أخبارنا المغربية - و م ع
قامت بعثة مغربية تتكون من مسؤولين ومهنيين في قطاع المعادن تابعين لفيدرالية الصناعات المعدنية، في الفترة من 21 إلى 23 دجنبر الجاري، بزيارة عمل إلى العاصمة الإيفوارية أبيدجان.
وتندرج زيارة الوفد المغربي إلى كوت ديفوار في إطار تفعيل عمل مجموعة الدفع الاقتصادي المغربية الايفوارية ( في قطاع المناجم ) ، التي تم تنصيبها رسميا في يونيو الماضي بمناسبة زيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى هذا البلد.
وخلال مقامهم في العاصمة الاقتصادية لكوت ديفوار، عقد مهنيو قطاع التعدين في المغرب سلسلة من جلسات العمل مع فاعلين ومسؤولين إيفواريين في قطاع المعادن، من ضمنهم تجمع مهنيي المعادن في كوت ديفوار .
وشكلت هذه الاجتماعات فرصة للجانبين المغربي والإيفواري لتقديم قطاعي التعدين بالبلدين وأداءاتهما وآفاق تطويرهما، علاوة على مختلف الإصلاحات القانونية والمؤسساتية المعتمدة بغرض النهوض بهما.
وتمثل الهدف من هذه اللقاءات في تحديد مشترك للفرص وأيضا إبراز خصوصيات كل بلد على حدة في قطاع التعدين .
و بهذه المناسبة، استعرض السيد دانيال ياي ، رئيس تجمع مهنيي المعادن في كوت ديفوار وأعضاء المكتب التنفيذي للتجمع وعدد من ممثلي قطاع التعدين الوضع الحالي لهذا القطاع بكوت ديفوار، ولاسيما ما يتعلق بالمشهد المؤسساتي، والفاعلين ، والبيئة التنظيمية ، وفرص الاستثمار.
من جانبه، استعرض السيد محمد مرتجي الكاتب العام لفيدرالية الصناعة التعدينية، أمام المهنيين الإيفواريين التجربة المغربية الغنية والطويلة للمغرب في قطاع التعدين .
وبحث الطرفان مواضيع من قبيل تجربة المغرب في ما يتعلق التفاعل مع تقلب أسعار المعادن، وبخاصة في مادة المنغنيز، فضلا عن خبرته في تأهيل المقاولات الصغرى والمتوسطة المحلية سواء كانت شركات مناولة، أو مقدمة لخدمات على مستوى سلسلة التزويد، والتأطير، والصناعة التقليدية المعدنية.
وتم أيضا عقد اجتماعات مماثلة مع المسؤولين في شركة تطوير التعدين بكوت ديفوار، علاوة على مسؤولين من وزارة المعادن الإيفوارية .
وفي أعقاب جلسات العمل التي تلتها لقاءت عمل ثنائية (بي تو بي) مع فاعلين في قطاع التعدين في كوت ديفوار، تم اعتماد خارطة طريق بين الطرفين، همت تعميق التفكير في مختلف مجالات التعاون التي تم تحديدها واقتراحها، وتبادل المعارف والمعطيات في مجال التعدين، وتنظيم زيارة في كوت ديفوار لبعثة تمثل الفاعلين المغاربة في مجال التعدين، وذلك في اقرب وقت ممكن .
كما تقرر أيضا إجراء مباحثات مباشرة بخصوص السبل الكفيلة بتعزيز التعاون بين البلدين في قطاع التعدين وتحديد مشاريع الشراكة المحتمل إنجازها بين الفاعلين في قطاع التعدين بالبلدين، بالإضافة إلى مشاركة المغرب في تظاهرة "المناجم المفتوحة" التي ستعقد في أبيدجان في 29 يناير المقبل بتنظيم من الغرفة الإيفوارية للمناجم، وعقد اجتماع للجنة المتابعة المغربية الإيفوارية للمعادن .
واتفق الجانبان كذلك على تنظيم زيارة لمهنيي قطاع التعدين في كوت ديفوار إلى المغرب ، وذلك في الفصل الثاني من السنة المقبلة، وعقد اجتماع تتبع للجنة المعادن المغربية الإيفوارية.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة، أكد السيد لحو المربوح، رئيس فيدرالية الصناعات المعدنية، أن هذه البعثة تعمل على تفعيل قرار قائدي البلدين، جلالة الملك محمد السادس والرئيس الإيفواري، الحسن واتارا، إعطاء دفعة جديدة للشراكة بين البلدين وفقا لرؤية جلالة الملك بخصوص تعاون جنوب -جنوب مفيد للطرفين، بما يقطع مع الأنماط القديمة لاستغلال الموارد الطبيعية في البلدان الإفريقية.
وأشار السيد المربوح إلى أن المناقشات مع الجانب الإيفواري، في إطار جلسات العمل، تطرقت لإشكالية التكوين المهني في قطاع التعدين، معتبرا في هذا السياق، أن أي قطاع لا يمكن أن يتقدم ما دام لا يتوفر على موارد بشرية مؤهلة مهنيا تقدم قيمة مضافة لهذا القطاع.
وأبرز أن هدفنا يتمثل في اقتراح إحداث نظام للتكوين المهني ذي بعد إقليمي، على اعتبار أن المغرب يشتغل مع دول غرب إفريقيا برمتها.