أخبارنا المغربية ــ وكالات
أقل من 24 ساعة تفصل المغاربة عن الانتخابات الجماعية الإقليمية والجهوية (البلديات والمحافظات)، تتسارع وتيرة البحث عن الدعم والتأييد، مع ارتفاع درجة التراشق السياسي بين الأحزاب المتصارعة، وطالت محاولة كسب التأييد المدرسة "السلفية" بكل أجنحتها التقليدية وحتى الجهادية.
كان من حسنات رفع درجات التسييس في الانتخابات الجماعية والجهوية المغربية في هذا العام، إشراك جميع الحساسيات الاجتماعية في نقاش الاستحقاقات الجارية، وعلى رأسهم "الصوت السلفي" في المغرب.
"السلفيون" و"السلفية" في المغرب، رغم أنهم ينتمون إلى نفس "المدرسة" نظريا، غير أنهم يتميزون بين ثلاث اختيارات كبرى، هي السلفية التقليدية التي تمثلها جمعية "الدعوة إلى القرآن والسنة بمراكش"، ويرأسها عبد الرحمان المغراوي، الاختيار الثاني السلفية الإصلاحية التي تضم مستقلين من الجمعية الأولى، وخطباء ودعاة مستقلين، والثالثة السلفية الجهادية.
تاريخ العلاقة بين "السلفيين" وبين الدولة المغربية، عرف حدثا كبيرا مازال يحكم تطور العلاقة بينهما، حيث قامت السلطات الإدارية بإغلاق دور القرآن في 28 حزيران/ يونيو 2013، دون سابق إنذار، انضاف إليها تنظيم داعش، الذي زكى توجس الدولة من "السلفيين" عموما.
ورقة "دار القرآن"
قرأ الكثيرون قرار السلطات الإدارية المغربية، بإغلاق مقرات جمعية "الدعوة إلى القرآن والسنة"، المعروفة بـ"دار القرآن"، وخاصة مقرها المركزي بمدينة مراكش في حزيران 2013، على أنه قرار عقابي على دعم الجمعية لحزب العدالة والتنمية في انتخابات أيلول سبتمبر 2011.
مصادر مقربة من الجمعية، كشفت لـ"عربي21" أن "محاولات جرت وتجري من أجل دفع الجمعية إلى تبني موقف سياسي صريح داعم لأحد الأحزاب السياسية، وهو ما ترفضه الجمعية لأنها لا تهتم بالسياسية".
وأضافت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن "ملف الجمعية سياسي وليس قانوني، بدليل أن مسؤولين سياسيين طلبوا منا دعمهم في الانتخابات، مقابل أن تعود الجمعية إلى العمل دون عوائق".
ورغم أن مصادرنا رفضت الإشارة إلى الانتماء السياسي للمسؤولين، غير أن هذا إشارته تشرحها ما نشرته الصحافة المغربية في حينها، من أن حزب الأصالة والمعاصرة (المعارض) طالب من مسؤولي الجمعية التصويت عليهم من أجل حل المشكل القانوني لجمعية "دار القرآن".
التصويت لـ"لأصلح"
انطلقت الحملة الانتخابية وحتى تخرج الجمعية من الحرج مع الجميع، أعلن مؤسسها الشيخ محمد عبد الرحمان المغراوي، في صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" دعوته المواطنين إلى التصويت على "الأصلح".
ودعا الشيخ المغراوي، في بيان نشره على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، أنصاره للتصويت على ما أسماه "النزهاء الذين يخدمون الدين والوطن".
وقال المغراوي: "نؤكد دعمنا لكل الفاعلين السياسيين النزيهين الصادقين في خدمة ديننا ووطننا، وندعو للتصويت على الأصلح منهم تحقيقا لما أمكن من المصالح، وتقليلا للشر، ونرى أن هذا التصويت من الشهادة التي ينبغي أداؤها مادامت الانتخابات تمر في جو عليه النزاهة والشفافية".
"الأصلح" لم يكن ليقنع الأحزاب السياسية، فتابعها "الشيخ المغراوي" بخطوة دعم ثلاث مرشحين في مدينة مراكش، ينتمون إلى ثلاثة أحزاب مختلفة، ليس بينها العدالة والتنمية.
كما أن الشيخ السلفي محمد المغراوي، حضر الأحد 30 آب/ غشت الجاري، للتجمع الخطابي، الذي أقامه عبد العزيز الدريوش، مرشح "الحركة الشعبية" بجماعة "تسلطانت"، التي تقع بالقرب من مدينة مراكش.
لم يقف الأمر عن هذا الحد بل يساهم أنصار السلفية في الحملة الانتخابية بمقاطعة المنارة، مع عبد المجيد الدمناتي، مرشح حزب "الاتحاد الدستوري"، هذا المرشح الذي يعد ابن جمعية الدعوة إلى القرآن، قبل أن يغادرها ويختار العمل السياسي.
وختاما فإن أنصار الشيخ يساندون في دائرة سيدي "يوسف بن علي"، محمد نكيل مرشح حزب "الأصالة والمعاصرة".
عبد الكريم
من الأصلح
السلام عليكم و رحمة الله نحن اليوم في ريب من كل حزب يعلن قانونه الأساسي حيث تجد الشعارات الرنانة في خدمة الدين و الوطن لكن بمجرد ما يصل الحزب إلى السلطة حتى يصطدم بعالم آخر لا يستطيع مواجهته فيقرر السير مع التيار و هذا ما يحدث لكل أحزابنا بلا استثناء فلا حول و لا قوة إلا بالله . فالأحزاب كلها تحكمها جهات خارجية توجهها كيف شاءت فيجب على المغاربة أن يستيقظوا من هذا السبات لا تنخدعوا بالأحزاب و لا حتى الأشخاص الذين يمثلون الأحزاب فهم ناس مغلوب على أمرهم ، و حتى من الوجهة الشرعية فكثرة الأحزاب مكروهة و محرمة لأن ديننا الحنيف يدعوا إلى حزب واحد الذي يسعى جاهدا في تطبيق الشريعة لا إلى تعدد الأحزاب و كل حزب بما لديهم فرحون .