مراد علمي
تنصيب كثر من 70 سفير أو قنصل جديد إشارة سياسية قوية، يعني أنا ما راضيش لا بالوضع لا بالنتائج، صلاح الدين مزوار، اللي يمكن لينا نعتابروه فى العمق غير "مدير قـسم"، ماشي "أوزير الخارجية"، ما عندو حتى شي دخل فى نتقاء السفراء الجـّـداد، القصر هو اللي كايعيّـن أو كايـسـرّح اللي بغى أو قام بشي زبايل بحال سعد الدين العثماني اللي طار على هاد الكورسي اللي كان بالفعل كبر منــّـو أو ما إليقش ليه، لأن السياسة الخارجية، السفارات، القنصليات، بالأخص ديال الدول العظمى، ما كاين غير الكاس كايضور، أو ها اللي صابغة شعرها بالخضر، ظفارها، حالــّـة سدرها أو لابسة حوايج شفافة، أو إيلا قال ليهم شي واحد فى أوسط الغدا سمحوا ليـّـا غادي نصلــّي الضهور، غادي إشكــّـوا فيه، يبقى غريب عليهم أو ما إزوّدوهش بحتى شي خبـيــّـرات، لأن وظيفة جميع السفارات فى العالم هي يتصـنـــّـتوا على دقــّـات القلب ديال هاد المجتمع أوْ لاخور أو بالأخص إجمعوا خبيـّـرات على هاد البلاد أو شنو كايروج تمـّـا من أحداث اللي يمكن ليها تضرّ بمصالح البلاد أو العباد، فى المرتبة التــّـالية عاد كاتجي تلميع صورة البلاد ولا ّ ستعاد بريقها.
الإشارة السياسية الثانية هي إشراك أكبر عدد ممكن من رجال السياسة المغربية أو مكافئة البعض منهم، يعني معادلة سياسية محضة، "عــْـطيني، نــعـْـطــيـك"، دوّز ليــّـا الميزانية ديالي فى البرلمان كيف بغيت، نـتـهــلا ّ فى الناس ديالك، أو فى هاد الإطار المصلحي المتبادل، "وين ـ وين"، كايقبلوا إلعبوا الأحزاب السياسية المغربية دور "شيخات القصر" أو فوقتاش أمــّـا حتاجهم، قال ليهم: "يلا ّه نوضوا عـكــّـروا، قصــّـوا الحجباب أو جبـّـدواالشعر، راكوم معروضات مورا الضــّـهور".
ضروري التنويه بالشكل، أمـّـا المضمون لازم نطرّقوا ليه، لأن المساندة النقدية ضرورية أو حتى شي واحد ما معصوم من الخطء، تعيين محمد عامر اللي كان من قبل أوزير الجالية، مع كل حترامي للشخص، هادا ما عطى ألـــّـجالية المغربية والو أو النتائج كانت جد هزيلة، لأنه ما عارفش أو ما عندو حتى شي رتباط بمشاكل الجالية، لا من قريب ولا من بعيد، بحال السي بـرّو، حتى هادا غريب على هاد القطاع، على هموم، تطلعات أو طموحات الجالية المغربية اللي كاتساهم فى تحصين المغرب من الجوع، الهشاشة أو كاتوفـّـر الأمن الغدائي ديال المغرب، كما كاتقوم بتعويل كثر من 15 فى الميا من الشعب المغربي بطريقة مباشرة أو حتى %30 بطريقة غير مباشرة، زيد عليها العملة الصعبة اللي كاتدخ فى صندوق الدولة باش تشري اللي كايخصــّـها فى الخارج، كثر من 50 مليار درهم كاتدخول كولا ّ عام ألــّـبلاد، بلا أي مقابل يذكر، وزارة الجالية براسها غير "قـسم"، كاتقتاصر غير على نشاطات موسمية فى الصيف أو تصيفط الشـّـيخات أو صحاب العيطة، مع كول حترامي ألــْـهاد الفن المغربي الأصيل، أو اللي سـمــّـاه "الشــّـعـبي"، هادا عندو مشكل مع الذات.
