أخبارنا المغربية - و م ع
أكد المشاركون في أشغال الدورة الرابعة للقمة العالمية للسياحة الحضرية، التي اختتمت أشغالها اليوم الثلاثاء بمراكش، على ضرورة إحداث مرصد حضري لقياس وتقييم السياحة المستدامة بالمدن السياحية، الكفيلة بخلق الثروة والاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
كما شدد المتدخلون خلال الجلسة الختامية لهذه القمة، التي نظمت على مدى يومين حول موضوع "ابتكار سياحة المدن"، على أهمية المحافظة على التنوع البيئي وتثمين الموروث الثقافي والحضاري المحلي لهذه المدن وتنويع فن العيش بها وتنويع الأنشطة السياحية وعصرنة بنياتها التحتية في المجال وإنجاز مرافق سياحية متجددة تتماشى مع المحيط البيئي والحضاري، معتبرين الشراكات الأفقية والعمودية بين مختلف الفاعلين في القطاع والمنتخبين والسلطات الملحية بمثابة آليات ناجعة لتطوير السياحة الحضرية.
كما أكدوا أيضا على أن سياحة المدن تعد فرصة لتحسين وتعزيز جودة حياة المواطنين وتساهم في التنمية الاقتصادية المحلية والجهوية، وأن المدن السياحية التي تتوفر على بنيات تحتية عصرية وتنوع ثقافي وحضاري يؤهلها لاستقبال العديد من المؤتمرات واللقاءات الدولية التي تجلب المزيد من السياح وتحفز على الاستثمار في المجال السياحي.
وأبرزوا في هذا السياق، أن هذه المؤتمرات واللقاءات الدولية، التي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة كمكمل لهذه الصناعة السياحية، تضطلع بدور محوري في التعريف بالمدن السياحية وتساهم في جلب المزيد من السياح، وتشكل أرضية ملائمة لتبادل القيم والمعرفة وتلاقح الثقافات والحضارات عوض اللقاءات الافتراضية.
وبعد التركيز على أهمية تنظيم وتسويق المنتوج السياحي بالمدن السياحية، أشاد المشاركون بالتطور الذي عرفه قطاع السياحة بالمغرب وخاصة جهة مراكش، الذي يتوفر على مؤهلات طبيعية وموروث ثقافي وحضاري متميز واستقرار سياسي، الأمر الذي يؤهله ليكون وجهة سياحية عالمية مفضلة، منوهين بالتنظيم الجيد لهذه القمة التي عرفت نجاحا كبيرا سواء على مستوى المواضيع التي طرحت للنقاش أو على مستوى حجم ونوعية المشاركين.
وعرفت هذه القمة، التي تندرج في إطار التعاون بين المنظمة العالمية للسياحة و21 مدينة حول العالم، والذي تبلور عنه التقرير العالمي للسياحة الحضرية، مشاركة شخصيات بارزة في قطاع السياحة من أزيد من أربعين دولة عبر العالم ومسؤولين حكوميين ومنتخبين محليين وممثلين لقطاع الأسفار والنقل.
وشكلت هذه التظاهرة مناسبة لتبادل الآراء والأفكار بين مختلف الفاعلين والمتدخلين في القطاع السياحي وطرح الإشكاليات والبدائل التي من شأنها رفع التحديات المطروحة على القطاع لتعزيز أدواره الطلائعية المرتبطة بالقيم الانسانية الكونية المتمثلة، بالأساس، في التسامح والانفتاح على ثقافة الآخرين.
كما شكل هذا الملتقى الدولي، الذي نظمته وزارة السياحة بشراكة مع المنظمة العالمية للسياحة والمجلس الجهوي للسياحة بمراكش، فرصة لتدارس التغيرات والتوجهات الكبرى للسوق السياحية، ودراسة ممارسات وسلوك المستهلك، وكذا مواكبة التغيرات بواسطة الاستراتيجيات الفعالة والناجعة والممارسات المبتكرة في مجالات التخطيط والحكامة وغيرها.
وتناولت أشغال القمة عدة محاور همت "تموضع السياحة الحضرية في السوق العالمي" و"تعزيز تنافسية السياحة الحضرية عبر تقوية الربط" و"التنظيم المجالي وتجديد الوجهات الحضرية" و"السياحة المستدامة والتسيير الفعال للوجهات السياحية الحضرية من أجل تقديم تجربة جيدة للزائر".