مراد علمي
ضروري أنـــّـوهــوا بالفكرة فى أول الأمر، لأن بالفعل أولاد الجالية المغربية فى فرانسا كانوا كاينتاضروا هاد المبادرة الطيبة من شحال هادي، ولاكن غادي نـطــّـرقوا بكل موضوعية أو عقلانية ألــْـهاد المشروع اللي غادي إكـلــّـف الشعـب المغربي 77 مليون درهم، ولو حتى إيلا تبرّع علينا شي حـدّ، حنا فى الأصل اللي دفعنا ولا ّ غادي ندفعوا فلوس هاد مركز الثقافي المغربي، كيف كايعملوا شحال ديال الأثرياء فى ميريكان ولا ّ أوربا، كايردّوا للشعب عن طريقة التبرّع دوك الفلوس اللي جناوْا من الملاين ديال المواطنين أوالمواطنات اللي كايبيعوا ليهم منتوجاتهم، كانت منتوجات فلاحية، إليكترونية، صنعاية محضة ولا ّ خدمات، كاين مثال مغربي جميل كايقول: "إيلا شفتي الحنش غليض، عــَـرفـو صارط خوه"، لأن غـنى هادا ما كايدل ّ غير على تفقير لاخور، المغلوب على أمرو، الفقير خـصـّـو إعيش أو إعيـيــّـش عائلتو، لذلك كايشري كولــّـشي عند اللي لاباس عليه، الغني، بدون أي خلفية إيديولوجية، هادا هو الواقع المعايش.
أو الشرفاء فى ميريكان ولا ّ فى أوربا عارفين أو فاهمين، بلا ما إقـرّيهم حـدّ، لا الأخلاق، لا الملة ولا ّ الدين، كانستغرب كيفاش هاد الناس اللي باغيين إحــلـــّـوا هاد المركز الثقافي المغربي كايضــنـــّـوا أنهم غادي إنجحوا فى ربط التواصل بيناتنا أو بينات أولاد الجالية أو المتعاطفين مع التراث أو الثقافة المغربية بلا ما أتـــّـقــرّا اللغة المغربية فى هاد المركز اللي كايحمل أصلا ً التسمية "مـغـربي"؟ صباغة جديدة فى عوط: "المركز الثقافي العـربي"، بحال "وكالة المغرب العربي للأنباء"؟ كالوا ليك باغيين إقرّيوْا فى بلاصة اللغة المغربية العربية، يعني لغة موجودة غير فى الكتوبة أو نشراة الأخبار، لنفرض قراوْا أولاد الجالية فى فرانسا اللغة العربية، مع من غادي يتكلــّـموا فى المغرب؟ مع الـبـراطـل؟ حنا ما كانهضروش بالعربية ولا كن بالمغربية أو الأمازيغية، هادوا هوما اللغات الجـّـوج الحيـّات اللي مدّاولين فى البلاد، أمــّـا العربية يمكن لينا نعتابروها "لـغة فاتيكانية"، لأنها ما عندها حتى شي متداد جماهري أو مقتاصرة فقط على نخبة كاتحقر الشعب أو لوغتو، لغة ما وارداش فى الحياة اليومية.
جميع اللغات الحية ديال الدول الكبرى كانت فى الأصل لغات عامية بحال اللغة المغربية: لا من نلكيزية، فرانساوية، ألمانية، اللغة الروسية كانت هادي 200 عام حتى هي لغة عامية، حاقراها النخبة البرجوازية أو الأريسطوقراطية، بحال فى مغربنا الحبيب، هاد الطبقة كانت كاتـــّـواصل مع بيناتها باللغة الفرانساوية فقط، ولاكن شوية بشوية تكوّنات من لغة عامية لغة روسية رصينة أو لغة "عالمة" أو عالمية، بتاكروا بيها كتاب مرموقين، لا من ليـيو طولسطوي، بوريص باصطيرناك، دوصطويوفسكي، بوشكين، نابوكوف إلخ أو صنعوا بيها الصوارخ أو صافطوا الناس ألــّـقـمر، أو حنا شنو عملنا باللغة العربية؟ والو! بالعكس، اللغة العربية كاتساهم بطريقة مباشرة ولا ّ غير مباشرة فى الأفق المسدود، البطالة المزمنة، التطرف الديني، لأنها مربوطة "ب" أو فى الإسلام السياسي أو الحروب الأهلية أو الطائفية، أو اللي كايقول "الله أكبر" أو يقتل 50 ولا ّ 1000 ديال الأبرياء، ما كايقولهاش بلغة أمازيغية، فرنساوية ولا ّ صبنيولية، ولاكن بلغة عربية، يعني بلغة اللي كايعتابرها البعض "بلغة تطرف"، بالأخص فى الغرب.
الدولة المغربية عتارفات بطريقة غير مباشرة أن مشروع التعريب ما كانش فى محلــّـو، فاقت "فى آخر المطاف" من نعاسها أو دركات أن اللغة العربية، كيف كتبت شحال من مرة، وقود جميع التيارات الإسلامية الجهادية المعادية للتقدم أو الإزدهار، على داك الشي باغية تفرض علينا دابا اللغة الفرانساوية، لغة من الدرجة الثانية، فى عوط النكليزية، باش تقـلــّل من دور اللغة العربية اللي فى العمق أو مع كل الأسف، منتوج أو مشروع فاشل! أو كون فيها الخير والله حتى ندافع عليها، لأن جميع اللغات بريئة، حتى العربية، المشكل هو لمـّـا كاتــّـسعمل اللغة كإيديولوجية، أداة قصد تركيع، تهميش أو تجويع الشعب، القهر أو الجوع هو اللي دفع 5 ديال المليون ديال المغاربة إهاجروا لفرانسا أو دول أخرى، كون كاين ما يـدّار هنا، ما كاين لاش حتى ندّشنوا شي "مركز ثقافي مغربي" فى فرانسا أو يبقاوْا فلوسنا فى البلاد أو نخصّـصهم ألـّـبحث العلمي باللغة المغربية أو الأمازيغية.
