أخبارنا المغربية
اكتست مدينة الداخلة عاصمة جهة الداخلة واد الذهب، أبهى حللها، وهي تستعد لتخليد الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة.
فقد تزينت كافة شوارع المدينة، وخصوصا شارع الولاء ومحمد الخامس ومولاي رشيد، بالأعلام الوطنية، ونصبت لافتات عملاقة، في أحياء الوحدة والمسيرة 1 و2 و3 والغفران والقسم والأمل وواد شياف وأم التونسي والغبيلات، تشيد برمزية الاحتفاء بهذه الذكرى الغالية في نفوس ساكنة الاقاليم الجنوبية، وبالطفرة التنموية التي تحققت على أكثر من صعيد، في عهد جلالة الملك محمد السادس.
كما ثبتت في ساحات الحسن الثاني وسيدي أحمد العروسي، ومحمد فاضل السملالي، صور لجلالة الملك محمد السادس، مزخرفة بأضواء لامعة ابتهاجا بمقدم هذه الذكرى التي ترفل بعبق تاريخي راسخ في وجدان ساكنة جهة الداخلة وادي الذهب.
وفي سياق الاحتفاء بهذه الذكرى المجيدة الراسخة في ذاكرة ساكنة الصحراء المغربية، والتي وضعت حدا للاحتلال الإسباني للمنطقة، ومكنت المغرب من تحقيق واستكمال وحدته الترابية، سطرت السلطات المحلية بتعاون مع مندوبيات القطاعات الحكومية برنامجا غنيا ومتنوعا، يتضمن اقامة مسابقات رياضية وفنية وثقافية وتراثية.
وهكذا، سينظم بالمناسبة دوري لكرة القدم تحت إشراف الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، وكذا سباق نسوي بحضور ابطال مغاربة حائزين على جوائز دولية، وكذا سباق نصف ماراطون الداخلة، وهي منافسة رياضية تعرف مشاركة عدائين مغاربة ودوليين ذوي صيت عالمي، إضافة إلى توزيع الجوائز على الفائزين في سباق "الكايت سورف" الخاص برياضة ركوب الامواج التي تشتهر بها حاضرة وادي الذهب.
وبمركز بئر كندوز، (اقليم أوسرد) سينظم دوري في كرة القدم المصغرة، ومسابقة في الالعاب التقليدية، التي يتميز بها الموروث الثقافي المحلي، كطقس احتفالي رمزي يعبر عن بهجة وسرور الساكنة المحلية بمقدم ذكرى غالية عليها، فضلا عن تنظيم محاضرة ثقافية حول الشعر الحساني وعلاقته بالموسيقى وإقامة خيمة تعنى بالأدب المحلي، وإحياء أمسية فنية بمشاركة فرق فولكلورية وتراثية محلية، ومعارض لمنتوجات الصناعة التقليدية وورشات في الفنون التشكيلية.
كما سيتم بالمناسبة ذاتها، تنظيم عرض فني "مسيرة الفرح" بالإضافة إلى سباق خاص بالجمال والابل الذي دأبت ساكنة جهة الداخلة وادي الذهب على تنظيمه تعبيرا منها على تشبثها بعادات اجدادها وطقوسهم المحلية الغابرة.
وفي إطار تخليد الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة سيتم أيضا بمقر ولاية الجهة تنظيم حفل تكريمي لفائدة بعض المقاومين وأعضاء جيش التحرير ، وقدماء المشاركين في المسيرة الخضراء المظفرة.
وفي هذا الصدد، أعرب (سعداني .ب) وهو تاجر بالمدينة، عن سروره وابتهاجه بمقدم هذه الذكرى الغالية، التي جسدت بعمق تشبث المواطنين المغاربة من شمال المملكة إلى جنوبها، بوحدتهم الترابية، مشيدا بالأوراش التنموية التي أطلقتها المملكة بالاقاليم الجنوبية، خلال الأربعين سنة التي تلت تنظيم هذه المحطة الخالدة في تاريخ المغرب الحديث والتي مازال كنهها حاضرا في وجدان القبائل الصحراوية.
أما (بركة، س) فاعتبر الاحتفاء بهذه الذكرى المجيدة، احتفاء بمشروعية ومواقف المملكة من أجل استكمال وحدتها الترابية، ودحض المناورات البئيسة التي ما فتئ خصوم الوطن يفتعلونها تعبيرا منهم عن عدائهم الممنهج ضد الطفرة التنموية التي تشهدها الاقاليم الجنوبية بقيادة جلالة الملك محمد السادس.
لذلك فإن الذكرى 40 للمسيرة الخضراء المظفرة، تشكل محطة بارزة لاستلهام الأمجاد التي طبعت هذه الملحمة التاريخية الخالدة، التي لم يسبق لها مثيل عبر العلم، والتي ستظل حتما منقوشة بمداد من ذهب في الذاكرة الحية للمغرب المعاصر، الذي يواصل مسيرته المباركة نحو مدارج التقدم والرخاء تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
فبعد 40 سنة، وبالضبط في 6 نونبر 1975 انطلقت مسيرة شعبية حاشدة إلى الأقاليم الصحراوية، التي كانت خاضعة للاستعمار الاسباني حينئذ، بعد إعلان الملك الراحل الحسن الثاني، طيب الله ثراه، يوم 16 أكتوبر 1975 عن تنظيمها، من أجل استرجاع الصحراء، وتحرير الأقاليم الجنوبية للمملكة.
وقد جسدت هذه المسيرة التاريخية الكبرى، بشكل جلي، عبقرية الملك الموحد وباني المغرب الحديث جلالة المغفور له الحسن الثاني، الذي حرص، أيما حرص، على قيادتها بأسلوب حضاري سلمي فريد يجسد قوة الإيمان بالحق في استرجاع الأقاليم الجنوبية إلى حظيرة الوطن الأم، ليكون النصر حليف المغاربة، وترتفع بذلك راية الوطن خفاقة في سماء العيون آذنة بنهاية الوجود الاستعماري في الصحراء المغربية.