أخبارنا المغربية
نازلنا العصرية هي نتيجة لتعاقب قرون من الابتكارات والاكتشافات. فلكل غرفة وجهاز كهربائي وأداة، تاريخ حافل من الابتكار والتطور، إلا أن القليل منا يأخذ بعض الوقت للتفكير بالمخترع الذي ندين له بالشكر لدى إضاءة النور أو التلفاز، وفي الوقت ذاته، ستعصف بأجهزتنا المنزلية موجة غير مسبوقة من التغيرات، حتى أن المخترعين الأصليين سيواجهون صعوبة في التعرف إليها.
الكهرباء اللاسلكية
وحسب شبكة “سي إن إن” الإخبارية، يعود فضل اكتشاف الكهرباء إلى بنجامين فرانكلين عام 1752. إلا أنّ المجتمع لم يشهد تطوراً سريعاً في مجال الهندسة الكهربائية الا في القرن التاسع عشر، وفي المستقبل القريب سيصبح استخدام الأسلاك والمقابس لتشغيل الأجهزة الكهربائية من الماضي، وتعمل شركة “واي تريسيتي”، ومقرها الولايات المتحدة الأمريكية، على تطوير الكهرباء اللاسلكية التي تلجأ الى المجالات المغناطيسية لتشغيل الأجهزة التي نستخدمها يوميًّا، وقد أجرت الشركة اختبارات على لوحات الشحن الخاصة بسيارات “تويوتا” الكهربائية والحواسيب الشخصية، وخلال السنوات العشرة القادمة، تتوقع شركة “واي تريسيتي” أن تستمد جميع الأجهزة المنزلية الكهرباء من قاعدة شحن واحدة.
طابعات ثلاثية الأبعاد
كانت أول طابعة حاسوبية في العالم جهاز صمّم لاستخدامه مع “محرك الفروق” وهو آلة حاسبة ميكانيكية ضخمة الذي ابتكره المخترع “تشارلز باباج”، وفي القرن الحادي والعشرين، أصبحت الطابعات ثلاثية الأبعاد واحدة من أكثر التقنيات الواعدة، وكان أول من طور هذه التقنية هيديو كوداما عام 1981، ليقوم بتعزيزها وتحسينها تشاك هول من شركة “ثري دي سيستمز” عام 1984، لا تزال هذه باهظة الثمن إلا أن أسعارها ستنخفض لا محالة، عندها سنجدها في العديد من المنازل من أجل بناء كل ما نرغبه، من قطع الغيار إلى الألعاب وحتى اللحوم، وذلك باستخدام النماذج والمخططات المتوفرة على الإنترنت.
أجهزة التبريد المتصلة بالإنترنت
ظهر أول شكل من أشكال التبريد الاصطناعي على يد “ويليام كالن” عام 1755، وبدّل قدرتنا على تبريد المأكولات وطريقة تناولنا الطعام وطبخه وزراعة مكوناته ما شجّع الناس على العيش بعيدًا عن مصادر المياه، وقدمت شركة “جنرال إلكتريك” أول ثلاجة عصريّة عام 1911، ثم أطلقت ثلاجة إلكترونية عام 1927، واليوم احتلت شركات مثل “إل جي” الصدارة في صناعة أجهزة التبريد والتجميد المتصلة بالإنترنت القادرة على مراقبة محتوياتها وطلب الحليب من المتجر عندما يوشك المخزون على النفاد.
الروبوتات المنزلية
أي مساعدة مرحبّ بها على الدوام، لاسيما في المنزل، فكل من يستطيع تكبّد التكاليف، يلجأ الى عاملة منزل أو كبير الخدم، ولكن التكنولوجيا تُهدد هذه الوظائف على غرار العديد من الوظائف الأخرى، فالروبوت “ام آي بي” الذي أنتجته صانعة الروبوتات “واو وي” بالتعاون مع جامعة كاليفورنيا، هو أول روبوت ذاتي التوازن مخصص للمستهلكين، ويمكن لهذا الروبوت الاستجابة لأوامر حركية والمشي في الزوايا وحمل الأغراض الصغيرة، وفي المرة القادمة، متى تحتاج الى من يعطيك جهاز التحكم، سيكون “واو وي” على أهبة الاستعداد.
الحمامات الذكية
أتاح دخول المياه الجارية والتمديدات الصحية والتدفئة إلى المنازل إمكانية بناء الحمامات والمراحيض أيضًا فيها، وهو أمر هام من شأنه تحسين الوضع الصحي العام في المدن، وعلى عكس الاعتقاد السائد، ينسب الفضل في اختراع المرحاض إلى جون هارنجتون عام 1596، وليس توماس كرابر، وخلال القرن التاسع عشر، كانت الكثير من المنازل في المناطق الفقيرة بالمدن الأوروبية تتشارك أماكن الاستحمام وقضاء الحاجة. واليوم، اخترعت الشركة اليابانية “توتو” مرحاض “فلو سكاي” الذي يحتوي على أجهزة استشعار تقيس نسبة الجفاف في جسدك، ومن المتوقع أن تقدم النماذج المستقبلية منه تحاليل مجهرية لإعلامك بالمواد الغذائية والمعادن التي تنقص نظامك الغذائي.
إنترنت الأشياء
يمكن القول إن شبكة الإنترنت هي إحدى أهم الاختراعات في العصر الحديث، وهي التي طوّرها كل من تيم بيرنرز لي، وفينت كيرف وروبرت إي خان. لقد وفّر هذا الاختراع الاتصال للجميع، محولًا العالم إلى قرية صغيرة ومسهلًا الاتصال ما بين الناس، ولكن مع دخوله إلى المنازل عبر تقنية “واي فاي” (التي طورها الأسترالي جون أو سوليفان)، سيصبح قريباً التواصل مع الأجهزة المنزلية بشكل إلكتروني ممكنًا، مثل إغلاق الأبواب وتقليل قوة الإنارة وتشغيل التدفئة عن بُعد، وذلك بفضل ترسيخ ظاهرة “إنترنت الأشياء”.
الأضواء الذكية
كان هامفري دايفي أول من اخترعها في بدايات القرن التاسع عشر، ثم تطورت بفضل الجهود التي بذلها جوزيف سوان وتوماس إديسون الذي حاز على براءة اختراع أول مصباح يعمل لوقت طويل، وقد قللت الأضواء الكهربائية اعتماد الإنسان على ضوء الشمس، ما انعكس على تغيير أنماط النوم وتأسيس شبكات سلكية في المنازل، الأمر الذي مهد الطريق أمام استخدام الأجهزة المنزلية الأخرى، واليوم أصبحت المصابيح أكثر ذكاءً، ليس فقط من ناحية توفير الطاقة لا بل أيضاً للكشف عن وجود شخص في الغرفة لتعمل بشكل أتوماتيكي، كما قامت شركة “فيليبس” بتطوير مصابيح تعزز نوعية مزاجك ونومك.
أجهزة إنذار الحريق
تنقذ أجهزة الكشف عن الدخان وأجهزة الإنذار حياة العديد من الناس سنويًّا، وقد حاز أول جهاز كهربائي لإنذار الحريق على براءة اختراع عام 1890 لصالح فرانسيس روبنز أبتون، واليوم تعمل أجهزة إنذار الحريق على مراقبة جودة الهواء وكمية أول أوكسيد الكربون ودرجة الحرارة في المكان، أما الرائد في هذا المجال فهو مراقب الهواء الذكي “بيردي” الذي يمكن التحكم به من خلال الهاتف الذكي، حيث يزود المستخدمين بنسب الملوثات الضارة والمواد المسببة للحساسية في المنزل من أجل فهم أفضل لجودة الهواء.
التلفاز
في عام 1884، حاز بول نيبكو على براءة اختراع قرص دوّار استخدمه المخترع الاسكوتلندي جون لوجي بيرد خلال عشرينيات القرن الماضي بهدف عرض الصور الظلية المتحركة فيما يمكننا اعتباره أول بث تلفزيوني، ولا يمكننا الحديث عن التلفاز من دون تأثيره الاجتماعي، إذ إنه عمّم الترفيه والمعلومات والتواصل. واليوم أصبحت عملية المشاهدة ممكنة عبر الإنترنت الا أنّ وجود التلفاز في كل منزل ما زال أمرًا أساسيًا.
أجهزة التلفاز الذكية مثل تلك التي تنتجها “سامسونج” أو غيرها، فتستشعر دخول الشخص إلى الغرفة ثم تشغل القناة المفضلة لديه، وبدورها ابتكرت شركة “إل جي” تلفازًا قابلًا للانحناء، بحيث يركب على الزوايا، وفي المستقبل القريب، سيصبح الترفيه المنزلي تجربة مدهشة مع وجود التقنيات ثلاثية الأبعاد وسماعات الواقع الافتراضي وغيرها مما سيسمح لنا باكتشاف عوالم جديدة من دون الخروج من غرفة المعيشة.
المقلاة الذكية
قبل أن يدخل الفرن المنزلي إلى بيوتنا، كنا نطهو الطعام على نار مفتوحة، أما المطبخ بشكله العصري فقد اخترعه “بنجامين تومبسون” أواخر القرن الثامن عشر، معززًا الفعالية وإمكانية التحكم بالحرارة، لكن فن الطبخ يشهد تراجعاً الآن بسب استحواذ وجبات الميكروويف على العديد من الموائد حول العالم، لذلك طوّرت شركة “بانتيلجنت” بمساعدة “معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا”، مقلاة ذكية مرتبطة بالهاتف الذكي عبر تقنية “البلوتوث” لتقدم تعليمات مباشرة للطبخ للمستخدم -على سبيل المثال، ستزودك بالوقت المناسب لتقليب قطعة اللحم إن كنت تحبها متوسطة النضج.