اللغة اللي ما كاتــْـلـــيــقـــش، ما كاتـــّـسعملش كولا ّ نهار ما عندنا ما نديروا بيها، لأنها ما كاتصلاحش، أو هادا هو الدور ديال اللغة: الوظيفة الأساسية هي تــْـلــيــق ألــْـشي حاجة، بحال أي آلة، إيلا ما شغـلــّـتيهاش، كاتنساها ولا ّ كاتحـطـّـها فى الصـّـطح فى بيت الصـّابون، اللي ما كايفقه والو فى ميدان اللغات كايقول ليك اللغة المغربية وظيفتها غير التواصل، هادا ما عارف والو أو بغاك غير تبقى أمـّي، لأن جميع اللغات الحية وظيفتها ماشي غير التواصل ولاكن حتى الإختراع، الإبتكار، الإزدهار الإقتصادي أو الرفاهية، لأنه كاتوظف جميع الطاقات، الرأس المال البشري، نخبة صغيرة ما عندها باش تفيدك، لأنها عاجبها راسها، متكبـّرة أو كاتـخاف غير على مصالحها، هاجسها الوحيد هو التحكم، الضبط أو القمع الفكري ولا ّ الجسدي، إيلا دعات الضرورة.
جميع الدول السكاندينافية مثلا كايتكـلــّـموا بغير لغات محلية حية، لا من نورفيجية، سويدية، دانماركية، فينلاندية إلخ، أو إيلا شفنا شحال الدخل الخام (كثر من ألف مليار ديال الدولار) ديال هاد الدويلات اللي ما كايفوتش عددهم: 20 مليون نسمة، كانلمسوا الفقر الفكري، الإبداعي أو اللغوي اللي كانعيشوه، الدخل الخام ديال المغرب ما كايفوتش 100 مليار دولار، 36 مليون نسمة، أو هاد الشي راجع بالأساس ألــّـغة التدريس، الفرانساويين، باش كايكوّنوا أولادهم؟ باللغة الفرانساوية اللي كانت فى اللول غير لغة عامية حتى نجحات سياسيا أو رجعات لغة رسمية، لغة بتكار، حضارة أو ثقافة، أمـّا الرّهبان، يعني رجال الدين، أو النخبة الأريسطوقراطية كانوا كايهضروا غير بالاتينية، يعني مـَـنـفاصلين على الشعب اللي باغين ليه الكلاخ "حتى يرث الله الأرض"، شنو عملوا الفرانساويين؟ طـعــّـموا اللغة الفرانساوية بلغة مييتة اللي هي اللغة الاتينية.
حتى حنا يمكن لينا نتــّـاخدوا هاد النموذج الناجح، أنا باغي كذلك العربية تعزز، تآزر اللغة المغربية أو تكون خزّان هائل ليها، هادي هي وظيفة اللغة العربية أو ما فيها باس إيلا تـعــلـــّـموها أولاد الجالية المغربية باش يقراوْا شي ما تايســّـار ديال القرآن، أمــّـا لغة الإبداع، الإبتكار أو التدريس خصـّـها تكون لغة مدّاولة، لغة محبوبة، حميمية، واردة بقوة فى الحياة اليومية ديال جميع المغاربة أو المغربيات.
أمـّـا الصراعات الإيديولوجية العمياء ما عندنا ما نديروا بيها، لا ديال الإخوان المسلمين اللي كايربطوا اللغة بالدين ولا ّ التعريبيين اللي نافخين حساباتهم البنكية ببيترودولارات الشرق ولا ّ المفرنسين اللي كايحقروا ذاتهم أو كايسمـّـيوْا اللغة المغربية بكل حقر أو زدراء "لــو دْيــالـيـكـْـت آرابْ"، بلا ما إدركوا أن "اللهجة"، "الدياليكــْـت"، منحاصر غير على الجهة (الطنجاوية، الفاسية، البيضاوية، المكناسية إلخ)، أمـّـا اللغة المغربية لغة عامية، يعني عامة، لأن هاد الناس كايعيشوا نفصام حقيقي مرهب، فى أوسط حبابهم، مجتمعهم ولاكن مساكن عايشين غــُـرباء.
جميع هادوك خيــّـاتنا اللي باغيين إفصلونا على لوغتنا المغربية، صراحة ً ما باغيين ألــْـهاد البلاد، الشعب خير، ولاكن فى العمق غير تـكـريس ثقافة التجويع، العبودية أو الإستعمار الداخلي أو الأجنبي، لأن لغة الأم، اللغة الحية، هي باش كانتنفســّوا، نحـلـموا كولا ّ نهار، أو اللي كايحلم بالعربية، ما إكون غير كـدّاب ماهـر، "وبالغباء الوافـر فاخر ومن قـيـود العـقـل ساخـر".
بوسيف
ممنوع الدارجة ,لا نريدها,يتبين أنك من اﻷعداء المخططين لالغاء العربية الفصحى ,اذا كانت الفرنسية لهجة وتحولت الى لغة ,فنحن لنا لغة ,لنا لغة ,لنا لغة ,ونرجو من الموقع الضعبف أصلا فى اللغة العربية ان لا ينشر مستقبلا مقالات من هذا النوع ,تنتصر للهجة "خيلوطة" على حساب العربية الفصحى.