إلياس عين الناس
أصبحت اللغة الانجليزية لغة واسعة الانتشار متلاشية حدودها في كافة الأقطار العالمية بشكل عام والعربية بشكل خاص، حيث تستخدم الإنجليزية في التعليم و التجارة الخارجية و الأبحاث العلمية، وتحولت من لغة أجنبية إلى لغة ثانية في بعض الدول؛ نتيجة لظروف تاريخية، سياسية، أدبية وعلمية. وزاد إقبال الطلبة وغيرهم على تعلم هذه اللغة في الأونة الأخيرة .وقد تنوعت أسباب تعلم هذه اللغة منها:
1. تعتبر اللغة الانجليزية لغة عالمية وعلمية، فأغلب الأبحاث والكتب تكتب وتنشر بالإنجليزية.
2. . أن اللغة الانجليزية مطلوبة في بعض مدارس التجارة و التسيير ويجب على كل طالب تعلمها.
3. أن اللغة الانجليزية هي وسيلة للدراسات العليا في كثير من المواضيع العلمية و التقنية.
4. أن اللغة الإنجليزية هي نافذة العالم حيث أنها لغة التواصل عبر العالم.
نسلط الضوء في هذا المقال على عدة عوامل التي تحول وتبطئ تدريس وتعلم لغة العصر. على ذلك سنضع بين ايديكم أيضا أساليب وطرائق التدريس التي يمكن استخدامها لنقل معرفه أفضل لتلامذتنا.
بالرغم من كون اللغة الانجليزية تدرس في المدارس المغربية لمدة 4 سنوات إلا أن المتخرجين من الثانوي التأهيلي غير القادرين على التعبير واستعمال هذه اللغة كوسيلة للتواصل، بل فقط بعض المهارات الضعيفة من نحو و كتابة عند البعض. حيث دأب البعض الى ان تدريس الانجليزية ابتداء من المرحلة المتوسطة يعتبر متأخرا وان اقتراح البدء بتدريسها من المرحلة الابتدائية يعتبر علاجا ناجعا لهذه القضية. ومع ذلك فإن جودة تدريس هذه اللغة منوطة بعدة عوامل ديداكتيكية ومنهجية سنتطرق إليها لاحقا.
إن تعليم هذه اللغة يواجه مشاكل كثيرة نجرد منها:
1. الأساليب المستعملة لتعليم هذه اللغة تلقينية تعتمد على طريقة تقليدية وهي تلقين القواعد و المفردات حيث يعلم التلميذ عن أصل أكثر مما يعلم عن قواعد اللغة نفسها، أضف إلى ذلك عدم التنويع في هذه الأساليب حيث المعلم هو المسيطر على كل ما يحدث في الصف وتدرس اللغة كمادة سردية حكائية كالتاريخ والجغرافيا مما يجعلها مادة مملة.
2. صرامة المناهج التقليدية التي تحتم على المعلمين أن يتبعوا تعليمات المقرر المدرسي بحذافيره مما يلغي إبداع بعض الأساتذة مع عدم وجود فراغ لأي شيء أو نشاط إضافي.
3. صرامة الامتحانات التي تقيس قدرة الطالب على الحفظ للمادة وعدم التركيز والقياس في مقابل المهارات التواصلية و اللغوية والتي لا تسمح للمعلم بالمرونة.
4. عدم الجدية في تعلم اللغة، فكثير من الطلاب يعتقدونها مادة عادية تكميلية للجدول الدراسي والكثير من المعلمين ليس لديهم الحرص علي توضيح أهمية اللغة بالنسبة للطلاب وأهميتها المستقبلية.
5. تردي المستوى التعليمي في المدارس وضعف أداء الطلبة وهذا يدل على عدم رغبتهم في تعلم اللغة ولكنهم مجبرون على النجاح في الامتحان.
6. كثرة التلاميذ في الصف الدراسي مما يجعل تعليم اللغة مهمة جد صعبة على الطالب من جهة والمدرس من جهة أخرى مع العلم أن هناك إجماع المتخصصين في تعليم اللغات على تقليل عدد الطلبة المتعلمين للغات حتى يتسنى لهم المشاركة بفعالية في أنشطة الدرس.
7. قلة الوسائل التعليمية و الديداكتيكية المساعدة في التدريس كالمختبر والكتب و أشرطة الفيديو وغيرها من الوسائل السمعية والبصرية.
وللتخفيف من هذه المشاكل يجب مراعاة ما يلي:
1. على المعلم أن يتكلم اللغة الانجليزية ولا يلجأ إلى اللغة الأم إلا في حالات تفسير بعض المفاهيم والاصطلاحات اللغوية التي يصعب فهمها على الطلبة. وبهذه الطريقة يتعود الطالب على أصوات اللغة الانجليزية من ناحية والنظر إلى اللغة كأداة للتفاهم بدلا من كونها موضوعا مدرسيا.
2. على المعلم أن يعطي فرصة كبيرة لطلابه للتحدث داخل الصف، وينصح الخبراء أن تكون نسبة كلام الطالب داخل الصف ٧٥ % ،ونسبة كلام المعلم ٢٥ .%
3. على المعلم أن يشجع طلبته ويزيد من رغبتهم في تعلم اللغة وفي رأي علماء النفس أن تعزيز الأجوبة الصحيحة يساعد الطلبة ليقوموا بعملهم بشكل أحسن.
4. صعوبة اللغة يرجع سببها أساسا إلى أنه يجب أن نبدأ بدراسة اللغة بكلمات سهلة لذلك يجب أن تكون بدايات تعلم اللغة بكلمات يسهل فهمها من الواقع و البيئة الحياتية مع عدم التركيز على الأشياء العلمية لصعوبتها.
5. تدريب المعلمين على الطرق الحديثة، وتجديد معلوماتهم الخاصة بتعلم اللغة، إن المعلم الجيد يستطيع أن يستعمل الكتاب السيئ بطريقة جيدة والمعلم الضعيف يستعمل الكتاب الجيد بطريقة سيئة.
6. لابد لذلك من دورات خاصة لتحسين وضع المعلمين داخل المهنة لتزيد فعاليتهم وتجدد معلوماتهم.
7. يجب تعلم اللغة الإنجليزية في الصفوف الأولى من المراحل الابتدائية وذلك لأهميتها القصوى، ويجب ألا تتأجل لمرحلة المتوسطة أو ما شابه ذلك.
8. عدم وجود أسلوب مميز ومشوق للمادة التي تعتبر ركيزة اساسية في هذا العصر التكنولوجي، مع توفير ثلة من الوسائل الديداكتيكية و اللوجيستيكية لتدريس المادة من مختبرات تحقق نتائج أفضل لدى الطلبة في مهارات الاستماع والمحادثة و ورشات و عمل جماعي يسهل ويجعل المادة مادة حية.
9. عمل زيارات متبادلة بين مدارس الأجنبية وحكومية في بلادنا ودمجهم مع هؤلاء الطلبة والطالبات حيث يتم التعلم مع البعض لأن تعليم اللغة الإنجليزية يحتاج إلى الممارسة.