أخبارنا المغربية - و م ع
صدرت حديثا الطبعة الأولى لكتاب "الديبلوماسية المغربية ... تاريخ ومواقف" من تأليف عبد العزيز الإدريسي.
وتتصدر الكتاب، الذي يقع في 165 صفحة من القطع المتوسط، صورة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وأخرى لصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن.
وقال المؤلف ، في صفحة الإهداء ، إن جلالة الملك "بحكم بعد نظره وسداد رأيه وتجاوزه لآفاق زمانه بأهمية وحيوية توثيق العلاقات الأخوية والودية ينهج سياسة الاعتدال بين المملكة المغربية ودول وبلدان العالم الشقيقة والصديقة انطلاقا من الثقل والمكانة السياسية التي يحظى بها جلالته من لدن زعماء المعمور والنخبة المثقفة داخل وخارج الوطن، حيث مثلت شخصية جلالته انبهارا حضاريا وعبقريا وحضورا عاما فجر آيات الإعجاب المتفهم لروح العبقرية والمستلهم لسماتها الإنسانية والبشرية الحساسة". وفي تقديم لمحمد مصطفى الريسوني، رئيس النادي الملكي للسيارات، وهي الجهة التي قامت بطبع هذا الكتاب، قال إن المؤلف تابع مسار الديبلوماسية المغربية والسياسة الخارجية وتفاعلاتها مع محيطها العربي والدولي، خاصة أنه اشتغل بوزارة الشؤون الخارجية لمدة ليست بالهينة، ما وفر له إحاطة شاملة بالقضايا المطروحة على مختلف الصعد، وفكرة شمولبة عن الديبلوماسية المغربية، المهنية منها والموازية.
وفي مقدمة الكتاب، أعرب المؤلف عن اعتقاده أن "المقاربة تعمد ربط السياسة الخارجية المغربية بفاعليها وتفاعلاتها والتي تقود للاهتداء إلى معرفة طبيعة السياسة الداخلية والخارجية وأسبابها ومسبباتها، بحيث يصبح تحليل السياسة الخارجية، دون هذا الربط، عفويا سطحيا وضعيفا، لأنه يعتمد على ظواهر الأشياء دون الغوص في أعماقها، وبالتالي لا يضعها في سياقها المتعدد الأبعاد والمضامين والأساليب".
وتناول الإدريسي تعريف الديبلوماسية من خلال الديبلوماسية التقليدية والموازية أو الشعبية والحديثة المرنة والسريعة، كما تطرق إلى الديبلوماسية الملكية في ارتباطها مع العلاقة المغربية الأمريكية، والعلاقة مع الاتحاد الأوروبي، والعلاقة الإفريقية، وجهود الديبلوماسية الملكية في الشرق الأوسط .
وتحدث مؤلف الكتاب عن خصال الديبلوماسية (الصبر والحكمة وسعة الحيلة والمظهر والثقافة والكرم)، كما تحدث عن الديبلوماسية ومفهوم السياسة الخارجية، وعن الديبلوماسية المغربية والتحولات المتسارعة.
وأفرد الإدريسي فصلا لوزارة الشؤون الخارجية بدءا من الوزير ووظائفه وهيكلة الوزارة ، وفصولا أخرى لصفحات حول تاريخ الديبلوماسية المغربية، ومؤثرات الطائفة اليهودية في السياسة الخارجية للمغرب، والإسلام والسياسة الخارجية، وخيار الاقتصاد الليبرالي، والوزراء الذين تحملوا حقيبة وزارة الخارجية.
وأكد على جهود المغفور له الحسن الثاني في نصرة القضايا العادلة للأمة العربية والإسلامية، وعلى أهمية القضية الفلسطينية لدى المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني، وكذا على دور الأحزاب في صياغة وتنفيذ السياسة الخارجية، والبعثات الديبلوماسية للملك.
وفي فصول أخرى ، انتقل المؤلف إلى معالجة ملف الصحراء المغربية من خلال الديبلوماسية، والصحراء المغربية ومدى ارتباط هذا الملف بالسياسة الخارجية، ورصد السياسة الخارجية المغربية إزاء المحيط العربي، وتفاعل المغرب مع المحيط العربي، والديبلوماسية المغربية وحرب 67، وحضور المغرب الفاعل والمتوازن بعد حرب أكتوبر 1973، ودور الأحزاب السياسية في صياغة وتنفيذ السياسة الخارجية.
وبحث العلاقة الاقتصادية المغربية العربية، ومنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا وحيدا للشعب الفلسطيني ، وقضية بناء العالم العربي، ودور الديبلوماسية المغربية في الصراع العربي الإسرائيلي، وكذا دورها في التنمية الوطنية وتوطيد العلاقات الثنائية وفعاليتها في السياسة الدولية، والديبلوماسية المغربية والقرارات الحاسمة مقدما نموذج العلاقات الديبلوماسية المغربية النرويجية.
وخصص مؤلف الكتاب فصلا للديبلوماسية المغربية بين الأمس واليوم، وحلل في مقال ختامي بعنوان "السياسة الخارجية المغربية تسجل إصابة ديبلوماسية ذكية" دور المغرب في مجموعة الاتصال من أجل ليبيا معربا عن الأمل في أن تعرف الديبلوماسية المغربية في عهد جلالة الملك محمد السادس "تألقا وتطورا ومجدا في مسارها المهني والتاريخي".