أخبارنا المغربية - و م ع
أشاد برلمانيون ودبلوماسيون وجامعيون ورجال دين عاليا بروما بدور المغرب في نشر قيم التسامح والتعايش بين الأديان السماوية.
جاء ذلك خلال نقاش أعقب عرض شريط وثائقي بمجلس النواب الإيطالي، أول أمس الجمعة يحمل عنوان " المغرب ملتقى الثقافات والأديان "، في إطار اجتماع اللجنة من أجل للنهوض بجودة الحياة، والتبادل بين المجتمعات المدنية والثقافة للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط.
وأكد الحاضرون أنه في المغرب، البلد المعروف بممارسته للإسلام المعتدل، يعيش المسلمون والمسيحيون واليهود منذ قرون في تعايش نموذجي وتسامح فريد في العالم العربي الإسلامي.
وأبرزوا، خلال مناقشة الشريط لمخرجته الإيطالية جيوفانازي بيلترامي، أن ثقافة التسامح والتعايش في المغرب يجب أن تشكل نموذجا لباقي البلدان ليس فقط الإسلامية منها بل أيضا الغربية.
وقالوا إن هذا الخيار ليس وليد اليوم حيث أن هذا التعايش ساد منذ القدم بين المسلمين واليهود والمسيحيين، معتبرين أنه في هذا الزمن حيث تسود الاضرابات والتطرف الديني، يشكل المغرب نموذجا يحتذى.
ونوه المشاركون في هذا النقاش بالمؤتمر الدولي المنعقد في مراكش حول " حقوق الأقليات الدينية في العالم الإسلامي " والذي توج بإعلان يستند على صحيفة المدينة التي تعود إلى فترة النبي محمد عليه الصلاة والسلام والذي كان ينظم العلاقات بين المؤمنين الأوائل والقبائل اليهودية.
وقال النائب المغربي عدنان بنعبد الله إن مؤتمر مراكش أعطى فرصة فريدة لعدد من المتخصصين في ديانات مختلفة من أجل العمل جميعا على أساس تفكير معمق وبناء على منهجية جديدة.
من جانبه، تناول سفير المغرب بروما حسن أبو أيوب معالجة مسألة علاقات التعايش منذ قرون بين أعضاء الديانات الثلاث بالمغرب الذي ما فتئ يدعو إلى تعزيز الحوار بين الثقافات بين ضفتي المتوسط.
وقال " علينا أن نتغلب على انعدام الثقة بين شعوب المنطقة، وبناء جسور وليس جدران بين الثقافات. علينا تغيير نظرتنا وإقناع قطاع الإعلام من أجل إعادة النظر في طريقة التواصل مع الرأي العام. علينا أن نحطم جدران الجهل التي تمنع التقارب بين شعوب ضفتي المتوسط ".
وشدد على أن مؤتمر مراكش عمل قوي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس فيما يخص قضية التأكيد على حقيقة الإسلام، خاصة في جانب القبول بالآخر.
وبالنسبة لرئيس اتحاد المسلمين بإيطاليا ماسيمو عبد الله كوزولينو، فإن مؤتمر مراكش " يمثل بالنسبة إلينا نحن المسلمين مرجعا كبيرا ونموذجا يحتذى إلى الأبد.
من جانبها، قالت مخرجة الشريط إن هدفها كان إبراز أن الحوار بين الأديان ليس أمرا طوباويا، بل حقيقة ملموسة وبالتالي فإن صدام الثقافات والديانات خيار ليس حتميا.
وخلصت إلى أن هذا الشريط يبحث أيضا على إثارة انتباه بلدان إسلامية أخرى حول ضرورة الانفتاح على الآخر ويوجه دعوة إلى التسامح والحوار بين جميع أبناء إبراهيم.