الوقاية المدنية تسيطر على حريق مهول بأحد المطاعم الشعبية بوجدة

الجيش الملكي يجري آخر استعدادته لمواجهة الرجاء

المعارض الجزائري وليد كبير: ندوة جمهورية الريف تؤكد أن نظام الكابرانات أيقن أنه خسر معركته مع المغرب

كواليس آخر حصة تدريبية للرجاء قبل مواجهة الجيش الملكي في عصبة الأبطال الإفريقية

المعارض الجزائري وليد كبير يفضح نظام الكابرانات ويكشف أدلة تورطه في اختطاف عشرات الأسر بمخيمات تندوف

الحقوقي مصطفى الراجي يكشف آخر التطورات في قضية المدون الذي دعا إلى "بيع" وجدة للجزائر

المجتمع المدني و الأحزاب السياسية .. نحو منافسة راجحة !

المجتمع المدني و الأحزاب السياسية .. نحو منافسة راجحة !

الصادق بنعلال

 

 تعرف الساحة الإعلامية المغربية " نقاشا " متواصلا و مثيرا للانتباه حول عديد من القضايا و المواضيع ذات الصلة براهن المشهد السياسي . و يمكن القول إن موضوع المجتمع المدني و تنوع ارتباطاته بالفعل السياسي الوطني يحظى و بشكل كبير  بأولوية مخصوصة . و الواقع أن أي مسعى يروم بناء صرح دولة ديمقراطية بحصر المعنى ؛ دولة ترتكز على مستلزمات الحداثة و الوعي المدني ، لا يمكن إلا أن يولي أهمية نوعية لبلورة مجتمع مدني / أهلي ، تقوم فيه جمعيات و منظمات غير حكومية بدور شبه موازي للدولة على صعيد التعاطي مع مواطن الخصاص و الهشاشة الاجتماعية و الثقافية و الرياضية و الدينية ، خاصة في سياق العولمة الشرسة و التراجع الملحوظ للدولة عن دعم المؤسسات و المرافق و المشاريع العمومية . غير أن وجود هكذا مجتمع أهلي مستقل عن الدولة ،  يهدف إلى خدمة مصالح المواطنين  دون أي رغبة في الوصول إلى السلطة و اللجوء إلى العنف .. يستدعي دون أدنى شك نظاما سياسيا ديمقراطيا ؛ يضمن قيم الحرية و العدالة و المساواة ، و يدافع عن مبادئ حقوق الإنسان المتعارف عليها دوليا ، و منافسة حضارية وشريفة بين الهيئات السياسية الوطنية ، و التداول السلمي على السلطة في سياق استحقاقات نزيهة و ذات مصداقية .

-  و يجمع الدارسون و المهتمون بالشأن السياسي الوطني و الدولي على أن معركة إقامة مجتمع حديث ومتقدم ، مشروطة بتعالق إيجابي بين المكونين المدني و السياسي ، على الصورة التي لا تكاد تغيب عن البلدان  الديمقراطية العريقة . و الأسئلة المتناسلة و الملحة و المطروحة الآن هي ، ما مدى صدقية و جدية المنظمات و الجمعيات الأهلية الساعية إلى العمل النزيه ، من أجل خدمة مصالح الطبقات الاجتماعية المحرومة و الفئات المقصية ؟ و إلى أي حد استطاعت أن تقطع مع المسلكيات الفئوية و القبلية و العرقية و اللغوية ، و الانتقال إلى مرحلة الوعي المدني العقلاني ؟ ما هي القيم المضافة التي أسدتها هذه الجمعيات غير الحكومية للشعب و للمغرب العميق تحديدا ؟ أم أنها اقتصرت على الاحتفاظ بالدعم المالي الوطني و الدولي في حساباتها الخاصة ، و ألقت بالفتات إلى من يئنون تحت وطأة المعاناة اليومية ؟ كيف كانت وظيفتها في المساهمة في الرفع من مستوى الوعي السياسي و الحقوقي و الثقافي لدى المواطنين ، و إعدادهم لتحمل مسؤوليات مغرب الغد ؟

-  و في المقابل ، ما هو حال المجتمع السياسي المغربي ؟ هل نملك هيئات سياسية قوية و مستقلة بحصر المعنى ، تتخذ قراراتها بكامل الحرية ، أم أنها تخضع لا محالة لإملاءات الدولة العميقة ؟ هل تشهد هذه الأحزاب ديمقراطية داخلية ، و مجالا للنقاش الحر و الهادئ ، و التعبير عن الحساسيات المتنوعة دفاعا عن المبادئ و القناعات و البرامج المجتمعية ، أم أن صدرها لا يستحمل الرأي و الرأي الآخر ؟ هل تناصر أحزابنا قيم الديمقراطية الكونية ، أم تحمي باندفاع غير مسؤول مواقف الزعيم و قراراته "الحكيمة" ؟ هل تقوم الأحزاب الوطنية الحاكمة بوظيفتها التشريعية و التدبيرية ، و برؤية استراتيجية حصيفة لتحقيق نقلة مفصلية نحو الأفضل سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا ، أم أنها عاجزة مستسلمة منفذة لبرامج سطرتها جبهات موازية ؟ و هل تجتهد الأحزاب المعارضة في المساءلة البناءة للحكومة و اجتراح الحلول المجتمعية الملائمة ، أم أنها تقتصر على النقد المجاني و الكيدي ، و اختلاق القضايا الوهمية و المواضيع الهامشية ، بهدف الإزعاج و الاصطياد في المياه العكرة ؟

-  و على ضوء المعطيات و الأسئلة السابقة  ، نخلص إلى نتيجة مفادها أن أي انتقال ديمقراطي سليم ؛ يفتح آفاق التنمية الشاملة ، و يؤسس لمغرب التقدم و الحرية و الكرامة ، و يقوض بنيات الفساد و الاستبداد .. لا يمكن أن يرى النور في غياب منافسة حضارية رفيعة ، و في مناخ من الوفاق و التسامح و السلم ، بين المجتمع الأهلي و المجتمع السياسي ، خاصة و أنهما يرومان نظريا على الأقل التضحية من أجل خدمة الوطن  أولا و أخيرا 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات