علي الحسني
أكد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بدرعة-تافيلالت السيد علي براد أن التنزيل الامثل لمحطات امتحانات الباكالوريا يشكل أجرأة عملية للديمقراطية وتكافؤ الفرص والشفافية والاستحقاق باعتبارها من المبادئ الأساسية التي ترتكز عليها نظم التقويم والاشهاد.
وأوضح المدير الجهوي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن تنزيل هذه المحطات يقتضي الدقة والحرص والمسؤولية، لما لها من تأثير مباشر على نتائج المترشحات والمترشحين، مبرزا أن ذلك يشكل أجرأة للعملية للديمقراطية وتكافؤ الفرص والشفافية والاستحقاق التي تعتبر مبادئ اساسية لأساليب نظم التقويم والإشهاد، وهي كذلك أجرأة لهاته القيم على مستوى مؤسسات التربية والتعليم التي تعد أداة لتصريفها وجعلها ممارسات فعلية لدى مختلف الفاعلين التربويين والشركاء.
كما ان مصداقية نتائج امتحانات الباكالوريا وكل ما يتمخض عنها من قرارات، يؤكد السيد براد، تمثل مرآة عاكسة للمجهودات المبذولة على مختلف أصعدة التدخل والإجراء وكذلك الأداء الفعلي للمترشحات والمترشحين، مشيرا إلى متغيرات متعددة تدخل ضمن مختلف محطات الامتحان بدءا بالإعداد ثم التصحيح ثم الإعلان عن النتائج.
وقال المدير الجهوي، في هذا الاطار، إن اللقاءات التي تم تنظيمها شكلت فرصة لعرض بعض المعطيات حول العمليات التنظيمية والمنهجية الخاصة بإعداد واجراء وتتبع الامتحانات على المستوى الجهوي والإقليمي والمحلي، ومناسبة لتقاسم مختلف الممارسات التدبيرية التي تم تسجيلها خلال السنوات السابقة من أجل "تعزيز الأجود منها وتجاوز تلك التي عرفت بعض الثغرات" علاوة على عرض بعض المستجدات والوقوف على مختلف الجوانب التنظيمية لهذه العملية سواء من حيث الاعداد المادي واللوجيستي أو من حيث توفير الموارد البشرية.
وتروم هذه اللقاءات تعزيز آليات التنسيق مع مختلف المتدخلين بالمديريات الإقليمية التابعة لجهة درعة- تافيلالت من رؤساء مراكز الامتحان وأطر مكلفة بالملاحظة ومراقبة جودة إجراء الامتحانات بغرض توفير ظروف ملائمة وبضمانات أكبر لنجاح امتحانات الباكالوريا.
كما انصبت هذه اللقاءات، يضيف مدير الاكاديمية، على تدارس مدى جاهزية مركز الاعتكاف الذي يضم مرافق تم إحداثها وفق مواصفات حديثة تستجيب لكافة المعايير المعمول بها وطنيا والمخصص لاحتضان كل ما يتعلق بالامتحانين الوطني والجهوي سواء من حيث الاستنساخ والتسليم والترقيم أو المراقبة، مشيرا الى أن أشغال التأهيل والاصلاح التي شهدها هذا المركز جعل منه قطبا جهويا قادرا على احتضان اولى الاستحقاقات التي ستشهدها جهة درعة-تافيلالت، حيث أن المركز يضم ما يناهز 42 كاميرا للمراقبة منها 18 كاميرا لمراقبة المحيط الخارجي، كما أن جميع النوافذ محصنة بشبابيك حديدية خاصة وفق المعايير المعمول بها.
وأشار المسؤول الجهوي في هذا الاطار الى أن الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين تمكنت بفعل تضافر الجهود من تأهيل وتجهيز هذا المركز في ظرف قياسي "بالرغم من الاكراهات والصعوبات المرتبطة بعملية ارساء هياكل الاكاديمية الحديثة العهد، وهو المركز الذي يعد مكسبا ومفخرة لأسرة التربية والتكوين بهذه الجهة".
وذكر السيد براد، في هذا الصدد، بأهم التحديات التي يتعين رفعها والرهانات التي ينبغي كسبها خاصة فيما يتعلق بإنجاح الاستحقاقات الإشهادية وإرساء هياكل الأكاديمية الفتية لاسيما وأن الرأسمال الحقيقي لهذه الجهة الترابية الجديدة يكمن في مواردها البشرية، منوها بالمجهودات التي يبذلها كافة الفاعلين والمتدخلين والمساهمين من أجل إنجاح هذه المحطة.
وتطرق السيد علي براد الى الاهمية التي يكتسيها العنصر البشري ودوره في إنجاح هذا الاستحقاق الوطني خصوصا وأن عمليات الاستنساخ والتسليم والترقيم والمراقبة تتطلب الدقة والتركيز، مبرزا الترتيبات والإجراءات التنظيمية التي تم اتخاذها سواء من أجل توفير الجو الملائم داخل مركز الاعتكاف أو تأمينه.
كما تحدث عن مختلف الإجراءات التي تم اتخاذها لمحاربة ظاهرة الغش في الامتحانات باستعمال وسائل تكنولوجية متطورة ووسائط رقمية أصبحت تشوش على السير العادي لهذا الاستحقاق الوطني، مبرزا أن هذا التطور في الوسائط الرقمية فرض على المؤسسة التربوية مواكبته ومواصلة محاربة هذه الظاهرة التي تعد سلوكا مرفوضا لما تلحقه من أضرار جسيمة بمبدأ تكافؤ الفرص.
واعتبر أن محاربة ظاهرة الغش تبقى مسؤولية مشتركة يتعين ان تنخرط فيها الوزارة الوصية والأسرة والمجتمع المدني والسلطات، وهي الاطراف المدعوة، كل حسب موقعه، إلى أن تتعبأ لمحاربة هذا النوع من السلوكيات لتحافظ شهادة الباكالوريا على مصداقيتها.
وفي هذا السياق، أشار السيد علي براد إلى أن المترشح، ممدرسا كان أو حرا، سيقوم بالإدلاء بالتزام يقر بموجبه اطلاعه على القوانين والقرارات المتعلقة بالغش في الامتحانات وبعدم حيازة هاتف محمول أو أي واسطة أخرى للتواصل الإلكتروني.
وبعد أن أبرز أهمية هذه التدابير والإجراءات المتخذة لاجتياز هذه الامتحانات في أحسن الظروف، شدد مدير الاكاديمية على ضرورة تخليق الحياة العامة وترسيخ التربية على المواطنة لتفادي اللجوء للتدابير الخاصة بمنع الغش خدمة لشعار هذه السنة "لا للغش، لننجح باستحقاق وبشرف" وعلى الالتزام بالضوابط التربوية والأخلاقية والإجراءات التنظيمية لاجتياز الامتحانات بنجاح واستحقاق بعيدا عن كل الممارسات التي من شأنها أن تعرض الممتحنين والممتحنات إلى العقوبات التأديبية والزجرية، وكل ما يضر بقيم النزاهة ومبدأ تكافؤ الفرص.
وحسب معطيات الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، فان عدد المترشحين لامتحانات البكالوريا بالجهة برسم الموسم الدراسي الحالي بلغ ما مجموعه 35 الف و593 مرشحا منهم 17 الف و 646 بالسنة الأولى و17 الف و947 بالسنة الثانية، في حين وصل عدد المترشحين الأحرار إلى ما يقارب 5911 مترشحة ومترشحا بنسبة تمثل 14 في المائة من مجموع المترشحين بربوع الجهة، منهم 2565 بمديرية الرشيدية، و1054 بمديرية ورزازات، و872 بمديرية تنغير، و738 بمديرية ميدلت، و682 بمديرية زاكورة.
أما عدد مراكز الامتحان فبلغ 92 مركزا خاصا بالامتحان الوطني و80 مركزا خاصا بالامتحان الجهوي.