الجماهير التطوانية تخصص استقبالاً أسطورياً لفريقها بعد الفوز على اتحاد طنجة

انقلاب شاحنة محملة بأشجار الزيتون بالحي المحمدي يستنفر المصالح الأمنية

بحضور نجوم الفن المغربي.. افتتاح المهرجان الدولي للسينما والهجرة بوجدة

المغربية بومهدي: حققت حلمي مع مازيمبي وماشي ساهل تعيش في الكونغو

الرضواني: خسرنا اللقب ونعتذر للمغاربة..ولاعب مازيمبي تشكر المدربة بومهدي

لمياء بومهدي: لم أتخيل يومًا الفوز بلقب دوري أبطال إفريقيا في المغرب ومع فريق آخر

صديقتي تخشى حُبّي.. !

صديقتي تخشى حُبّي.. !

عمر لوريكي

 

صديقتي تسهرُ كثيراً..تموتُ ببطء شديد على سرير الخيبة..تفرّ مني في الحقيقة..بينما تَقْبَلُ على كلماتي، تُقَبّلُهَا بلهف الصّدر الجاف، من طول الخمول و البعد عن الغرام، ككلّ مساء..لعلّها تقرأ نفسها فيها، و عُمْقهَا يرتعشُ لو أقصدُها في همسي المسائيّ..أتمنّى حقّا لو تطيرُ فرحاً و هي تقرأها كالعادة، فأنا لا أرغبُ سوى في إدخال السرور على قلبها الواهن، و غاياتي كانت بريئة مما ظنّت فيه تُجاهها.

حِينَمَا أُحَدّثها تلتزمُ الصّمت و ترغبُ في ثرثرتي فقط..إنّها تَخَافُنِي كثيرا و تخشى لو تسقطُ في عشقي و أن يؤدّي بها هذا العشقُ للجنون و ينتهي و هي لم تظفر بي قط..كمَهْدِيّهَا المنتظر..الذي سيملأ حياتها عشقا بعدما مُلئت هوانا و ذُلاّ.. ! و لم يحس بها أحد من قبل، كما أحسستُ بها، كفراشة على وزن خفتها في حقها في الوجود و الحب.

لا أعرفُ ماذا سأكتب لصديقتي و هي التي اختارت بمحض إرادتها الولوجَ لعالمي، لتجد روحها جميلة وديعة فيها..فأنا لا أطردُ الحسناوات من قصر كلماتي، و لا أُدْخِلُ إليه أيضا إلاّ من قَبِلهُ قلبي، و ارتاحت له لُغَتِي..فهي تاجٌ قبل أن أضعها على عرش هُيَامِي هذه الليلة..

ماذا أقولُ لصديقتي قبلَ النّوم؟ أرجو أن تنام و هي تَعْشَقُنِي كما سبق و عشقتني قبل رؤيتي..فأنا رأيتها فارستي ذات زمنٍ ما في حلمٍ جميل..و عاهدت نفسي على إسعادها، و لو ببساطة في ذاك الحلم، و كم سُرِرْتُ و هي تسترخي على الانتشاء و الفرحة و السرور، و تسلّم نفسها لذاك الأريج العبق من الثمالة الرّوحية، و السّكر عن الواقع لجنّة أخرى وجدتها معيّتي في الخيال.

لا أرغب في تمثّل عشق الروايات و لا أن أُرَاسل قلبها بلغة غامضة، كما يفعلُ الروائيون الكبار، فأنا مجرد مراهق عاشق، و العشق لا يقبل، حسب فهمي البديهي، الرّموز الملتوية.. ! بقدر ما يُنسجُ على وتر الصدق و الخطاب المباشر الذي يُريح الذّات و ترتاح له السريرة..و تفهمه الفتاة التي أردتُ تبديد خوفها من عشقي.

و لذلك أقولها و أُعيدها..لاشيء كان سيغيّر من حبّ لغتي، و هي لا تنشد كعادتها و كغاياتها السماوية النّزيهة، سوى الحب..فلماذا سأكرهُ ملهمتي؟ و أنا خُلِقْتُ للصّواب و أن أُعِيدَ المجاريَ لمنبعها و سابق عهدها، و لا أرنو من ذلك كلّه إلى الظّلام و العتمة في البوح أو العبث لأجل لاشيء، و هذا ما ينبغي على صديقتي أن تعلمه أيضا...فكعشقي للُغتي كعشقي لوجودها في حياتي..إنْ راقصتها فلأخفّف من آلامها، و إن حدّثتها فلأزنَ الرّقّة في ما تحسّ به، و أجعلها امرأة كاملة الأوصاف..فأنا لم أُّوجَد عبثا كما ظنّتْ و لا لأجلها وحدها أيضا..فللأسف الشديد كان جسدي قد نُثِر منذ زمن بعيد على جميع أجساد العذراوات، مادام اختار الكتابة، و لم يتبق منه لها سوى جزء بسيط و كان هو وجهي..

لكنّه كافٍ مادامت لا تومن هي إلاّ بالرّوح، و لا ترغب في جسدٍ مكتمل و ناقص في الان نفسه..فمن اكتمل جسده ليس بالضّرورة أن تكتمل حتّى روحه ؟ أبدا..اكتمالُ الرّوح شيء مستحيل و الجسد مكمّل لها لا غير..هكذا صديقتي حلمت بالمستحيل: الروح و الجسد معا، و لكن الواقع شيء و الحلم شيء آخر، و صديقتي تموت الهوينى و أنا مستمرّ في ثرثرتي حتى حينما أكتبُ لها..و لعلّ هذا هو سببُ خشيتها من حبي، و ليس ما ظننتُ أنا من أنّ قلبي ملكٌ لعذراواتٍ كثيرات.. !

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات