فاطمة رفوق
قال رئيس أكاديمية الذكاء الاقتصادي والمدير العام السابق للإدارة العامة للأمن الخارجي بفرنسا، السيد ألان جويي، إن المغرب حقق خطوات هامة على درب التنمية بوأته مكانة بارزة على الصعيد الإفريقي.
وأضاف السيد جويي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش الندوة التي احتضنتها مدينة الدار البيضاء يومي 23 و24 نونبر الجاري حول موضوع "رهانات السياسات الجبائية في التحول الاقتصادي بإفريقيا في أفق سنة 2025"، أن المملكة أضحت اليوم ضمن الدول الرائدة في مجال التنمية الشاملة.
وبخصوص التوقعات التي عبر عنها خبراء دوليون في الاقتصاد والتي تفيد بأن مستقبل العالم يكمن في إفريقيا، قال جويي إن هذه القارة ستشهد في غضون الثلاثين سنة المقبلة تنمية كبيرة، "لكنها لن تشمل للأسف جميع البلدان".
وأشار إلى أن "إفريقيا ستعرف نفس وتيرة النمو الديمغرافي الذي عرفته الصين في السابق، إلا أن هذه الأخيرة اتخذت إجراءات لتحديد النسل وطبقت سياسة الإبن الواحد الصارمة حتى لا يؤثر ذلك على تنميتها، أما في إفريقيا فسيرتفع عدد السكان بنفس الوتيرة التي سينمو بها الاقتصاد وقد يمتص الربح من قبل الساكنة إن لم يتم الانتباه إلى إشكالية النمو الديمغرافي".
وعما إذا أمكن التنبؤ بالدول التي ستعرف تنمية في القارة السمراء، قال جويي "يصعب تحديد أسماء الدول التي ستعيش على وقع التنمية، لكن يمكن القول أن بعض البلدان ستنجح في مسلسل النماء والازدهارعلى الرغم من النمو الديمغرافي، في حين ستكابد أخرى الكثير، وسنلاحظ في السنوات المقبلة وتيرة بسرعتين، هناك من سيتمكن من كسب رهان التنمية، وهناك من سيستعصي عليه الوصول إلى الهدف".
وتابع رئيس أكاديمية الذكاء الاقتصادي (مقرها باريس) أن المغرب يشهد تنمية قوية ويواصل جهوده في هذا الاتجاه، مشيرا إلى أن " بعض البلدان مثل مالي والنيجر وبوركينا فاسو لن تتحقق فيها التنمية بسهولة، بينما في المقابل يمكن للكوت ديفوار والسنغال بلوغها والخروج من نفق الفقر".
وشدد الخبير الفرنسي على دور الحكامة الجيدة وإدارة الدول بشكل جيد في بلوغ التنمية، وقال في هذا الصدد "إن الأمر مرتبط بالسياسة وبالكيفية التي ستدار بها شؤون الدول وبالصيغ التي سيتم اعتمادها لإيجاد حلول لجميع الإشكالات الاقتصادية والسياسية والأمنية والاجتماعية المطروحة".
وبخصوص ربط المشاركين في ندوة الدار البيضاء التجارة والأنشطة غير المهيكلة بالأعمال الإرهابية، أكد المدير العام السابق في الأمن الخارجي أن المشاكل المترتبة عن تهريب التبغ والمخدرات والاتجار في البشر والأسلحة وكل الأنشطة غير المهيكلة والممنوعة تنعش الإòرهاب.
وقال " إن الحركات الإرهابية تحصل على أموال كثيرة من الأنشطة غير المقننة واللامهيكلة. لقد حاولنا أن نبين خلال الندوة أن التهريب الموجود في القارة بجميع أشكاله وصوره له ارتباطات بالمشاكل الأمنية التي تعرفها إفريقيا ".
وبعد ان نبه إلى ضرورة اعتماد بلدان القارة السمراء لنظام للمراقبة يسمح بالتقليص من المشاكل المتصلة بالإرهاب، قال السيد جوبي "إن الحركات الإرهابية تربح الكثير من كل ما هو غير مهيكل وينجز بطرق خفية"، وقدم في هذا الشأن أمثلة ببعض المناطق التي ينتعش فيها الإرهاب، مثل شمال مالي والنيجر وليبيا والطوغو، مبرزا أنه "إذا لم يتم إيقاف هذه المشاكل وحصرها، سيتم انتشار عدواها في بلدان أخرى".
وأردف يقول "هناك وعي بهذه القضية، لكن لا أحد يمكنه لوحده العثور على حل، الإرادة موجودة، ويبقى العمل الجدي من أجل تحقيق تعاون فعال في ما بين الدول، وحتى يكون التعاون ناجعا، لا بد من التركيز على الجانب الأمني وقضايا الإرهاب".
وخلص الخبير الفرنسي الى القول " لا ينبغي إهمال المجتمع، من الضروري تربية الشباب وتعليمه والعمل على هدف شمولي، وإذا تطورت أنشطة التهريب، فإن الدول ستضعف وسيتأثر المجتمع بالمشاكل المترتبة عن ذلك، لذلك أرى أنه من اللائق أن يكون التواصل مع الشباب في المستوى المطلوب لتفادي المخاطر".