أخبارنا المغربية - و م ع
دعا المشاركون في المؤتمر الدولي حول التراث المغمور بالمياه، أمس الخميس، إلى تأسيس مركز لتطوير التراث الثقافي المغمور تحت البحر في الداخلة، وجعل حطام سفينة القيصر الألماني "ويلهم دير كروس" رمزا لهذا التراث البحري المغربي الصحراوي.
وأكد خبراء مغاربة وأجانب مشاركون في هذا المؤتمر، في بيان ختامي، على ضرورة التوعية بالتراث الثقافي المغمور تحت البحر في مناهج التعليم، وتقوية دور الإعلام في حماية هذا التراث وتثمينه، والعمل على تطويره من أجل الاستفادة منه في المجال السياحي.
كما دعت التوصيات الصادرة عن المؤتمر إلى مراجعة مشروع القانون الخاص بالتراث المغمور بالمياه، وملاءمتها مع بنود الاتفاقيات الدولية، خاصة تلك الصادرة عن منظمة اليونسكو.
وأشاروا إلى أن هذا المؤتمر الدولي، الذي شارك فيه خبراء من المغرب وإفريقيا وأوروبا، يروم تعزيز مساهمة الثقافة في التنمية المستدامة, وكذا نشر ثقافة السلم عبر جعل التراث المغمور بالمياه فضاء مشتركا لحوار الحضارات وحوار الأجيال والأزمنة.
وأوضحوا أن هذا اللقاء الدولي كان مناسبة للتعريف بالتراث الثقافي الذي تحتضنه سواحل الأقاليم الجنوبية للمملكة، وأيضا لقاء إفريقيا أوربيا لتبادل التجارب ومناقشة مواضيع تاريخية اقتصادية أركيولوجية مرتبطة بالتراث المغمور تحت البحر.
وأكد السيد أحمد بزايد الشيخ المامي، رئيس جمعية السلام، الجهة المنظمة، أن تنظيم هذا المؤتمر الدولي جاء تتويجا لعمل جمعية السلام المتواصل بإمكانيات ذاتية، حيث أنها أول جمعية مغربية قامت بأبحاث قادت إلى إماطة اللثام عن التراث المغمور تحت البحر بالمملكة المغربية وباكتشافها لأحد أضخم سفن القرن التاسع عشر إضافة إلى تحديد مواقع سفن تاريخية أخرى.
وذكر أن مدينة الداخلة تعتبر من أغنى المناطق الإفريقية، إذ أنها تزخر بتراث مغمور يعود إلى القرن السادس عشر، مشيرا في هذا المنحى إلى أن مدينة الداخلة كانت ميدانا لحرب غواصات ألمانية نجم عنها غرق العديد من السفن ليكون حطامها شاهدا على أحد أبشع الحروب التي عرفتها الإنسانية.
وقد اختتم المؤتمر بتوقيع اتفاقيات شراكة بين جمعية السلام وجمعيات من فرنسا وألمانيا من أجل تثمين التراث المغمور بالمياه، وأيضا توقيع اتفاقية تعاون بين جمعية السلام و قسم التراث بجامعة دكار .
يذكر أن هذا الملتقى الدولي، الذي نظمته جمعية السلام بجهة الداخلة وادي الذهب، بشراكة مع وزارة الاتصال، ومجلس الجهة، من 26 إلى 28 أبريل الجاري، تحت عنوان "التراث المغمور, رهان ثقافي ودعامة لتنمية جهوية" يعد أول مؤتمر دولي للتعريف بالتراث الثقافي المغمور بالمياه في المملكة المغربية.