أخبارنا المغربية - و م ع
يشكل تحسين الولوج للخدمات الصحية والرفع من جودتها وجعلها في متناول كافة المغاربة في القرى كما في الحواضر? أبرز محاور ورش إصلاح المنظومة الصحية الذي انخرطت فيه المملكة منذ سنوات ، وخصوصا في ما يتعلق بالتكفل بالأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة.
ويتم في هذا السياق، بفضل تظافر جهود العديد من الشركاء والمتدخلين، العموميين والخواص والمؤسساتيين، تفعيل عدد من الإجراءات الرامية إلى تعزيز العروض الاستشفائية وتقريبها من المواطنين? لاسيما من خلال إحداث بنيات علاجية ومراكز صحية ومستشفيات جديدة تراعي مبادئ القرب والفعالية والجودة في الخدمات المقدمة وتجعل من التكفل بالأمراض المزمنة? من قبيل مرض القصور الكلوي والسكري? هاجسها الأول.
ففضلا عن المجهودات المبذولة من طرف الوزارة الوصية في مجال تحسين ظروف الاستقبال وتكثيف العناية الطبية وضمان الولوج المتكافئ للخدمات الصحية الأساسية? لاسيما بالنسبة للأمراض المزمنة والولادة والمستعجلات? شهدت السنوات الأخيرة إحداث عدد من البنيات الاستشفائية الجديدة بمختلف جهات المملكة? على غرار المركز الطبي للتكفل بالأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة الذي أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، اليوم بحي بئر الشفا بمدينة طنجة انطلاقة أشغال إنجازه.
وسيدعم هذا المركز الذي سينجز بشراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ووزارة الصحة، وعمالة طنجة- أصيلة، والجماعة الحضرية لطنجة، البنيات الاستشفائية بالمدينة خصوصا في ما يتعلق بأمراض القصور الكلوي وارتفاع الضغط الدموي ومرض السكري.
ويعكس المركز الجهود الحثيثة للقطاع الوصي في إطار المخطط الوطني للتكفل بالأمراض المزمنة، الذي يجعل من تخفيف معاناة مرضى القصور الكلوي هاجسه الأول? حيث يتوخى هذا المخطط الطموح بلوغ عدد من الأهداف? أهمها تعزيز قدرات البنيات الاستشفائية في هذا المجال ودعم اقتناء الخدمات من القطاع الخاص.
كما يتوخى هذا المخطط تشجيع وتسريع وتيرة عمليات زرع الكلي التي لم تتعد 300 عملية على المستوى الوطني? حيث عملت الوزارة الوصية على تكثيف الاستشارات الطبية بالمراكز الصحية? لاسيما في ما يخص ارتفاع الضغط الدموي ومرض السكري? باعتبارهما المسببين الرئيسين في نشوء هذا المرض المزمن.
وهكذا، وفضلا عن بناء وتقوية قدرات المستشفيات العمومية من خلال مدها بالتجهيزات الطبية وعتاد الإسعافات المتنقلة، تقوم الوزارة ببناء وتجهيز عدة وحدات للقرب متخصصة في علاج الأمراض المزمنة مثل السرطان والسكري والقصور الكلوي بشكل ساهم في تعزيز إمكانيات الاستقبال لدى البنيات الموجودة، والتكفل بعدد أكبر من الأشخاص المعوزين.
ويعكس إشراف جلالة الملك على إعطاء انطلاقة أشغال إنجاز هذه المنشأة الصحية النوعية، العناية الخاصة، التي ما فتئ جلالته يوليها لقطاع الصحة، لاسيما من خلال الوقوف على تطوير البنيات التحتية الاستشفائية وتعزيز الخدمات الصحية الأساسية وتقريبها من المواطنين، كما يجسد حرص جلالته الراسخ على ضمان تكافؤ الفرص في الولوج إلى العلاجات والرفع من جودتها.
وسيشتمل مركز الأمراض المزمنة المزمع إنجازه على مساحة إجمالية قدرها 1800 متر مربع، على قاعات للفحص، وتصفية الدم، والكشف الوظيفي، والتربية الغذائية.
وفضلا عن ذلك، ومن أجل النهوض بالعرض الصحي على مستوى الجهة، اقتنت وزارة الصحة، في إطار خدمة المساعدة الطبية المستعجلة طائرة مروحية وثلاث سيارات إسعاف مجهزة.
وقد أحدثت المراكز الصحية والبنيات الاستشفائية للقرب، دينامية اجتماعية غير مسبوقة بمختلف جهات وأقاليم المملكة، ومكنت في ظرف وجيز من تخفيف معاناة المرضى، وخصوصا منهم الذين يعانون من امراض مزمنة، ضمن توجه يروم تقليص الفوارق الاجتماعية واجتثاث الكثير من مظاهر التهميش والإقصاء وضمان تكافؤ الفرص في الولوج إلى العلاجات الأساسية.