عمر لوريكي
قد يبدو مثيرا للسخرية التفاؤل بوجود حلول جذرية لمحاربة شبح البطالة، و المتعلقة أصلا بإرادة سياسية مرتبطة بدوائر القرار و المسؤولين عن خلق فرص حقيقية للشغل و إدماج حاملي الشواهد العليا، حيث أن الأمر متعلق بالدرجة الأولى بمن يملكون حقيقة الوضعية الاقتصادية للبلد و مكامن الضعف و القوة في هذا الاقتصاد، و كذا ببرنامج الحكومة القاضي بخلق فرص للشغل طبقا لمستلزمات قانون المالية.. لكن هذا لا يمنعنا من التفاؤل قليلا و نبذ اليأس و الخمول و عدم انتظار فرص الشغل الجاهزة التي قد تأتي في الموعد و قد تتأخر، لذلك رغبت في نهاية هذه الورقة أن أتقاسم معكم بضعاً من تجربتي المتواضعة، في البحث عن فرص للشغل و الصبر على المتاعب و المشقات و تجاوز التعثرات الواقعية قبل ولوجي مهنة التدريس، لعلّكم تستشفّون فيها بعض الأمل و الطموح، لتجاوز النظرة القاتمة عن سوق الشغل في الواقع، قبل و بعد حصول الطالب على الشواهد الجامعية العليا، و أخص بالذكر هنا الإجازة و الماستر أو حتى الدكتوراه أما DEUG فلا يعتبر شهادة تخول العمل حسب فهمي.
لذلك فالتفاؤل مهم جدا في هذا الصدد لأي طالب رغب في تكوين الشخصية المجدة و الناجحة داخله، لأن التفاؤل يغرس الأمل في النفوس و يضفي عليها حيوية و نشاطا لا مثيل لهما و يعمق الثقة بالنفس ويحفز على العمل.
قبل البحث عن عمل ما يجب على الطالب أن يطرح سؤالا جوهريا على نفسه:
• ما هي المؤهلات المهنية التي ينبغي التوفر عليها لإيجاد فرصة عمل؟ و ما هو العمل الملائم الذي يرتاح الطالب فيه؟
أحيانا تحتاج بعض الشركات لمحاسبين حاصلين على دبلوم أو تجربة متواضعة في المحاسبة و أحيانا في التسيير و أحيانا في التدريس و أحيانا تظهر فرص أخرى للشغل في الميدان الصحفي و الإعلامي أو الإشهار أو المكتبات و البريد و غير ذلك..و هنا يكمن الإشكال لدى الطالب حيث من الواجب توفره على الدبلوم الملائم لمثل هكذا مناصب.
و عليه، فالواجب يحتم عليه الانخراط في تكوينات مهنية في هذه المسالك أو بعضها و أن يغني سيرته الذاتية بما يكفي لملاءمة ما يتوفر عليه من شواهد و فرص الشغل المتاحة و التي تكون بمثابة صدف قد لا تتكرر..حيث يمكنه الانخراط في التكوينات الدورية للمعاهد الخصوصية في المجالات السالفة الذكر بالتوازي مع دراسته بالجامعة..في التسيير و المحاسبة أو الإعلام أو حتى كأن يدرس بداية دون مقابل في المدارس الخصوصية و هي كثيرة قصد صقل تجربته المهنية و اكتساب التجربة.
• يجب عليه محاسبة نفسه بنفسه و في ماذا ينفق وقته؟
هذا السؤال جوهري و مهم في حياة الطالب، سواء أثناء دراسته بالجامعة أو فيما بعد أثناء اشتغاله، و هو الذي يساهم في تكوين الشخصية المتزنة و المحبة للعمل داخل مكامنه، فضبط الوقت و تقسيمه لفترات مهم جدا، كأن يقسمه لمجالات..قسط للعب و الترفيه عن النفس و قسط للدراسة بالجامعة و قسط للتكوينات الموازية و لو مكلفة..
• يجب عليه اختيار الرفقة الحسنة و القدوة المثلى و هذا أساسي للبحث عن عمل و لو أن الأمر سيبدو شاذا للبعض:
تلعب رفقة الطالب دورا هاما في رسم مستقبله و خارطة طريق البحث عن فرصة عمل..فوجود أصدقاء غير مبالين و عابثين بالوقت و بأنفسهم سيؤثر سلبا على نفسيته و يخلق داخله الانهزام فيقرر عدم وجود أي عمل قبل خوض تجربة البحث عنه المضنية بطبيعة الحال أما إذا رافق أصدقاء متفائلين و حركيين نشيطين فإن ذلك سيجعله أيضا نشيطا و في بحث دائم عن فرصة للشغل معية أصدقائه.
• الخطأ اكتشاف مذهل:
قد يتعثر الطالب في أول اصطدام له مع رب العمل أو أول تجربة مهنية له و قد يعتبر ذلك عجزا في نفسه، و هنا يكمن الخطأ الفادح الذي يرتكبه العديد من الطلاب، فالخطأ اكتشاف مذهل و هو الذي يمكنك من القيام بنقد ذاتي لنفسك و إعادة تقييم مؤهلاتك و كفاءاتك على ضوء تعثرك، لذلك فلا تيأس إن حصل هذا التعثر، بل ابحث في مكان اخر على أساس أن لا تعيد نفس الأخطاء بل تتجاوزها، و هكذا اعتبر كل خطإ في حياتك بمثابة اكتشاف مذهل، و العكس بالعكس فالذي يعتبر أن الخطأ انهزام فهذا يحكم على نفسه بالموت بسرعة.
• إتقان اللغات الحيّة: الإنجليزية و الفرنسية و العربية