بايتاس: منجزات الحكومة لا تدع مجالا للشك بكونها حكومة اجتماعية بامتياز

السعدي: الحكومة قامت بإصلاحات غير مسبوقة وهي مستمرة بفضل مشروعيتها الانتخابية

استياء الكازاويين من فرض رسم 70 درهما لدخول ساحة مسجد الحسن الثاني

سلطات شفشاون تعطي الانطلاقة الرسمية لوحدة فندقية جديدة

تحويل شقق وسط حي شعبي بطنجة إلى أوكار للدعارة يخرج الساكنة للاحتجاج

من غلاسكو إلى الرياض.. اعتراف دولي بقوة المؤسسات الأمنية المغربية

خطاب بقلم أحمر

خطاب بقلم أحمر

يحيى عمران

 

بنبرة صريحة وصادمة، ولغة حادة تميز الخطاب الملكي الأخير الذي جاء في سياق التخليد لذكرى عيد العرش وتجديد البيعة والولاء، في عامها السادس عشر على اعتلاء الملك محمد السادس عرش أسلافه.

الباحث بين سطور الخطاب الملكي سيكتشف مستوى جديد وجيل جديد من الخطب الملكية. خطاب تدثر فيه الملك برداء الملك الناقد المصحح، بقلمه الاحمر ليصحح عثرات وهنات حكومته.

لقد توقف  الخطاب عند بؤر التهميش التي يغرق في عاصفتها الشعب المغربي؛ إن على المستوى الاجتماعي التنموي أو المعرفي التعليمي أو الخدماتي.

لقد سلط القلم الاحمر ضوءه على بعض النقط السوداء التي تؤخر عجلة دوران التنمية في هذه البلاد، التي تستثمرها الكيانات السياسية لأغراض سياسوية تستهدف تحصيل المزيد من الارباح والمكاسب الإ نتخابية.

 

خطاب التهديد والصرامة:

إن المتتبع لمراحل وأطوار الخطاب الملكي سيجد نفسه أمام السؤال المحرقي العميق. فبعد طرح السؤال التاريخي في خطاب سابق، أين الثروة؟ . اليوم، وربما هو ورش لفتح خانة الأسئلة الجوهرية حول إشكالات عرقلة مسار قطار التنمية بالمغرب، يطرح السؤال بصيغة أخرى: من يستفيد من التنمية؟.

فالملك يصحح عثرات حكومته، بعد أن أقر بأخطائها الفادحة، ويكشف عن سياساتها الاجتماعية والسياسية والتعليمية الفاشلة. فكل ما تم تدشينه من مشاريع لم يف بالغرض الذي يحمله على عاتقه اتجاه أمته.

فثمة مسار طويل أبطأته الاختلاسات والسرقات والتلاعبات والصفقات المشبوهة للحكومات السابقة والحالية، وهو المسار نفسه الذي أخرته غياب الإرادة والقدرة على تفعيل مضامين دستور ٢٠١١.

خطاب العتاب والاستنكار

في مقطع من مقاطع الخطاب الملكي ، وضع الملك قلمه الأحمر على عيوب وفضائح ممارسات القنصليات المغربية بالخارج، محملا القطاع الوصي المسؤولية على ما يعانيه المهاجرون من اشكال التماطل والتعسف والتهميش. ولأن التجربة الشخصية اضحت عنصر ا من العناصر الحجاجية في الخطب الملكية لاضفاء شرعية وصدقية أكثر، استدعى الملك تجربة لقائه ببعض عناصر الجالية بالخارج .

ومن خلال هذه السوأة الاجتماعية والخدماتية أبان الملك عن نبرة العتاب والاستنكار في الان نفسه، وهي نبرة قد يفهم منها أساليب التهديد والعقاب، بل في سابقة، يتم التوجيه للمؤسسات من أجل المحاسبة والعقاب في حق كل من تخلف عن اداء الواجب اجاه الجالية المغربية.

خطاب التوجيه والالتزام

في معرض حديثه عن إشكالات التنمية وأمراض المدرسة العمومية، وجه الملك توجيهاته الى وزيره في الداخلية إلى رصد بؤر التهميش والإقصاء التي تغرق فيها دواوير وقرى مغربنا المأزومن، قصد تصحيح الأمور وإرجاع الحقوق إلى أصحابها، وتمتيع المواطنين بشروط العيش الكريم، والحد الأدنى من نسيم الإنسانية وعطر الحياة كباقي البشر.

كما تم التفاعل بإيجابية مع ملف التعليم، الذي أفصح من خلاله الملك عن معرفته بكوامنه قبل ظواهره.

من هنا جاء التوجيه إلى ضرورة تقييم مضامين الميثاق الوطني للتربية والتكوين، وهو ما يشكل بداية التفكير في رغبة وإرادة الإصلاح الذي يحتاج

إلى إصلاح.

 

خطاب التحذير واليقظة

في غمار الفوضى الأمنية التي يشهدها المغرب خلال هذه الأيام،التي أبانت عن فشل المؤسسات الامنية والقضائية، سطر خطاب الملك بقلمه الأحمر حول هذه السيبة، معتبرا أن شرعية التحكيم بين المواطنين،لابين المؤسسات،التى أعلى الملك من شأنها وهيبتها.

إشكالية جوهرية أخرى أضحت تتنامى في مجتمعنا، وهي تضرب عرض الحائط جذور هويتنا الدينيةومذهبنا المالكي السني،دفعت الملك إلى أن يسطر بقلمه الأحمر عن الفطريات التي أفرزتها هذه النعرة، وما يتداعى عنها من طفيليات متدينة ترى في نفسها الإسلام القويم، وتحاول ترويجه وتصديره بطريقة بشعة خاصة بها.

فصل القول، خطاب الملك بدأ يشهد تحول على مستوى مساراته واتجاهاته نحو شعبه.فبعد خطاب الوضوح،اليومنحن أمام خطاب للعتاب والتهديد والصرامة والتحذير.

لهذا أضحت تتشكل ملامح أخرى لطبيعة ونسق الخطاب السياسي للملك محمد السادس في مملكة دستور ٢٠١١.

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات