محمد نجيب بوليف
السلام على الأحبة الكرام ورحمة الله تعالى وبركاته،
لا يخفى على كثيرين أن مراتب الإيمان متعددة...وأن من الإيمان إماطة الأذى عن الطريق( حتى لا يتأذى الآخرين )، وكما أن من صميم الإيمان الإيمان بالغيب والقدر...الخ...ومن بين هذا وذاك هناك حب الوطن...الذي به نزن أنفسنا أيضا في ميزان الإيمان...حتى أن الإسلام يعتبر من مات دون بلده(وهو يدافع عنه) فهو شهيد...
بمناسبة هذا القول هوما نشهده هنا و هناك من طرف من يبخس هذا الوطن حقه...تشهيرا به أمام الملأ ( داخليا وخارجيا )، وكذبا على أبنائه، وتنكيسا لنجاحاته...الخ...
قد لا يتفق الناس مع التوجهات السياسية للحكومة، فهذا أمر مقبول جدا...بل ضروري للديمقراطية. ولكن البلد يجب أن يبقى في مأمن عن هذه الخلافات...يُطعن في السياسات الحكومية، لكن ليس في البلد...ليس في الكيان الجامع.
جزء لابأس به من أبناء هذا الوطن يرغبون في الهجرة...يبحثون عن تحسين مستوى عيشهم. هذا حقهم....لكن لا يجب أن يكون ذلك على حساب الوطن !! طعنا وتشهيرا...
نعم أقول ذلك وأنا أتجول بين مختلف أقطار العالم....وأرى وأنظر...كيف أن شعوبا تعيش القهر السياسي والذل....لكن لن تسمع منها حديثا يخدش طموح الوطن...
أقول هذا وأنا أنظر إلى جزء من شباب هذا الوطن الطموح، الذي لا يحفظ النشيد الوطني، ولا يعرف عن أصل الوطن وتاريخه ورجالاته إلا النذر اليسير...
إذا انسلخ هؤلاء من تاريخهم، ومن أصولهم....لا يمكن أبدا أن يكونوا مدافعين عن بلدهم....أن يكونوا بناة لبلد كبير. وفي مقابل ذلك، أحيي عاليا وغاليا...ثلة من أبناء وطني الذين وجدتهم يدافعون عنه في السراء والضراء، غالبيتهم لا يريدون من وراء ذلك لا جزاء ولا شكورا...بهم يحيى البلد، بهم يستمد البلد قوته، بهم يمكن أن نتصدى للجميع.
من انتظر من بلده أن يقدم له مقابلا لكي يحبه ويدافع عنه....فلا خير فيه ....ومن قدم مصلحة بلده على مصلحته الخاصة فنعم المواطن(ة)...ونعم المواطنة....
ودمنا محبين لوطننا الغالي...
موكيل إسماعيل
بين حب الوطن و حب خيرات الوطن
صدقت في طرحك لعلاقة الإنسان بوطنه. كيف يجب أن تكون تلك العلاقة. لكن أصابع الاتهام في خذل الوطن تتوجه بكل تأكيد إلى. الذين ينعمون بخيراته و لا يؤدون مقابل ذلك شيئا يذكر.بل زادهم ذلك النعيم طمعا بلا حدود وتماديا في نهب الثروات بلا حسيب و لا رقيب. ذلك و قد عبدت لهم الثروات المتراكمة كل السبل المشروع منها و غير المشروع. أما بسطاء القوم فهم في اوراشهم يكدون ليل نهار و في ظروف غير إنسانية. هذه الطبقة الكادحة هي المحبة لوطنها.