بعد تصريحات العامري..شعارات غاضبة للجماهير التطوانية ضد "وكيل أعمال" في مباراة الجيش الملكي

الإبقاء على هيام ستار داخل السجن والمحامي يكشف مصير أبنائها والخبرة الطبية التي أجريت عليهم

ضحايا "مجموعة الخير" يلتمسون تدخل الملك لاسترجاع أموالهم بعد الحكم على المتهمين

بكل صراحة.. مواطنون يعبّرون عن آرائهم بشأن التعديلات الجديدة في مدونة الأسرة

بحضور كاتب الدولة.. الهلالي يستعرض أهم إنجازات حزب البام بالصخيرات-تمارة ويشدد على مواصلة العمل

وزيرة التضامن: تعديلات مدونة الأسرة دفعة جديدة للحماية القانونية للمرأة وضمان استقرار الأسرة

الكرة المغربية و ... جلد الحكام !

الكرة المغربية و ... جلد الحكام !

الصادق بنعلال

 

 

1 -  على الرغم من بعض مظاهر الضعف و علامات الخلل التي تعتري الإنجاز الكروي المغربي ، إلا أن أي متتبع موضوعي أو مراقب محايد لا يمكن إلا أن يعترف بالتطور الإيجابي الذي شهدته الكرة الوطنية ، و خاصة على مستوى دوري القسم الوطني الأول لكرة القدم . و قد امتد هذا التطور ليشمل إصلاح ملاعب و تشييد مركبات رياضية عديدة  بمعايير دولية ، و الانتقال الجزئي إلى تجربة الاحتراف ، و عودة الجماهير الغفيرة إلى المدرجات مسنودة بفصائل لا تتوقف عن بث الحماس و التشجيع ، و الترنم بأهازيج مبدعة ، و رسم " تيفوات " / لوحات بالغة الدلالة  ؛ مما جعلنا نشاهد أحيانا لقاءات كروية مغربية تفوق قيمتها  بعض المقابلات الكروية الأوروبية .

 

 2 -  بيد أن هذا لا يعني أننا نخفي عن قصد بعض الأمراض و العلل التي يعاني منها جسدنا الكروي ، من قبيل قلة الكفاءة على مستوى التسيير الإداري ، و التكوين الرياضي المسؤول و الجاد ، و التغيير المتواصل و غير المبرر للمدربين ، و تحصين الفرق من الخصاص المالي ، الذي قد يكون سببا عصيبا و راء المصير المأساوي  لمستقبل بعض الفرق الكبرى ، و مشاكل التحكيم  و البرمجة غير المحكمة و المنصفة لبعض اللقاءات و استفحال ظاهر الشغب ..

 

3 -  و نود في هذه المناسبة أن نقف بعجالة أمام  واقع التحكيم الكروي بالمغرب ، خاصة و أن عددا كبيرا من النوادي المغربية اشتكت طيلة الثلث الأول من الدوري الحالي  من " ظلم " الحكام ، و " جورهم " و استهدافهم لبعض الفرق دون غيرها لسبب " في نفس يعقوب " . و الواقع أن التحكيم الكروي بالمغرب ليس مثاليا ، بل إن أداء بعض الحكام يدعو إلى الريبة و سوء الظن في إمكانياتهم المتواضعة . لكن هل نميل مع مبالغات بعض " المختصين " و أصحاب الأعمدة الصحفية الذين ينظمون قصائد الرثاء ، و يعلنون عن احتضار التحكيم الكروي المغربي ؟

 

4 -  في اعتقادي الشخصي إن هكذا تعاطي مع الظاهرة المعنية بالأمر لا يخلو من انزلاق نحو التبسيط ، و نزوع نحو التعميم و الملامسة المزاجية و السطحية . إن ما يقع من أخطاء في الأداء الكروي المغربي لا يختلف بالمجمل عما  يحدث في الدوريات العالمية ، فالخطأ في الأداء التحكيمي جزء لا يتجزأ من المنجز الرياضي على رقعة الملعب ، لما تتميز به المقابلات الكروية من حساسية و حماس و ذكاء أو تحايل بعض اللاعبين ،  و السرعة الرقمية التي  تنفذ بها بعض العمليات و الأتوماتيزمات فائقة التشابك و التداخل ، لذلك قد نرتكب خطأ جسيما إذا اقتفينا خطى مشاعرنا و عواطفنا ، و اتهمنا دون دليل علمي حكامنا بالتواطؤ و ضرب مبدأ تكافؤ  الفرص ، و التلاعب بقوانين اللعبة ، و الاستهتار بالرسالة النبيلة للمنافسة الرياضية الشريفة ، دون أن يعني ذلك أننا ندعو إلى تكميم الأفواه ، ومنع الإعلاميين و المتتبعين و المسؤولين من انتقاد المشرفين على التحكيم داخل اللجنة المركزية للتحكيم أو مديرية التحكيم .. شريطة أن يكون هذا الانتقاد محصنا بقيم الموضوعية و الحياد ، و مجردا من نزعات التهويل و التشكيك .

 

5 -  و إذا أخذنا كمثال في هذه " النازلة " المقابلة التي جرت بمركب أدرار بين حسنية أكادير و اتحاد طنجة برسم الدورة العاشرة من البطولة الاحترافية ، بسبب ما أسالته من مداد ، و ما أثارته من لغط ، فإننا نلاحظ أن احتجاجات مسؤولي الحسنية ، الذين نكن لهم كل الاحترام و التقدير ،  لم تكن في محلها لعدة أسباب ؛ أولها أن الفريق الزائر عبر منذ انطلاق صافرة الحكم عن رغبة أكيدة في الظفر بالفوز عبر لعب هجومي محكم البناء ، مما جعله يحصل على ضربتي جزاء لا غبار عليهما ، أما الهدف المثير للجدل ، و الذي أقره حكم الشرط فلا يحق لأي كان أن يحكم بمشروعيتها أو عدمها ، لأن الإخراج التلفزيوني  لم يتمكن من النجاح في تغطية الزاوية المناسبة بإحكام و إتقان ،  يبقى حكم الشرط المؤهل الوحيد لاتخاذ القرار على ضوء ما شاهده و تأكد من رؤيته .

 

6 -  و بناء على ما سبق ندعو مرة أخرى و بإلحاح  إلى أولوية  نشر ثقافة كروية رياضية ، تستند إلى  قيم التنافس و المساواة ، و الاعتراف بالهزيمة ، و نقد الذات من أجل تجاوز الأخطاء ، و القطع مع ظاهرة تعليق زلاتنا على مشجب الحكم و أرضية الملعب و الجو .. و العمل سويا جامعة و إعلام و رياضيين و جماهير  من أجل اجتراح حلول هيكلية و عقلانية راجحة ،  للدفع بمشهدنا الرياضي نحو الأفضل و الأرقى .

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات