علاءالدين الحاجي
لاشك أن الطنز أو الطنيز فن أبدع فيه المغاربة على مر العصور , فمنهم من إعتبره عقيدة ومنهم من إعتبره وظيفة يسترزق منها , ومنهم من إعتبره دون ذلك , لكن وفق منطق الطنز العكري و غيره من الألوان الأخرى ....
وهنا أرجع إلى فكرة أساسية وجب الوقوف عليها من خلال هذه الأسطر وهي الطنز والتهكم السياسوي المعاصر .
فللطنز أنواع و أهداف متعددة بتعدد المجالات والمصالح التي يعتمد فيها هذا النوع من الفنون وهذا التعدد راجع بالأساس إلى تنوع المراكز التي يشغلها هذا الطانز .
فالطانز السياسي يعمل وفق نوع خاص به من أنواع الطنوز وخصوصا أن موقعه هذا يحثم عليه إستعمال أرقى و أقوم الأنواع ليصبح لديه ما يصطلح عليه بالدارجة العامية "السنطيحة" حثي يتأتى له الطنز بأريحية وفق منطق الضمير الميت لا هدف يبتغي فيه غير مصلحته الشخصية .
وهناك فئة خاصة من هذه الطائفة التي تستعمل الطنز ليصبح لها القدرة على أن تمضي قدما تاركة ورائها العديد من ضحايا طنزها الملوث على أساس أنه سياسي محنك بتحنيك الوجه لا الخبرة المتراكمة من الجد والعمل .
وطبعا ركائز الدولة تعمل وفق نفس المنطق تجاه السياسي , بحيث يتم الطنز وفق طرق قانونية وممنهجة لكي لا يزيغ هو الآخر عن هدفها ويعمل على الشاكلة المبتغات منه وهو ما يصطلح عليه الطنز المقنن .
وبما أن الطنز منبود لدى معظم الناس فلا أحد يعترف بطنزه , لذلك فحتى المواطن العادي يمارس الطنز بحيل خاصة فيطنز وفق مقدرته وطرقه البسيطة .
لكن أكثر الطنوزالمثارة هنا هو بعض الشخصيات الواهية التي لا فكر لها غير أنه ببغاء يردد ما سمع من قنوات أخرى تختلف بين الظاهرة والدسيسة , فيظهر في قنوات التواصل ليتبجح بما لديه من كلمات نقلا عن جهة معينة وهو في الحقيقة ما يعبر إلا على أن تلك الجهة أنجزت المهمة وطنزت عليه .
فهؤلاء الشرمدة من الناس لا يكاد يميز العلمانية من الصبيانية فيستخف بقضايا المجتمع وبالقضايا الوطنية وبالأمة الإسلامية بأكملها . و حقيقة الأمر أنه طُنز على نفسه وعلى مجتمعه فيعمل على الضرب في الحق بإسم الحق وفي الباطل بإسم المصلحة الشخصية .
وحديثي يطول عن أنواع الطنز أو الطنوز وبالأخص عندما تجد لكل طنزه الخاص وطرقه التي يبتغي فيها ما يصبوا إليه من طنزه .
و إن كانت أنواع الطنز تختلف بإختلاف الصفات بأسمائها ومصالحها إلا أن الأهداف هي الأخرى لا تختلف بإختلاف الأولى بل تبقى تابثة لا متغيرة قياسا على مصلحة الطانز نفسه .
وأخثم كلامي بالقول أن علم الطنزولوجيا أو الطنز يتأتلى من السخرية والإستخفاف سواء بالذات مع الغير أو بالذات مع المحيط , فإحدر الطانز لأنك المطنوز عليه لا محال .
فقط راقب وإنتظر أو إصرف نظرك إلى أن يأتي دورك كطانز أو مطنوز عليه .