حريق مهول يلتهم سيارة بمنطقة الحي المحمدي بالبيضاء

احتفالية مجنونة للشابي ولاعبي الرجاء بعد الفوز على رجاء بني ملال

هذا ما قاله الشابي بعد تأهل الرجاء إلى ثمن نهائي كأس العرش أمام بني ملال

كنت غادي نعيد في القبر.. شاب طنجاوي يروي تفاصيل اعتداء مروع تعرض له من طرف سائق سيارة لنقل العمال

طوفان بشري وحركة غير عادية يعرفها كراج علال قبيل عيد الفطر

إقبال كبير على شراء ملابس العيد بسوق إنزكان.. وتجار يؤكدون: لا غلاء على الدرويش

خلافة العدل و الإحسان بين منطق التاريخ و منطق الجغرافيا

خلافة العدل و الإحسان بين  منطق التاريخ و منطق الجغرافيا

مـحـمـد أقـديـــم

 

         يمكن أن تكون دعوة جماعة معينة أو حزب ما إلى الخلافة الاسلامية منطقية و عملية و يمكن أن يكون مشروعها السياسي هذا  قابلا للانجاز على المدى البعيد(قرون)، إذا كانت  هذه الدعوة و المشروع  منطلقين من بلد أو دولة محورية، من حيث موقعها الجيوسياسي داخل الأمة الاسلامية، أي أن تنطلق هذه الدعوة من دولة أو بلد يقع في مركز الأمة الإسلامية، و كذلك  إذا كانت هذه الجماعة الحاملة لدعوة أو مشروع  الخلافة  تنظيما عالميا، له فروع تنظيمية في كافة الدول و البلاد الإسلامية،  مما يسمح لها بالإشعاع الفكري و بالتفرع التنظيمي و بالوجود الدّعوي،  و ممّا يمكّنه من  تربية و إعداد  شعوب الأمة في مختلف الأقطار و الدول و الأوطان  للانخراط و المشاركة في بناء دولة "الخلافة العظمى". 

         و لانّ الجغرافيا هي التي تصنع التّاريخ ، فكل دوّل الخلافة التّاريخية التي عرفتها الأمة الاسلامية انطلقت من مركز الأمة الاسلامية الجغرافي و ليس من محيطها و هامشها ، فالخلافة الراشدة  بدأت من مكة و المدينة و هما مركزها ، و الخلافة الأموية كانت دمشق منطلقها و عاصمتها، و الخلافة العباسية تأسست و توسّعت من بغداد، و الخلافة الشيعية الفاطمية التي انطلقت من المغرب الأوسط، لو لم ترحل إلى المشرق، و تغادر المغرب نهائيا، و تستقر بالقاهرة ما استطاعت أن تتمدّد و تتوسع و تحمل اسم خلافة، و الخلافة العثمانية ،و إن كان مركزها بإسطومبول فإنها في الحقيقة امتداد لدولة السلاجقة الأتراك في بغداد، في النصف الثاني من القرن5هـ /10م. مع الأخذ بعين الاعتبار أن دوّل  هذه الخلافة التاريخية ، تأسست و امتدت و توسعت في مرحلة تاريخية  يقوم فيها بناء الدّول على العصبية و الحرب و الزحف  و الغزو، و هذا ما يستحيل حاليا.

