عماد الحنصالي
أكد المدير العام لمرصد الدراسات الجيو-سياسية الخبير الفرنسي شارل سانبرو أن حصيلة الإنجازات في مجال التنمية بالأقاليم الجنوبية للمملكة إيجابية بعد أربعين سنة على انطلاق المسيرة الخضراء.
وأوضح الخبير الفرنسي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "المغرب قام بجهود جبارة من أجل الارتقاء بهذه الأقاليم، التي كانت مهمشة خلال فترة الاستعمار الإسباني، إلى مستوى باقي المناطق"، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بجهود مالية، وتكنولوجية، وتربوية، وصحية وإدارية.
وقال "من صحراء، حيث لا توجد أي بنية تحتية، وحيث كان السكان يتركون لمصيرهم، وحيث تنعدم الصحة والتربية، مكنت الجهود التي بذلها المغرب من تحقيق التنمية في هذه المنطقة والتي أصبحت تتوفر على الطرق والمطارات والموانئ والمدن والخدمات الصحية والمدارس والمعامل لتحلية المياه والشبكات الكهربائية، مذكرا بأن موارد جديدة تم تثمينها كالموارد البحرية والطاقات المتجددة والسياحة.
وقال السيد سانبرو "من المؤكد أن الاختيارات كانت قد تمت بهدف تحقيق التنمية المستدامة"، معتبرا أن التنمية الاقتصادية للأقاليم الجنوبية أصبحت واقعا بفضل الإرادة السياسية للملكية والتعبئة الشاملة للشعب المغربي.
وسجل الخبير الفرنسي أن الهدف من ذلك يكمن في تدارك التأخر في مجال التنمية على مستوى المنطقة، كما كان الأمر في عدد من جهات المملكة (الشمال والشرق)، حتى يمكن لكافة المواطنين المساهمة في مسيرة التقدم والنماء، مضيفا أن "هذه التنمية، التي كانت نتيجة تضحيات جسام، شكلت قضية وطنية ليبرهن المغرب للعالم أنه في أرضه وأنه يبني مستقبله بشكل جدي في جميع المناطق".
وأشار، في هذا الصدد، إلى أن "ما قام به المغرب لم يقم به أحد من قبل، لا أحد كان بوسعه بذل مثل هذه الجهود، لأن الأمر كان يتطلب إرادة وحماسا وطنيا".
وأكد أيضا أنه "في العالم العربي الذي يعيش أزمة، وتتهدده مخاطر الانفصال والانقسامات، تبقى وحدة المغرب في إطار مشروع وطني ضخم للتنمية الشاملة إحدى الصور التي تبعث عن الأمل".
وأوضح قائلا "لذلك، فإن النزاع المفتعل الذي تدعمه الجزائر، والتي ومنذ 1975، تحاول خلق حركة تحررية وهمية (البوليساريو) في الصحراء المغربية، جدير باللوم".
وبالنسبة لسانبرو "فقد حان الوقت أن تقوم المجموعة الدولية بتقديم دعمها للمغرب الذي يقترح حلا واقعيا وذي ومصداقية، ويدعو الجزائر صراحة لوضع حد للنزاع المصطنع الذي يعد عاملا إضافيا لعدم الاستقرار في منطقة الساحل والصحراء، والتي تشهد صعود المجموعات المسلحة المتطرفة".
وخلص إلى أنه من المؤكد أن المجموعات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء، لهم علاقة ب (البوليساريو)، والتي تبدو جميعها أنها خرجت من رحم الجزائر.