الوقاية المدنية تسيطر على حريق مهول بأحد المطاعم الشعبية بوجدة

الجيش الملكي يجري آخر استعدادته لمواجهة الرجاء

المعارض الجزائري وليد كبير: ندوة جمهورية الريف تؤكد أن نظام الكابرانات أيقن أنه خسر معركته مع المغرب

كواليس آخر حصة تدريبية للرجاء قبل مواجهة الجيش الملكي في عصبة الأبطال الإفريقية

المعارض الجزائري وليد كبير يفضح نظام الكابرانات ويكشف أدلة تورطه في اختطاف عشرات الأسر بمخيمات تندوف

الحقوقي مصطفى الراجي يكشف آخر التطورات في قضية المدون الذي دعا إلى "بيع" وجدة للجزائر

ذاكرة الفايسبوك لا تشيخ, لا تنسى و لا تموت.

ذاكرة الفايسبوك لا تشيخ, لا تنسى و لا تموت.

أميمة مشماشي

 

 الحياة رحلة و ما أقساها من رحلة, لها محطات و في كل محطة نقابل شخص لينزل في المحطة المقبلة و تستمر الرحلة على نفس النهج دون الاكتراث لمن نزل و من بقي. 

 البعض منهم لم يأخد وقتا ليحتل جزءا من حياتنا, فبدون مقدمات صار جزءا لا يتجزأ منها و رفيقا للحزن و الألم قبل البهجة و الفرح. منهم من مر كطيف قوس قزح اختفى بسرعة دون أن نودعه, كما ظهر رحل. و منهم من اختزل الجميع و وجدناه مختلفا و عملة نادرة في هذا الوقت لنتمسك به و نطلب منه البقاء الى نهاية الرحلة, و في ظلها نكتشف أنه مثل الآخرين وربما أسوأ و ليت علاقتنا به انتهت في المحطة السابقة. 

فلا تتوقف الرحلة و لا تتوقف أنت من التعرف على أناس تارة و فقدانهم تارة أخرى. فتلجئ للنسيان عند كل لحظة ألم و نداء جرح بل تتناسى و تحيا قاطعا أمام نفسك ألف وعد, وعود كلاسيكية نصبر بها قلوبنا من قبيل أنك لن تتعلق بأحد مجددا و لن تخضع لسلطة قلبك و أن لا أحد يستحقك و للوعود بقية ...  و تتخلص من آثام الأيام التي مضت, و تداوي خيانة صديقك بصديق جديد, و تنفض عن أحزانك الغبار مستعدا لأحزان أخرى مطبقا قاعدة داوي بالتي كانت الداء.  

و لكن في هذه الأثناء و أنت تمزق آخر حكاياتك و تخلعها من ذاكرتك و كيانك كما يخلع السن من الفم و النبتة من الأرض,  تتفاجئ بذاكرة فايسبوكية لا تشيخ, لا تصاب بالزهامير, لا تفقد هويتها و لاتموت ... 

لم يدرك مارك آثار و سلبيات تحديثاته في الموقع الأزرق على أنفسنا, لتظهر أمامك صورة التقطتها برفقة صديق قبل عام من اليوم, صورة لم تتغير فيها ملامحكما لكن تغيرت المشاعر, فأنت اليوم تكن له الإساءة و الخيبة و الصدمة التي ألحقها بك, و تصمد طويلا أمام منشور لك حددت فيه مكانك برفقة شخص و أنتما في قمة السعادة لتجدك اليوم تقابله و لا يلقي عليك حتى التحية. ناهيك عن أسماء صنفها الفايسبوك في آخر خانة المحادثات لتدرك أن لاشيء بات يجمعكم و أصبح التواصل بينكما محددودا و قليلا و مكانه في الأسفل في فايسبوكك وحياتك. 

هذا التحديث لا يهم علاقتك بالآخرين فقط بل حتى بنفسك وما التغيرات التي لحقت بك خلال عام أو عامين ؟ لا تخشى فالفايسبوك يخزن كل شيء و يتذكر ما لا تتذكره انت من منشورات أبديت فيها آراء و أفكار تغيرت اليوم و غدت محل جدل بينك و بين نفسك. غير ذلك تسخر على صورك كيف تغيرت ملامحك وطريقة لباسك, صور التقطتها البارحة لتكتشف اليوم أنه مر عليها دهر من الزمن.

الفايسبوك صار مستنقع من الذكريات المؤلمة و الجميلة, مجموعة  من المشاعر التي تبعثرت داخله و وثقت بالوقت و التاريخ, فأنشر بدءا من هذه اللحظة ما سيجعل عيناك تدمع لاحقا فرحا وإطمئنانا و ليس قهرا و حزنا. ببساطة إصنع ذكريات جميلة فلا نعلم ما خطط مارك القادمة.     

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات