريقية على حساب الجيش الملكي

دموع لاعبات الجيش بعد خسارة اللقب الإفريقي وفرحة مدربة مازيمبي المغربية لمياء بومهدي

عناق لقجع وموتسيبي في نهائي عصبة الأبطال الإفريقية للسيدات بالجديدة

ساكنة مفتاح الخير بسطات تحتج على تراجع المسؤولين عن إنشاء قنطرة

شاهد لحظة مغادرة "أزواغ" حارس اتحاد طنجة دربي الشمال باكياً

رغم التأخر في النتيجة...الجماهير الطنجاوية تشجع فريقها بقوة في ديربي الشمال

علمانية الاضطرار

علمانية الاضطرار

عبد الغني العمري

 

إن الناس يعلمون مدلول العلمانية، والتي هي "فصل الدين عن الدولة (الحكم)". وقد سبق مرارا أن قلنا إن العلمانية بهذا المعنى لا تعنينا، لكونها وليدة بيئة ثقافية غير بيئتنا؛ وإن كانت ثلة من أبنائنا، لا يحلو لهم إلا أن يتشبهوا بمن هم بهم منبهرون من الأمم الأخرى!.. وللناس فيما يعشقون مذاهب!..

 

غير أن ما نريده من "علمانية الاضطرار"، هو معنى جديد، أوصَلَنا إليه "إسلاميونا"، الذين يريدون اختطاف الدين من الأمة واحتكاره من دونها؛ إلا إن رضيت بهم قادة لها رغم أنفها، وبعيدا عن المعايير الشرعية الحق. انتظرناهم طويلا، لعل عاقلا ينبري من بين صفوفهم، يحذّرهم مغبةَ اختياراتهم وممارساتهم؛ لكن الظاهر أن الأصوات العاقلة بينهم مقموعة، وأهلَ الرأي فيهم منبوذون!..

 

إن ما نقصده من "علمانية الاضطرار"، هو "فصل السياسة عن الدين"، الذي هو مقلوب "فصل الدين عن السياسة" الأول، وإن اشتركا في الصورة. ذلك أن السياسة قد أفسدت دين الإسلاميين، الذين صاروا هم بدورهم مفسدين لدين الأمة. ونحن لن نسكت عما يفسد الدين، وإن كان ظاهره منه فيما يبدو لمن لا خبرة له!..

 

إن الخفة جعلت "الإسلاميين" يتقدمون الصفوف، ليحققوا الإصلاح بحسب زعمهم؛ فأفسحت لهم الشعوب، لترى ما هم فاعلون!.. وهم لم يزنوا الأمور بميزان الحكمة، فصاروا يرفعون شعارات، لا تليق إلا بالأئمة من أهل الدين.

 

ولما وصلوا إلى الحكم، صرنا نراقب أقوالهم وأفعالهم، فوجدنا جلهم من سفهاء الأحلام، الذين لم يبلغوا في سلم العقل الرشد بعد!.. ووجدناهم بالنظر إلى الدين، في أدنى درجاته، رغم لقلقة لا تنفك عنها ألسنتهم؛ بل إن بعضا منهم نزلوا إلى مصاف مخرومي المروءة.

 

زعم "الإسلاميون" أن السياسة من الدين، وأنه ما أصابنا الضُّرّ إلا من وراء إغفالها؛ وهي كلمة حق أرادوا بها الباطل؛ لأن السياسة التي هي من الدين، لا بد أن تكون خاضعة لأحكامه. وأما سياستهم، فإننا رأيناها تلفيقا، لا هو شرقي ولا هو غربي؛ لا هو ديني، ولا هو لائي؛ وكأنهم أرادوا الفلاح فيما لم يفلح فيه إبليس نفسه من جمع بين المتناقضات!..

 

إن سياسة الإسلاميين، جعلت الدين خاضعا للسياسة (بالمعنى المكيافيلي)، بعكس ما ينبغي للأمر أن يكون!.. وبدل من أن تتعافى الأمة على أيديهم ولو قليلا، ازدادت معهم مرضا على مرضها. لذلك، نحن نطالب الآن بتخليص الدين من السياسة في علمانية لم نكن نريدها، لولا أن الشرع أجاز لنا طلب أخف الضرر، إن لم يكن من ارتكابه بد؛ هذا حتى يبقى الدين نقيا من الشوائب، وميسرا في متناول الراغبين. إن تعذر الجمع بين الدين والسياسة كما هو الواقع الآن، فليكن حرصنا على الدين لا على السياسة، إلى حين تغيّر الظروف، لكي لا نخسر الخسران المبين.

 

نحن نعلم أن السياسيين، يستعملون الدين، لتبييض وجوههم لدى الغافلين؛ وهو (أي الدين) بهذا ضروري لهم في عملهم المشبوه؛ ولكننا لن نسمح بأن يمر الأمر، من غير حساب بحسب استطاعتنا. انتهى زمن، كان السياسيون يتلاعبون فيه بكل ما يشاؤون، ويتوهمون أنهم يمسكون بزمام الأمور، متقنين

 

للعبة التوازنات؛ حيث كانوا يرون أنهم في النهاية، وبجميع الحسابات رابحون. ما عاد في الأمر متسع، والفتن تحيط بنا من كل صوب!.. وإن كانت دنياهم في أعينهم غالية، فإن آخرتنا في أعيننا أغلى!..

 

فليتنبه من أراد أن يتنبه، أو ليتحمل بعد ذلك العامل تبعات ما هو له عامل!..

 

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات