أخبارنا المغربية - و م ع
نظمت المديرية الجهوية للمندوبية السامية للمياه والغابات ومكافحة التصحر، أمس الأربعاء بتطوان، لقاء تحسيسيا مع جمعيات المجتمع المدني بجهة طنجة تطوان، في إطار المقاربة الاستباقية للوقاية من حرائق الغابات.
وقال المدير الجهوي للمندوبية السامية للمياه والغابات ومكافحة التصحر، عبد العزيز الحجاجي، إن هذا اللقاء يروم تعزيز التواصل مع جمعيات المجتمع المدني من أجل إشراك هذه الفعاليات في منحى الوقاية من حرائق الغابات، وتمكينها عمليا من الاضطلاع بدور المخاطب والوسيط مع الجمهور الواسع والساكنة المجاورة للغابات، مؤكدا أن التنسيق يندرج في إطار برنامج المندوبية السامية للمياه والغابات ومكافحة التصحر الاستباقي لمكافحة الحرائق وحماية الموارد الطبيعية والمجال البيئي.
وأضاف أن هذا اللقاء يندرج أيضا في سياق التفاعل مع شركاء المندوبية السامية لتجنب الحرائق الغابوية، التي تعرف، خاصة في فصل الصيف، نموا متصاعدا بسبب سلوكات بشرية في الغالب يمكن تجاوزها عبر المساطر القانونية الزجرية، وكذا عبر المقاربات التشاركية والالتقائية مع المجتمع المدني النشيط، وتوعية المواطنين بأهمية المحافظة على الإرث الغابوي والطبيعي، الذي يشكل رافعة أساسية من رافعات التنمية المستدامة، مبرزا أن التعاون الوثيق مع فعاليات المجتمع المدني يساعد بشكل جلي، كما تؤكد ذلك مؤشرات تحليلية، في تراجع حرائق الغابات وتثمين الملك الغابوي مما يعود بالنفع على الساكنة المعنية.
وتمت الإشارة، خلال عرض توضيحي بالمناسبة، إلى أن جهة طنجة تطوان، التي تغطي مساحتها اإجمالية نحو 42 بالمائة من الغابات والنباتات المختلفة، عرفت، خلال السنة الماضية، وقوع 145 حريقا أتت على أزيد من 707 هكتار، ما يستوجب، من منظور مصالح المياه والغابات ومكافحة التصحر، تعبئة مجتمعية متناسقة ومتكاملة وشاملة لمواجهة هذا التحدي، الذي يؤرق بال المجتمع ككل، باعتبار أهمية الغابة في بعدها الاجتماعي والاقتصادي والايكولوجي.
وقدم هذا العرض أهم التدابير الاحتياطية التي يتم تنفيذها ابتداء من الشهر الجاري وستستمر إلى غاية نهاية موسم الصيف في شهر شتنبر القادم،والتي تقوم، أساسا، على تجويد طرق التدخل وتنقية المسالك الغابوية والمطارح العمومية المجاورة للغابات، ووضع مسافات عازلة بين الغابات وأسلاك التيار المتوسط والقوي، وإنشاء أبراج المراقبة وتعزيز العنصر البشري وإصلاح وتوسيع شبكة فوهات المياه وتشديد المراقبة قرب محيط الغابات من طرف أعوان المندوبية السامية للمياه والغابات ومكافحة التصحر والمصالح الأمنية والبلديات، كل حسب اختصاصه.
وأشار العرض إلى الجانب التقني من التدبير الاستباقي والعملي للحد من الحرائق، والذي يتمثل في إعداد إحصائيات ميدانية لتقييمها وتحديد الإجراءات الواجب اتخاذها للحد من هذه الآفة، ووضع برنامج معلوماتي بتنسيق مع مصلحة الأرصاد الجوية، ما يمكن من وضع التوقعات بخصوص درجة الحرارة المرتقبة ومستوى الرطوبة وسرعة الرياح وتحديد أمكنة تواجد الغابات بدقة ،لتسهيل عملية اطفاء الحرائق في حال اندلاعها.
من جهة أخرى، وبعد أن أكد ممثلو المجتمع المدني استعداداهم الكامل للانخراط في كل العمليات والمبادرات التثقيفية التربوية والتحسيسية الهادفة إلى حماية وتثمين المحيط الغابوي، دعوا إلى تقوية التواصل والحرص على استدامته بين المؤسسات الرسمية المشرفة على المجال الغابوي والهيئات المدنية عبر مختلف الآليات الممكنة، وتنظيم حملات تحسيسية على طول السنة، وإشراك ساكنة المحيط الغابوي في تدبير الشأن الغابوي وتقنين استغلالها لموارد الغابة بما يعود بالنفع على المعنيين، وتعزيز الترسانة القانونية لمواجهة، وبشكل صارم، من يساهم في اندثار الغابات سواء عبر الحرق العمد أو الاستغلال المفرط والعشوائي للغابة.