دويتشه فيله
أكدت دراسة عالمية أن ارتفاع منسوب مياه البحار وصل إلى متسوى لم يسبق له مثيل منذ ثلاثة آلاف سنة. ورجح فريق من الباحثين من أكثر من دولة أن يكون التأثير البشري وراء هذا التزايد غير المسبوق.
منذ ثلاثة آلاف العام، لم يشهد منسوب مياه البحار ارتفاعا كذلك الذي وصلت إليه مياه البحار مؤخرا. وخلص الباحثون إلى هذه النتيجة بعد تحليل بيانات أخذت من أكثر من منطقة من مناطق العالم واستخدام هذه البيانات في إعادة محاكاة تطور منسوب البحر على مستوى العالم.
هذه النتيجة التي توصل إليها الباحثون بقيادة روبرت كوب من جامعة روتجرس بمدينة بيسكيتاوي بولاية نيوجيرسي الأمريكية، نشرت اليوم الثلاثاء (23فبراير/شباط) في مجلة "بروسيدنجز" التابعة للأكاديمية الأمريكية للعلوم .
وتوقع الباحثون من خلال هذه المحاكاة أن يرتفع منسوب بحار العالم بحلول عام 2100 بواقع 52 إلى 131 سنتمترا أخرى، وحصل الباحثون من خلال بيانات أخذت من نحو عشرين من مناطق العالم على استنتاجات بشأن المناسيب السابقة للبحار "فبيانات مكان بمفرده لا يمكن أن تعكس منسوب البحار على مستوى العالم" حسبما جاء عن الأستاذ كوب المشرف على الدراسة في بيان عن الجامعة.
وضمن الباحثون دراستهم بيانات أخذت من مناطق شمال المحيط الأطلسي وجنوبه وجنوب المحيط الهادي وأستراليا والبحر المتوسط و خليج المكسيك. ورغم أن الدراسة لا تتضمن بيانات من أجزاء واسعة في آسيا وأفريقيا و جنوب أمريكا إلا أن الباحثين يعتقدون أن دراستهم أجريت على أرض علمية صلبة. وحسب الباحثين فإن تطور منسوب مياه البحار كان دائما في ارتفاع وانخفاض.
وحسب الدراسة فقد بدأ هذا المنسوب في الارتفاع منذ مولد المسيح واستمر في الارتفاع حتى عام 700 ميلادي بمعدل واحد مليمتر سنويا ثم ظل منسوب البحار مستقرا تماما على مدى 300 سنة ثم انخفض بواقع 2ر0 مليمتر سنويا بسبب مرحلة باردة انخفضت فيها درجة حرارة البحار بواقع 2ر0 درجة مئوية قبل أن يعاود المنسوب الصعود حتى عام 1600 بسرعة 3ر0 مليمتر سنويا ثم دخل في مرحلة مشابهة حتى عام 1800، ثم بدأ منسوب سطح البحار في الارتفاع بشكل هائل خلال عصر التصنيع حيث ارتفع بواقع 4ر0 مليمتر سنويا في الفترة بين عام 1860 و1900 ثم بمعدل 4ر1 مليمتر سنويا في القرن العشرين.
وأكد الباحثون أنه من المرجح بقوة أن يكون الارتفاع في منسوب بحار العالم في القرن العشرين أسرع عما كان في أي قرن مضى منذ عام 800 قبل الميلاد.
وأوضح الباحثون أنه لولا النفوذ البشري وتصرفات الإنسان لما ارتفع منسوب مياه البحر سوى بواقع 7 مليمترات بأقصى تقدير بل ربما تراجع بواقع 3 سنتمترات.
وأضاف الباحثون: "كان الارتفاع الذي حدث لمنسوب مياه البحار في القرن العشرين غير مسبوق في الألفيات الثلاث الماضية بل إن ارتفاعه تسارع أكثر خلال العقدين الماضيين".
ويرى الباحثون أن منسوب البحار سيرتفع بواقع 52 إلى 131 سنتمترا حتى عام 2100 مع استمرار انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وأنه إذا نجح العالم في كبح الانبعاثات المسببة لارتفاع منسوب سطح البحار بشكل هائل فسيرتفع منسوب سطح البحار بواقع 24 إلى 61 سنتمترا.