بحضور نجوم سابقين للوداد وآيت منا..لحظة إزالة الستار عن النسخة الأصلية لكأس العالم للأندية بالبيضاء

مدرب المغرب التطواني يذرف الدموع بعد الفوز على طنجة

تأثر لكحل وتصريح كروش بعد فوز تطوان في ديربي الشمال

فرحة لاعبي المغرب التطواني بالهدف الثاني أمام اتحاد طنجة من توقيع حمزة الدرعي

فرحة هستيرية للاعبي وجماهير المغرب التطواني بعد تسجيل الهدف الأول في مرمى اتحاد طنجة

بعد مطاردة هوليودية..اعتقال أخطر تاجر "بوفا" بعين حرودة

« گريسون » لكل برلماني متمرد

« گريسون » لكل برلماني متمرد

ياسين كمالي

 

بعد الفوز بمقعد في البرلمان ، لا يكتفي ممثل الشعب بالاختباء عن سكان الدائرة ، بل يختفي أيضا عن جلسات البرلمان و أعمال اللجان ، و لا يظهر إلا مجبرا مع ظهور الملك في افتتاح الدورة. و ليس من حقنا طبعا أن نلوم نوابنا المتمردين ، بل علينا أن نلوم ضعفنا أمام الورقة الزرقاء في يوم التصويت .

 

يبدو الأمر كما لو أننا صوّتنا على البرلماني من أجل تمثيلنا في برلمان كوكب زحل ، و بالتالي فهو غير ملزم بالحضور إلى برلماننا الأرضي ، و إنْ حضر فلا بد  أنه يعاني من أرق مزمن ، فنصحه الأطباء بأخذ جلسة نعاسية في البرلمان . و بما أنه يأتي فقط لدواع طبية ، فليس معقولا أن نطلب منه إرهاق نفسه بالحديث عن رخص الصيد في أعالي البحار ، و عن ارتفاع فواتير الماء والكهرباء ، و عن اللولبيات التي تسيطر على الصفقات العمومية ، و عن رداءة الخدمات الصحية و هلم عطفا . 

 

و يبقى السؤال الكبير ، إذا كان النواب المتمردون لا يملكون الوقت الكافي من أجل المجيء إلى البرلمان و الدفاع عن مصالح الشعب ، فلماذا أتعبوا أنفسهم و أتعبونا بالمشاركة في الانتخابات ؟ ليس معقولا أن تكون الحصانة هي المغزى ، فنوابنا ليسوا تجار حشيش  و لا هم من ناهبي المال العام ، و إنما أناس صالحون بشهادة أمهاتهم في الرضاعة . 

 

رغم الإجراءات الزجرية التي يفرضها القانون الداخلي للمجلس على الأعضاء الغائبين دون عذر ، إلا أن النواب المتمردين مازالوا أوفياء لسُنّة الغياب . و لم تنفع معهم سياسة  الحوافز المتمثلة في تذاكر الطائرة و الحجز في فندق فاخر للمبيت و هلم عطفا ، و يظل البرلماني البارع هو البرلماني الذي يتغيب قدر ما يستطيع ، فمن خلال ذلك يستعيد ذكريات الزمن الجميل ، حين كان يغيب عن مقاعد الدراسة ثم يستعين بشهادة طبية من مستشفى الحومة . و لعل النواب المتمردين يميلون إلى التفاخر على بعضهم بعدد الجلسات التي غابوا عنها ، و يتضاحكون على النائب الذي يحضر كل الجلسات و يصفونه بـ « الدمدومة » .

 

إذا أردنا إجبار هؤلاء المشاكسين على الحضور  ، فمن الأفضل أن يصير الملك رئيسا للبرلمان ، أو على الأقل يجب إخبار البرلمانيين أن الجلسات تقام تحت الرعاية السامية ، و تكون مصحوبة بإجراء قرعة ربحية ، و المحظوظ يربح رخصة للصيد البحري أو وساما ملكيا ، في تلك الحالة ، سيأتي الجميع مهرولين يرتدون اللباس التقليدي و هم يرتجفون حتى يفقدوا التحكم في عضلات الحوض.

 

ربما يكون الحل أسهل من ذلك بكثير ، و يتمثل في التعاقد مع شركة ريشبوند لتغيير ديكور البرلمان ، و تزويده بأريكة مريحة لكل نائب مصاب بالبواسير ، أو سداري ميزيدور عليه علامة البصمة . و لا مانع من إضافة حمام تقليدي ، واحد للرجال و آخر للنساء . بالإضافة إلى استدعاء الداودية لتنشيط الجلسات .

 

وهنالك حل آخر أكثر واقعية ، يعرفه جيدا سائقو الشاحنات . هذا الحل السحري يتمثل في تعيين « گريسون » لكل برلماني ، فيحضر بدلا منه ، و ينام بدلا منه ، و يغيب أيضا بدلا منه ، و يحصل على « جوج فرنك » بدلا منه ، لكن لن يمتد الأمر طبعا إلى الحياة المنزلية ، لأننا مغاربة و لسنا أمريكيين .

 

في الأخير ، تبقى مسألة الحضور و الغياب مرتبطة بشخصية النائب ، فالذي يأخذ الأمر بجدية و يعتبر نفسه صوتا لمن انتخبوه سيحضر حتى لو كان يعاني من الإسهال . أما الذي يتكبّر على شعب البطبوط و الحرشة ، فسيغيب حتى لو كان جالسا في المقهى المقابل للبرلمان يحتسي القهوة ، و يتلذذ بسيجار يساوي سعره ثمن علبة كاملة من أقراص الحياء .

 

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات