أخبارنا المغربية - و م ع
تخصص جامعة مولاي علي الشريف دورتها العشرين، التي تنطلق اليوم الجمعة بالريصاني، لعهد جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه اعتبارا للشخصية الفذة والمتميزة لجلالته التي طبعت تاريخ المغرب الحديث بمواقفها البطولية ومنجزاتها الكبرى.
وحسب وثيقة لوزارة الثقافة، فإن جامعة مولاي علي الشريف في دورتها العشرين ، التي تنظمها الوزارة على مدى يومين تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حول موضوع "مصادر التأريخ لعهد جلالة الملك الحسن الثاني"، تنكب على تحليل مختلف جوانب عهد جلالة المغفور له الحسن الثاني، وذلك لقوة شخصية جلالته وبعد نظره وسعة اطلاعه وإدراكه العميق لخفايا الامور وخباياها.
وذلك ما بوأ جلالته مكانة متميزة على المستوى العربي والاسلامي والدولي حيث قام بأدوار طلائعية وواضحة الاهمية في عدد من القضايا الدولية، وخصوصا في النزاع العربي الاسرائيلي وفي جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي ، بالإضافة إلى مواقفه الداعمة لعدد من الحركات الوطنية التحررية الافريقية.
كما أن تاريخ المملكة خلال فترة حكم جلالة الملك الحسن الثاني، كان حافلا وغنيا بالمواقف والأحداث والمنجزات مما يتطلب تخصيص دورات عديدة من جامعة مولاي علي الشريف لتتبع مختلف جوانب ذلك التاريخ .
ويكتسي هذا الموضوع اهميته ايضا، تبرز الوثيقة، من خلال الفترة المتميزة لحكم جلالة المغفور له الحسن الثاني في بناء المغرب المستقل، فقد بويع جلالته بعد وفاة والده المنعم جلالة المغفور له محمد الخامس الذي " بذل جهودا كبيرة من اجل تشييد دولة المغرب المستقل، مكنت من بناء الاسس والركائز التي كان على خلفه ومستودع سره ان يقيم قواعدها ويؤسس بنيانها ويعلي صروحها في مختلف القطاعات والمجالات" .
وتعود أهمية الموضوع المخصص لهذه الدورة كذلك للتحولات التي عرفها المجتمع الدولي في عهد جلالة المغفور له الحسن الثاني الذي تقلد عرش اسلافه المنعمين في ظل ظرف اقليمي ودولي حمل في طياته عناصر الفرقة وأسباب التوتر، حيث "حصلت معظم الدول الافريقية بالتدرج على استقلالها في ظرفية الحرب الباردة التي افرزت جوا مضطربا تغذيه شعارات سياسية وإيديولوجية ، والتي أغرت عددا من المسيرين الافارقة بالانحياز الى المعسكر الشرقي ، وكان على جلالة الملك الحسن الثاني ان يبحر بسفينة المغرب في ذلك البحر المتلاطم الامواج بحكمة وتبصر ، ليصل بالمغرب الى شاطئ الامن والاستقرار".
ويتضمن برنامج اليوم الاول لهذه الدورة معرضا لصور جلالة المغفور له الحسن الثاني من إعداد المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، فضلا عن عرض شريط وثائقي تحت عنوان "محطات من حياة ملك عظيم" من إنتاج الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة.
