أخبارنا المغربية ــ رويترز
نقلت وكالة أنباء روسية عن مصدر في وزارة الخارجية الروسية الاثنين قوله إن روسيا مستعدة للعمل كوسيط للمساعدة في حل الخلاف بين إيران والسعودية، وذلك غداة اعلان الرياض قطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران.
وترتبط روسيا بعلاقات وثيقة مع ايران وهادئة مع السعودية التي تشارك موسكو خصوصا في محاولات ايجاد تسوية للازمة السورية.
ونقلت وكالة الاعلام الروسية عن المصدر الذي لم تذكره بالاسم قوله "كأصدقاء نحن مستعدون للعب دور الوسيط إذا طُلب منا ذلك... لتسوية التناقضات القائمة وكل ما يطرأ من جديد بين هذين البلدين."
واعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الاحد عن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع ايران على خلفية الهجوم على سفارتها في طهران وموقف الجمهورية الاسلامية من اعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر.
وقال الجبير في مؤتمر صحافي ان المملكة تعلن "قطع علاقاتها الدبلوماسية مع ايران وتطلب مغادرة جميع افراد البعثة الدبلوماسية الايرانية، السفارة القنصلية والمكاتب التابعة لها، خلال ثمانية واربعين ساعة، وقد تم استدعاء السفير الايراني لابلاغه بذلك".
واعتبر الجبير ان "تاريخ ايران مليء بالتدخلات السلبية والعدوانية في الشؤون العربية ودائما ما يصاحبه الخراب والدمار"، مضيفا ان "هذه الاعتداءات تعتبر استمرارا لسياسة النظام الايراني العدوانية في المنطقة التي تهدف الى زعزعة امنها واستقرارها، واشاعة الفتن والحروب بها".
ورأى ان الاعتداء على السفارة في طهران والقنصلية في مدينة مشهد يشكل "انتهاكا صارخا لكافة الاتفاقيات والمواثيق والمعاهدات الدولية"، واتى "بعد تصريحات نظام ايران العدوانية التي شكلت تحريضا سافرا شجع على الاعتداء على بعثات المملكة".
وكان متظاهرون هاجموا مساء السبت مبنى السفارة بطهران واحرقوه، تعبيرا عن غضبهم اثر اعدام الرياض رجل الدين الشيعي السعودي. كما تعرضت القنصلية السعودية في مدينة مشهد (شمال شرق) لهجوم مماثل.
واعتبر المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي ان السعودية ستواجه "النقمة الالهية" جراء قيامها بذلك، داعيا "العالم الاسلامي والعالم برمته الى ان يتحمل المسؤولية تجاه هذه القضية".
وتدعم روسيا ايران على اكثر من صعيد من ابرزها الملف النووي، كما يقف البلدان الى جانب نظام الرئيس بشار الاسد في الحرب الدائرة في سوريا منذ نحو خمس سنوات.
أما العلاقات السعودية الروسية فتمر بمرحلة انتعاش مع توقيع اتفاقيات ثنائية وتبادل للزيارات بين كبار المسؤولين في البلدين والتنسيق المستمر حول اطلاق المفاوضات بين النظام والمعارضة السورية.
ولقي اعدام النمر انتقادات من واشنطن التي اعتبرت ان الاعدام "يهدد بتأجيج التوترات الطائفية".
وردا على موقف واشنطن، قال الجبير "وضحنا للجانب الاميركي ان المملكة العربية السعودية لديها نظام قضائي مستقل وعادل"، مضيفا ان "ما حدث هو ادانة اشخاص قاموا بعمليات ارهابية ادت الى قتل أبرياء، تمت محاكمتهم في المحاكم بشكل شفاف وشكل عادل، وتمت ادانتهم من قبل النظام القضائي".
وشدد على ان الرياض "لا تقبل تدخلات اي جهة في نظام القضاء".
وتأتي خطوة قطع العلاقات لتضاف الى سلسلة من التوترات والتنافس بين الخصمين الاقليميين حول ملفات عدة، لا سيما النزاع في سوريا واليمن.