جل السفراء الجداد غراب على البلدان اللي غادي إمثلونا فيها أو ما عندهم حتى شي رتباط بالمجتمعات اللي باغيين إكونوا طرف منها، أولاد الجالية هوما اللي غادي إنفعونا، أولا ً عندهم متداد جماهري، كايتقنوا اللغة المحلية، يعني كايعرفوا كيفاش إخاطبوا الناس، الصحافة ديال البلاد باش إكسبوا قلبهم أو عقلهم، ثانيًا غادي إكون عند المغرب موقع متميز فى أوسط المجتمع اللي غادي إكون طرف منــّـو، ماشي خارج اللعـبة أو التــّـيران، أو ديما لاعب فى حالة "شرود".
مع كل حتراماتي، خطاب الرويسي ولا ّ بوعياش يمكن إكون فى محلــّـو، ناجح فى المغرب، ولاكن ما إكون عندو حتى شي تأثير فى البلدان اللي غادي إمثــّـلونا فيها، من المحتمل إكون متجاوز، أو حتى إيلا حاولوا إفهموا هاد الشعوب خصـهم عـل ّ الأقل 10 سنين، لأن هاد البلدان ما طايحاش على موخـّـها أو ما كاتــّـيــقــش البلاغات الرسمية ولا ّ البروباكاندا، ولاكن كاتـصـدّق فى أول الأمر تقريرات المنظمات غير الحكومية أو النتائج الملموسة على "أرض الواقع"، مثلا خرافات لحليمي بأنه عندنا يلا ّه %9 ديال العاطلين، على من كايكذب هادا، علينا ولا ّ على راسو؟ باش غادي إردّوا هاد الأنيسات على أسئلة الصحافة؟ السياسات الأروبية قايمة على قيم عالية، محصنة بالعقل أوالمعقول، ماشي على الغوغاء، التــّـزباط، الغميق أو العنتاريات.
فى هاد الحالة أكيد غادي غير نضـيــيــّـعـوا فى الوقت أو فلوس المغاربة، لأن الشعب المغربي هو اللي كايدفع فى آخر المطاف الفلوس عن طريقة الضرائب المباشرة أو غير المباشرة، علاش ما نوظفوش خبرة أولاد الجالية المغربية اللي موجودين أو اللي كايتوفروا على مؤهلات، كفاءات عالية أو كانخوّلوا هاد المهمة ل "سنان الحليب"؟ فى ألمانيا مثلا، جميع الجرائد، المحطات التليفزيونية، المواقع الإليكترونية كايتهكــّـموا (ملصقات خاص بالمغاربة: "الجنس بـَـلاش فى ألمانيا")، كايسبـّـوا المغاربة أو المغرب بالعلا ّلي، ما عمـّـرنا سمعنا ولا كلمة وحدة من السفير المغربي اللي كايمثلنا فى ألمانيا، علاش؟ ما كايعرف لا الشعب الإلماني، لا اللغة الألمانية، أو هاد الشي لا يعقل، كيفاش غادي إدافع هاد الشخص علينا، على مصالح المغرب ولا ّ على الصحراء المغربية؟
الحق يقال، شكون اللي كايدافع على المغاربة أو ما كايرميهمش فى قفة وحدة؟ الشرفاء الألمان بنفسهم، حيت كايقولوا: " عندنا جيران مغاربة، الله إعمـّـرها دار، ناس مأدّبين، مهدّبين، ما كايعرفوا غير الدار الخدمة، الخدمة الدار أو عطايين الناس التـــّـيقار"، شنو عامل السفير المغربي؟ شادّ عليه! أو مع من غادي يتواصل، ديما بالترجمان؟ هاد الدبلوماسية التقليدية ما غادي تفيدنا فى والو، بغينا دبلوماسيين على دراية، كايعرفوا يتجاوبوا بسلاسة مع جميع الحساسيات، مع وسائل الإعلام، محترفين كايدافعوا على مصالح المغرب بشراسة، ماشي بحال هادوا ولا ّ هاد الحكومة اللي باقي كاتــّـعلم فينا أو فى عوط ما تحل المشاكل كاتزيد تشعل فيهم العافية، مشكل "أساتذة الغد" أحسن دليل، فى عوط ما تحل مشاكلهم، كالسة كاتصيفط ليهم قوات القمع، بحال إيلا "العصى السحرية"، يا حسرة، "الهرمكة" هي اللي غادي تحل المشكـل، ضروري نقـبــّـروا هاد النموذج الفاسد : الأب القاسي، المتخلـّـف، فى عـوط ما يشرح ألــْـولدو، كايصـيـفــْـطو "كاوو"، الضرب، التفرشيخ ساهل، أمـّـا الحوار البناء، المتحضر صعيب.