تشهد الحركة في مخيمات تندوف شللا في مختلف مناحي الحياة اليومية، بسبب انقطاع الوقود واختفائه من محطات التوزيع.
وقال المهدي إبراهيم، عضو "منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف"، إن "المئات من الصحراويين تجمعوا في أماكن توزيع المحروقات، وطالبوا بالتزود بها، لأنها تشكل وسيلة للعيش وضمان التنقل بين الصحاري القاحلة، والمخيمات المترامية الأطراف".
وأضاف إبراهيم، في بيان أن ندرة المحروقات بالمخيمات أدت إلى شل الحركة نهائيا، وتوقف وسائل النقل عن العمل، ما ترتب عنه حرمان العديد من الصحراويين من الالتحاق بعائلاتهم.
وقال عضو منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف إن "الصحراويين يتخوفون من انعكاس أزمة الوقود على توزيع المواد الغذائية، وارتفاع الأسعار، الناتج، أصلا، عن قلة السلع، وعدم إمكانية دخولها إلى المخيمات، بسبب إضراب عمال الشحن والتفريغ، الأمر الذي ينذر بأزمة حقيقية في الأيام القليلة المقبلة".
وفي هذا السياق، أكدت مصادر من داخل المخيمات، لـ"المغربية"، أن البوليساريو تعمل على تطويق أزمة الوقود بالتعاون مع حرس الحدود الجزائري، تحسبا لمظاهرات شعبية، أو احتجاجات تخرج عن السيطرة.
ويحاول، في هذه الأثناء، مجموعة من الوجهاء وأعيان القبائل الصحراوية التوسط بين القاطنين في المخيمات وعناصر في البوليساريو.
وتؤكد مصادر أن أزمة المحروقات في المخيمات ليست ناتجة عن قلتها، أو عدم دخولها من الأراضي الجزائرية، بل إنها وصلت إلى المخيمات، لكنها اختفت، وأن عناصر من البوليساريو، التي تملك رخص التوزيع الحصرية، وجهت صهاريج الوقود إلى الخارج لبيعها هناك، على غرار تهريب السلع والأدوية، بتواطؤ مع قادة النواحي العسكرية، الذين يستغلون تسييرهم للشأن الصحراوي بهدف الاغتناء غير المشروع.
وتشهد مراكز توزيع المحروقات، التي تحتفظ بكميات قليلة، حالة اكتظاظ، بسبب طوابير من السيارات والشاحنات وكذلك الأفراد، الذين توجد ضمنهم حالات مرضية مستعجلة، تتطلب الانتقال إلى الأراضي الجزائرية ولا تحتمل الانتظار، مثل حالة أغلانة منت حمية (60 عاما)، التي تعاني مرضا مزمنا، يقتضي زيارة أسبوعية للمستشفى، وظلت تنتظر في الطابور أزيد من سبع ساعات، في حين أكد ابنها أن الحصول على الوقود أصبح من باب المستحيلات، وكابوسا فظيعا لسكان المخيمات، الأمر الذي خلق استياء عارما وسط الصحراويين، الذين استنكروا التصرفات اللامسؤولة من طرف بعض القيادات، ونددوا بصمت قادة البوليساريو، الذين سبق أن قدموا وعودا زائفة بحل المشكل.
ووجه منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف رسالة في الموضوع إلى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، من أجل التدخل العاجل لإنقاذ الصحراويين وإنصافهم من متاجرة قيادة البوليساريو بهم، ووضع حد لسلوكاتهم اللامسؤولة، التي أثرت على الصحراويين اقتصاديا واجتماعيا وإنسانيا. كما ناشد المنتدى الهيئات والمنظمات الإنسانية الدولية بمحاسبة قيادة البوليساريو، ووقف وصايتها على الصحراويين، وتمكينهم من التعبير عن اختياراتهم المستقبلية، بعيدا عن تحكم البوليساريو فيهم، ومنعهم من تقرير مصيرهم بأنفسهم.
عبد الهادي مزراري | المغربية