      تاريخ المغرب يُتبثُ أن جميع الدعوات الدينية الإصلاحية التي انطلقت منه لم تستطع تأسيس نظام خلافة إسلامية مركزه المغرب، و شامل لكل أقطار الأمة، أو على الأقل الجزء الأكبر منها، فدولة الأدارسة عاصت الخلافة العبّاسية في أوج قوتها، و الخلافة الفاطمية الشيعية، التي تأسست نواتها بالمغرب الأوسط ، لم تعلن نفسها خلافة إلا بعد انتقالها إلى المشرق و اتخاذها القاهرة عاصمة لها، و كان ذلك في الوقت الذي خرجت فيه منطقة المغرب الكبير من سيطرة الفاطميين نهائيا، و كانت خلال تواجدها بالمغرب دعوة سرية باطنية. ثم بعد ذلك جاءت الدعوة الموحدية التي أعلن خلفاءها أنفسهم أمراء للمؤمنين، و رغم ذلك لم تستطيع دولة "خلافتهم" تجاوز حدود إقليم برقة بليبيا، و بعدهم أعلن السلاطين السعديين و العلويين أنفسهم خلفاء و أمراء للمؤمنين، و حدود دولتهم لم تتجاوز مدينتي  تلمسان  و وهران، و منذ البداية  لم يكن سعيهم  إلى إقامة "خلافة إسلامية" شاملة على الأمة برمتها ، بقدرما كان إعلانهم  "إمارة المؤمنين"  تأكيدا لنسبهم الشريف، وإعلانا عن امتلاكهم  شرط القُريْشية في استحقاق الحكم أمام التوسع الجغرافي الكبير للعثمانيين الأتراك المهددين للاستقلال السياسي للدولة المغربية، و هم الذين يفتقدون لشرط النسب القريشي " الأساسي" في تولي الحكم، كما كان ذلك إعلانا للحياد اتجاه مختلف العصبيات القبلية و الفرق التيارات الدينية المكونة و المؤطرة  للنسيج الاجتماعي المغربي.

      أمّا المرابطون و المرينيون فلم يعلنوا  نهائيا أنفسهم أمراء للمؤمنين أو خلفاء ، و إنما سموا أنفسهم أمراء المسلمين ، فهم يدركون أن إمارة المؤمنين تقتضي الشرط القريشي أو النسب الشريف، وهذا ما لا يتوفر بالنسبة لهم، و حتى إذا توفّرت لهم  القريشية و "الشرف"، فلن يفيدهم في شيء أمام قوانين  المجتمع والجغرافيا و التاريخ، و هذا ما أشار إليه  ابن خلدون في تحليله للشرط القريشي  في تولّي الخلافة، حيث  فسّره سوسيولوجيا و أعطاه مضمونا اجتماعيا، و لم يفسره بيولوجيا و لم يعطيه مضمونا جينيالوجيا(سلاليا)، إذ نظر إلى   أن حصر الرسول صلى الله عليه و سلم للخلافة في قريش بأنّه  ليس لسمو "الدّم القريشي" و تفوقه العرقي و لنبل أصله، و ليس الهدف من ربطه الخلافة بقريش هو جعلها مقتصرة  و محصورة على آل قريش وحدهم ، و إنما لأن قبيلة قريش في تلك المرحلة هي العصبية الوحيدة التي تتوفر على الموارد البشرية و المؤهلات السياسية و المكانة الاجتماعية و الموقع الجغرافي و القدرات التدبيرية للنجاح في تدبير الشؤون السياسية  الخلافة، بالمقارنة مع بقية القبائل و العصبيات في جزيرة العرب. 

     و أما أن  تحمل جماعة إسلامية قُطْرية لا امتداد تنظيمي و لا إشعاع فكري لها في باقي دول العالم الاسلامي، مشروعا للخلافة على الأمة الاسلامية بأسرها، و في القرن الواحد و العشرين،  نعم  جماعة قُطْرية    في بلد و قطر يقع في الهامش الجغرافي للأمة الاسلامية، كالمغرب، و مشروع فكري و سياسي يصطدم و يتناقض مع المشاريع الفكرية لأكبر التّيارات الفكرية و التنظيمات الاسلامية ذات الامتداد الدولي ( الإخوان المسلمون – التيار السلفي – الدعوة و التبليغ فذلك  يعني أن واضع هذا المشروع السياسي لا يفقه شيئا لا في  التاريخ و لا الجغرافيا، و أن هذا المشروع يحمل بذور فشله في عنوانه.

 


عدد التعليقات (1 تعليق)

1

أحمد كريم الجمالي

خلافة وهمية

العدل والإحسان معروف عليهم التدليس واللعب بالحقائق.

2016/04/12 - 11:58
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات