تبنى تنظيم "الدولة الإسلامية" المتطرف الاعتداء الدموي الجمعة على فندق تونسي ما خلف 38 قتيلا أغلبهم من البريطانيين ونفذه طالب تونسي مسلح برشاش كلاشنيكوف كان يخفيه تحت شمسية وشكل ضربة موجعة للسياحة القطاع الاقتصادي المهم في البلاد.
وتم نقل مئات السياح الأجانب بحافلات إلى مطار النفيضة الواقع في منتصف الطريق بين سوسة والعاصمة، لإجلائهم ليل الجمعة إلى السبت.
وكانت تونس التي سجلت تصاعد عنف مجموعات إسلامية مسلحة شهدت قبل ثلاثة أشهر اعتداء داميا على متحف باردو بالعاصمة تبناه أيضا تنظيم "الدولة الإسلامية"، وخلف مقتل 22 شخصا بينهم 21 سائحا أجنبيا.
وأعلن عن قيام 13 رحلة ليلا في هذا المطار خصوصا باتجاه لندن ومانشستر وأمستردام وبروكسل وسان بترسبورغ. وقال سائح من ويلز "نحن خائفون. المكان ليس آمنا".
وجاء في بيان للتنظيم نشر عبر مواقع إسلامية على تويتر "انطلق جندي الخلافة (..) أبو يحيى القيرواني (..) وتمكن من الوصول إلى الهدف في فندق أمبريال" وقتل "قرابة الأربعين (..) معظمهم من رعايا دول التحالف الصليبي التي تحارب دولة الخلافة"، في إشارة إلى التحالف الدولي الذي يقصف مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا.
واعتبر التنظيم أن الهجوم استهدف "أوكارا خبيثة عشش فيها العهر والرذيلة والكفر بالله في مدينة سوسة" وذلك "رغم الإجراءات (الأمنية) المشددة التي طوقت هذه الأوكار المستهدفة في شاطئ القنطاوي".
وأتى الاعتداء في تونس في اليوم ذاته لاعتداء تبناه تنظيم الدولة في الكويت (27 قتيلا) وآخر في فرنسا.
وأعلن الحبيب الصيد رئيس الحكومة التونسية في الساعات الأولى من السبت أن الاعتداء الذي استهدف فندق طريو أمبريال مرحبا" بمرسى القنطاوي القريب من مدينة سوسة ويقع على بعد 140 كلم جنوبي العاصمة، أسفر عن مقتل 38 شخصا أغلبهم بريطانيون.
وفي مؤتمر صحافي ، قال الصيد ردا عن سؤال حول جنسيات القتلى "أكثرهم إنجليز، وبعضهم ألمان وبلجيكيون وفرنسيون".
وكانت وزارة الصحة أعلنت في آخر حصيلة رسمية للهجوم مقتل 39 وإصابة 39 آخرين. وأفادت الوزارة أن إحدى جثث القتلى تعود لمنفذ الهجوم.
ولم تنشر حتى الآن اللائحة الدقيقة لجنسيات السياح حيث إن معظم الضحايا كانوا بلباس البحر عند وقوع الاعتداء ولا يحملون هويات معهم.
وبين القتلى الأجانب خمسة بريطانيين على الأقل وإيرلندية، بحسب سلطات بلديهما.
كما أصيب في الاعتداء 39 شخصا بينهم بالخصوص بريطانيون وبلجيكيون وألمان ونرويجيون.
وبحسب السلطات فإن منفذ الهجوم الذي كان مسلحا برشاش كلاشينكوف، يدعى سيف الدين الرزقي ويتحدر من منطقة قعفور بولاية سليانة (شمال غرب) ويدرس في جامعة بالقيروان (وسط).
وقال رفيق الشلي كاتب (وزير) الدولة المكلف بالشؤون الأمنية في تونس إن منفذ الهجوم شاب "غير معروف" لدى أجهزة الأمن "دخل (الفندق) عن طريق الشاطئ في زي مصطاف قادم للسباحة، وكان يحمل مظلة وسطها سلاح، وعندما وصل إلى الشاطئ استعمل السلاح (أطلق النار) في الشاطئ والمسبح والنزل (الفندق) وعند مغادرته تم القضاء عليه" من قبل قوات الأمن.
وقال أحد العاملين في الفندق إن المسلح استهدف نزلاء على الشاطئ ثم دلف داخل الفندق لقتل نزلاء آخرين كانوا على جنبات المسبح.
وقال سليم إبراهيم "رأيت شخصا يطلق النار على سياح مسنين (على الشاطئ) وقتلهم" مضيفا "سعيت للاختباء لأني رأيت الإرهابي يدخل إلى الفندق من ناحية المسبح ثم ألقى قنبلة قرب المسبح".
وقال شاهد إن المسلح استهدف السياح.
وشرح لعناصر الشرطة أن "الإرهابي قال لنا +ابتعدوا لم آت من أجلكم+ ولم يطلق علينا النار وبدأ بإطلاق النار على السياح".
والسياحة أحد أعمدة الاقتصاد التونسي إذ تشغل 400 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر وتساهم بنسبة 7 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي وتدر ما بين 18 و20 بالمئة من مداخيل تونس السنوية من العملات الأجنبية، لكنها تأثرت كثيرا باضطرابات ما بعد الثورة التونسية وبتنامي نشاط المجموعات المسلحة الإسلامية.