أخبارنا المغربية - و م ع
أكد إعلان الدار البيضاء الصادر عن المناظرة الإفريقية حول المحافظة على حرف الصناعة التقليدية التي احتضنتها العاصمة الاقتصادية، مؤخرا، على أهمية الحفاظ على الموروث اللامادي الإفريقي وتطوير الحرف التقليدية بالقارة السمراء.
وأبرز إعلان الدار البيضاء وهو مجموعة من التوصيات التي صدرت عن المناظرة التي انعقدت بالعاصمة الاقتصادية على هامش الدورة الثالثة للمعرض المهني "من يدينا"، التحديات والرهانات المطروحة على مهن الحرف التقليدية وأهمية الحفاظ على الموروث اللامادي و كل التقاليد التي ترتبط به.
وأوضح بلاغ وزارة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني أن الإعلان أشاد بالسياسة التي تنهجها المملكة تحت التوجيهات الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، التي تتمحور حول تطوير التعاون جنوب-جنوب، وتعزيز الروابط بين البلدان الإفريقية، مع الحرص على الاستفادة من التجربة التي طورها المغرب في مجال الحفاظ على التراث والحرف التقليدية.
كما نوه الإعلان باستعداد المغرب لوضع تجربته في هذا المجال رهن إشارة البلدان الإفريقية الشقيقة والصديقة، مؤكدا أهمية الإرث الثقافي اللامادي الإفريقي وضرورة الاستثمار في هذا التراث وجعله رافعة حقيقة للتنمية الثقافية والسسيو-اقتصادية.
وأكد الشركاء والخبراء والمؤسسات الوطنية والدولية المشاركون في هذا اللقاء على ضرورة إشراك الدول الإفريقية في وضع الآليات القانونية لإدراج الحفاظ على الموروث الثقافي وتثمينه ضمن سياسات تطوير وتشجيع السلطات العمومية لتطوير برامج جرد وتسجيل ونشر المعلومة من أجل الحفاظ على الموروث المادي واللامادي في الفضاء الإفريقي.
كما أبرزت التوصيات أهمية تطوير وتعزيز قدرات الفاعلين في قطاع الصناعة التقليدية من خلال إحداث علامة تجارية مؤسساتية مرجعية في مجال التكوين والبحث والخبرة، فضلا عن تعزيز الفروع المهنية المرتبطة بمهن التراث في إطار سياسات الولوج إلى سوق الشغل، خاصة بالنسبة للنساء والشباب وتطوير الأنشطة المدرة للدخل.
وأكدوا على ضرورة تمكين المجتمع المدني من القيام بدوره الفعال في الحفاظ على حرف الصناعة التقليدية، معتبرين أن تطوير هذه الحرف يعتمد على متطوعين محليين وعلى توفير الأدوات البيداغوجية المناسبة، وداعين إلى تحسيس الشباب من خلال لمدارس ومؤسسات التكوين، بالإضافة إلى دعم المهنيين والقطاعات المعنية في الحفاظ على هذا الموروث المهم.
ويتعلق الأمر، كذلك، بإعطاء المجتمع المدني المكانة والدور الموكول له عبر وضع آليات مناسبة للتشاور الجماعي كشرط لاستمرارية المشاريع المرتبطة بالتراث، وذلك في إطار المشاركة المواطنة، بالإضافة إلى إنجاز نماذج عملياتية في إطار تعاقدي يحدد العلاقات بين الدولة والجماعات المحلية وكل الأطراف المعنية بموضوع المحافظة على الصناعة التقليدية وحماية التراث، من أجل تهيئة وتنمية مندمجة للبلدان الإفريقية.
ودعا المشاركون في هذه الندوة الإفريقية حول المحافظة على مواد الصناعة التقليدية، إلى تعزيز اكتساب المعرفة بهذا المجال وتأهيل الكفاءات عبر تكوين كل الفاعلين في ميدان المحافظة على مواد الصناعة التقليدية، بما في ذلك أصحاب القرار السياسي ومنح شهادات للمهنيين من أجل ضمان تعزيز التشغيل وكفاءات الأشخاص في مختلف مجالات التدخل.
وأوصى المشاركون، كذلك، بتأهيل وتنمية الميكانيزمات الموجودة على مستوى المؤسسات الوطنية المكلفة بقطاع الصناعة التقليدية من أجل اهتمام أفضل بالمحافظة على التراث.
وأكد إعلان الدار البيضاء حول المحافظة على مواد الصناعة التقليدية، على الدور الذي يجب أن يضطلع به التراث في إطار التوسع الذي تشهده المدن والمناطق وكذا الخاصية الاستعجالية للمحافظة عليه وعلى ضرورة اعتماد البلدان الإفريقية تدابير ملائمة.
يذكر أن الدورة الثالثة لمعرض مهنيي الصناعة التقليدية "من يدينا" افتتحت الخميس الماضي بالمركز الدولي للمؤتمرات والمعارض بهدف تثمين إتقان أفضل المقاولات في القطاع.
ونظم هذا المعرض - تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس - من طرف وزارة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامن خلال الفترة الممتدة من 3 إلى 6 دجنبر الجاري. وعرفت هذه التظاهرة لأول مرة مشاركة 11 بلدا أجنبيا قدمت عروضا لإبداعاتها في إطار ثقافي تعددي وتبادل للمعارف والخبرات في المجال.
وتمثل الهدف من هذا المعرض، الذي جاء بمبادرة من فدرالية مقاولات الصناعة التقليدية والذي أصبح موعدا قارا لهذا القطاع، في تثمين الصناعة التقليدية المغربية وتقوية الرواج وترسيخ أصالة الإتقان المتوارث أبا جد في ذهنية الزائرين.