أخبارنا المغربية - و م ع
نظمت سفارة المغرب بأوتاوا، أمس الخميس، بمقر المنظمة الدولية للطيران المدني بمونريال، حفلا بهيجا بمناسبة الذكرى ال40 للمسيرة الخضراء المظفرة، التي تعتبر ملحمة فريدة من نوعها محفورة بأحرف من ذهب في سجلات التاريخ المغربي والعالم المعاصر.
وتميز الحفل بحضور العديد من الشخصيات الكندية، وممثلي البلدان الإفريقية والأجنبية لدى منظمة الطيران المدني الدولي، فضلا عن العديد من أفراد الجالية المغربية المقيمة في كندا.
وبهذه المناسبة، أبرزت سفيرة المغرب بكندا، نزهة الشقروني، أن هذه المسيرة الشعبية الكبرى، التي مكنت المغرب من استكمال وحدته الترابية وتحرير أقاليمه الجنوبية، تشكل محطة هامة في تاريخه المليء بالدروس والدلالات العميقة التي تكرس لقيم الحكمة، وبعد نظر الشعب المغربي المسلح بالإيمان القوي والملتزم بقيم السلام والاعتدال ونبذ العنف.
وأضافت أن الاحتفال بهذه الذكرى يعد أيضا فرصة للشعب المغربي، والأحزاب السياسية، والمجتمع المدني بجميع مكوناته، وكافة مؤسسات المملكة، لتجديد التأكيد على مغربية الصحراء، وإعلان تشبثها بوحدة الشعب المغربي من الشمال إلى الجنوب في ظل القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وذكرت السيدة الشقروني بأن المغرب ظل منذ استعادة أقاليمه الجنوبية ملتزما بمبدأ الحوار والمفاوضات تحت إشراف الأمم المتحدة، ولم يذخر جهدا في المساهمة من أجل البحث عن حل نهائي وتوافقي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
وسجلت أن المملكة لم تتوقف أيضا عن التعبير عن عزمها على مواصلة العمل من أجل التوصل إلى تسوية من شأنها أن تسمح لشعوب المغرب العربي للعيش في الاستقرار ومواجهة تحديات التنمية الإقليمية والتعامل مع التهديدات الأمنية في المنطقة.
وفي هذا السياق، شددت الدبلوماسية المغربية على أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي، التي قدمتها المملكة سنة 2007 وحظيت بإشادة المجتمع الدولي في الوقت الذي وصفها مجلس الأمن ب "الواقعية والجدية وذات مصداقية" في العديد من قراراته، تمثل فرصة يجب اغتنامها لكسر الجمود ووضع حد للنزاع المفتعل، لافتة إلى أن النزاع المصطنع الذي طال أمده له عواقب اقتصادية وخيمة على المنطقة بأسرها، ويرهن مستقبل الأجيال القادمة.
من جهة أخرى، أكدت السيدة الشقروني أن المغرب لم يدخر جهدا منذ استعادة أقاليمه الجنوبية لجعل هذه المنطقة نموذجا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تلبي تطلعات السكان المحليين على أساس الديمقراطية التشاركية وخلق الثروات وفرص العمل وتعزيز التماسك الاجتماعي.
وقالت إن الأقاليم الجنوبية تشهد اليوم، بعد أربعين سنة من عودتها إلى الوطن الأم، نقلة نوعية بفضل المشاريع الاستثمارية الكبرى والمهيكلة، وتنمية اجتماعية واقتصادية في جميع القطاعات حولت مدن الصحراء إلى مراكز حضرية اقتصادية رائدة.
وفي هذا السياق، أشارت إلى أن خطاب جلالة الملك بمدينة العيون جاء ليؤكد أن المملكة عازمة على جعل الأقاليم الجنوبية نموذجا للتنمية والازدهار من خلال مشاريع تنموية واعدة في المجالات الاجتماعية والصحية والتعليمية وعدد من الأوراش الكبرى التي تم إطلاقها في الجهات الصحراوية الثلاث.
وبعدما أكدت أن هذا النموذج التنموي في الأقاليم الجنوبية، كما أشار إلى ذلك جلالة الملك، يشكل "دعامة أساسية للاندماج الكلي للأقاليم الجنوبية في الوطن الموحد ولتعزيز الدور الإشعاعي للصحراء كمركز اقتصادي وكحلقة وصل بين المغرب وامتداده الإفريقي"، أضافت أن المغرب، الذي لا يزال واثقا في المستقبل ملتزم بحزم على طريق الديمقراطية والتنمية، غني بكفاءاته البشرية بداخل وخارج المملكة وفخور بدعم الدول الصديقة له.
ومن جهتهم، أعرب أعضاء الجالية المغربية، في تصريحات لوكالة المغرب الغربي للأنباء، عن تعلقهم العميق بوطنهم الأم وتشبتهم بأهداب العرش العلوي المجيد، مؤكدين تجندهم وراء جلالة الملك للدفاع عن مقدسات الأمة، وفي طليعتها القضية الوطنية الأولى.
كما أكدوا مجددا انخراطهم الكامل في أوراش التنمية الشاملة الكبرى التي تم إطلاقها في جميع أنحاء المملكة تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك، الذي لا يذخر أي جهد لتحقيق تطلعات شعبه للمزيد من التقدم والازدهار.