وكالات
قال شهود من رويترز إن احتجاجات لشبان غاضبين يطالبون بالشغل اجتاحت اليوم الأربعاء (20 كانون الثاني/ يناير 2016) عدة مدن تونسية بعد أن كانت مقتصرة على القصرين، التي يبلغ عدد سكانها نحو 80 ألف نسمة، قرب الحدود الجزائرية، حيث أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق آلاف المحتجين.
واستؤنفت الاحتجاجات في القصرين ظهر الأربعاء، لليوم للرابع على التوالي، للمطالبة بالتشغيل وبالتنمية في الجهة. وكانت شرارة الاحتجاجات قد اندلعت الأحد الماضي إثر وفاة أحد العاطلين عن العمل في حادثة صعق كهربائي. وقال مصدر إعلامي من القصرين لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن محتجين تجمعوا في وسط المدينة وفي منطقتي حي الزهور وحي النور بالقصرين وأشعلوا العجلات المطاطية كما أغلقوا طريقا رئيسيا.
بينما قال مصور لرويترز في القصرين إن "قوات الأمن تطلق قنابل الغاز بكثافة لتفريق محتجين غاضبين يحاولون اقتحام مركز للأمن. الشبان أحرقوا عجلات مطاطية وأغلقوا الطرق". وأضاف أن المحتجين رفعوا شعارات منها "التشغيل استحقاق يا عصابة السراق" و"شغل حرية كرامة وطنية".
وتوسعت رقعة الاحتجاجات إلى مدن مجاورة للقصرين قبل أن تتصاعد وتيرتها لتشمل ما لا يقل عن ثماني مدن، هي تالة والسبيبة وماجل بلعباس والقيروان وسليانة وسوسة والفحص والعاصمة تونس. وفرضت وزارة الداخلية أمس الثلاثاء حظرا للتجوال في القصرين. وحذرت اليوم من إمكانية أن يستغل متشددون يحتمون بجبال الشعانبي حالة الفوضى للتسلل إلى داخل المدينة ويندسوا وسط المحتجين.
ودعا اتحاد الطلاب في تونس إلى تظاهرة دعما للقصرين. وفي العاصمة تجمع مئات الشبان في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي أمام مقر وزارة الداخلية رافعين شعارات "يا حكومة عار عار القصرين تشعل نار" و"التشغيل واجب موش مزية" و"الشعب يريد إسقاط النظام"، بينما كانت قوات مكافحة الشغب تراقب المحتجين دون أي صدام معهم.
وبعد خمس سنوات من الانتفاضة التي أنهت حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي في 2011 لا يزال كثير من التونسيين يشعرون بالضيق ويعانون من غلاء الأسعار وتفشي البطالة والتهميش.