أخبارنا المغربية - و م ع
نظم أعضاء من الجالية المغربية المقيمة في كندا، السبت بمونريال، وقفة احتجاجية أمام مقر المنظمة الدولية للطيران المدني للتنديد بالتصريحات "المسيئة" و"العدائية" التي أدلى بها الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بخصوص الصحراء المغربية.
وشدد المشاركون، خلال هذه الوقفة أمام مقر الوكالة الأممية، على تشبتهم الراسخ بمغربية الصحراء وبالقيم المقدسة وثوابت الأمة، ورفضهم القاطع للتصريحات "الاستفزازية" و"غير المقبولة" لبان كي مون.
وأجمع المتظاهرون على أن هذه التصريحات المسيئة للوحدة الترابية للمملكة وسيادتها الوطنية تعتبر "منحازة وتفتقر إلى الموضوعية والحياد"، وتشكل إهانة لمشاعر كل المغاربة من طنجة إلى لكويرة وكذا المتواجدين بكل مناطق العالم.
وأكد المتظاهرون، الذين رفعوا الأعلام الوطنية وصور جلالة الملك محمد السادس وبعض اللافتات، على الإجماع الوطني حول الوحدة الترابية للوطن الأم غير القابلة للتجزيء أو المساومة، كما رددوا شعارات تمجد الصحراء المغربية وتشيد بالمملكة وسيادتها الكاملة والتامة على أقاليمها الجنوبية.
وحمل المحتجون خلال الوقفة الاحتجاجية لافتات كتب عليها "الصحراء مغربية والتاريخ شاهد على ذلك"، و"الصحراء مغربية وستظل مغربية"، "بان كي مون، لقد انحزت، اعترف بأخطائك!" و"الأمم المتحدة يجب أن تعمل على تشجيع السلم وليس زعزعة الاستقرار"، و"الأمم المتحدة + الحياد + الموضوعية = السلم + الأمن + الاستقرار".
وأشار المشاركون في بيان وزعوه بهذه المناسبة باسم كافة أعضاء الجالية المغربية المقيمة في كندا إلى أن تصريحات بان كي مون "غير الملائمة والمسيئة" تمثل "انزلاقا من شأنه أن يؤجج عودة التوتر ويبث عوامل زعزعة الاستقرار في منطقة مضطربة سلفا بسبب أحداث مأساوية"، مضيفين أنها "تضر بثقة الأطراف التي تعد شرطا أساسيا لأية وساطة ناجحة لتسوية سياسية وسلمية لأي نزاع".
وأضاف البيان أنه "لا يمكن لأي أحد التغاضي عن هذه الانزلاقات، ولا يمكن ترك الأمم المتحدة أو زعماءها يخلون بمهمتهم الأساسية المتمثلة في واجب الحياد الضروري في مقاربة القضايا المعروضة على أنظارهم، وبالتالي التشجيع على ظهور بؤر عدم الاستقرار عوض العمل على إحلال السلام".
وأضافوا أن بان كي مون تجاهل كل المجهودات والتضحيات التي بذلتها المملكة المغربية لإنهاء الصراع المفتعل الذي عمر أكثر من 40 سنة والذي يرهن فرص تقدم وتنمية المنطقة بأسرها خصوصا مقترح الحكم الذاتي الذي يعد فرصة حقيقية لتسوية القضية.
وذكروا أن "بان كي مون تعمد مخالفة مقتضيات ميثاق الأمم المتحدة المؤطرة لمهمته والتي تنص على إجبارية التحلي بالحياد والاستقلالية في كل تصرفاته وتصريحاته، والامتناع عن التحرك تحت تأثير ما، أو خدمة مصالح دولة أو جماعة ما من خلال تصرفاته، كما انتهك مبادئ ميثاق الأمم المتحدة التي تجعل من مهمتها الأولى الحفاظ على السلام والأمن الدوليين".
وخلص البيان إلى أن الجالية المغربية بكندا "تذكر مسؤولي المنظمات الدولية بضرورة الحفاظ على واجب الموضوعية والحياد والحكمة والنزاهة في ممارسة مهامهم، كما تستنكر بقوة التصريحات المسيئة وغير الملائمة التي أدلى بها الأمين العام للأمم المتحدة".
وأكد عدد من المتظاهرين، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المغاربة على أتم الاستعداد للدفاع بأرواحهم عن كل حبة رمل من الصحراء المغربية التي تعتبر "خطا أحمر لا يمكن تجاوزه"، معتبرين أن الانزلاقات اللفظية للأمين العام للأمم المتحدة لن تؤثر على عزيمة المغاربة للدفاع عن قضيتهم الوطنية الأولى.
وفي هذا السياق، جددوا التأكيد على تعبئتهم الدائمة وراء جلالة الملك محمد السادس، الضامن لوحدة المملكة، من أجل الدفاع عن المصالح العليا للأمة والمضي قدما لحل هذا النزاع المفتعل على الرغم من المناورات اليائسة للبوليساريو وعرابهم الجزائري اللذين يحترفان الدسائس والمناورات لعرقلة أي حل سياسي لهذه القضية التي عمرت طويلا.