أخبارنا المغربية - و م ع
أعطيت، أمس الأربعاء بمركز الإبداع الفني والأدبي ببني ملال، انطلاقة مشروع "التطرف، لا شكرا" الذي تشرف عليه الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال-خنيفرة بهدف تقوية قدرات الفاعلين في المجال التربوي والاجتماعي.
ويستهدف المشروع، الذي حضر حفل انطلاقته السفير رئيس بعثة الاتحاد الأوربي بالمغرب السيد روبرت جوي، ومدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين السيد عبد المومن طالب والأطر التربوية والجمعيات الشريكة، شباب الجهة الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و29 سنة باعتبارهم الفئة الأكثر عرضة للخطابات المتطرفة.
ويشمل برنامج "التطرف، لا شكرا"، الذي يساهم في تمويله الاتحاد الأوروبي، مجموعة من الأنشطة لفائدة الشباب على شكل دورات تكوينية وتأطيرية، وتنظيم أنشطة في مجالات الثقافة والتربية والرياضة والتنمية الذاتية.
ويدخل المشروع في إطار الاتفاقية التي وقعتها الأكاديمية وشركاؤها الدوليون والوطنيون والجهويون، يوم 16 ماي المنصرم في إشارة رمزية لأحداث 16 ماي الإرهابية التي استهدفت المغرب بصفته دولة ديمقراطية وحداثية تحترم القيم الإنسانية ومبادئها الكونية المتمثلة في الحرية والتسامح والتضامن بين الشعوب.
ويهدف المشروع، الذي تشارك فيه عدة جمعيات من قبيل "أملال" الإيطالية، والانطلاقة للتنمية والبيئة والثقافة بأفورار، وفرع منظمة العفو الدولية بالمغرب، إلى تقوية قدرات الفاعلين في المجال التربوي والاجتماعي عن طريق الاستفادة من مجموعة من الورشات التكوينية بالإضافة إلى كيفية استغلال "المسار التعليمي" الموجه لمحاربة جميع أنواع التطرف لدى الشباب، وإحداث نظام للتوجيه لفائدتهم بالأحياء الفقيرة باستعمال التكنولوجيا الحديثة، وإحداث قنوات الاتصال والتبادل الثقافي للشباب والعاملين بالمجال التربوي والاجتماعي بين الضفتين المغرب وأوروبا لنشر الحوار الثقافي والممارسات الجيدة لمحاربة كل أشكال التطرف.
وقال مدير الأكاديمية، في كلمة بالمناسبة، إن التغيرات العميقة التي يشهدها العالم اليوم على المستويين الأمني والحفاظ على القيم الكونية تسائل الجميع لاستشراف التحديات الكبرى التي يواجهها العالم، حيث يعتبر التعليم من بين البوابات الكبرى والطرق الفعالة لمواجهة هذه التحديات، ومحور أي عمل لصالح السلام والتسامح واحترام حقوق الإنسان والديمقراطية.
وأضاف أنه في ظل هذه المعطيات تأتي مشاريع الرؤية الإستراتيجية 2015/2030 وخاصة المشروع المتعلق بالإدماج الفعلي للثقافة في المدرسة المغربية والذي يهدف إلى نشر ثقافة السلام والتسامح، مشيرا إلى أن هذا المشروع موجه لجميع الأطفال المغاربة والأجانب المقيمين في المغرب ولجميع مستويات التعليم سواء تعلق الأمر بالتربية النظامية أوغير النظامية.
وأبرز أن الأكاديمية تولي أهمية كبيرة للتربية المدنية من خلال تنمية المهارات، وانفتاح التلاميذ على باقي الثقافات واكتساب السلوكيات الداعمة للسلام والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والتسامح، وذلك في انسجام تام مع التوجهات الكبرى لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني.
وأكد ، في نفس السياق، أنه لتحقيق الأهداف المرجوة، وخاصة في مجال تعزيز ثقافة السلام بين المتعلمين، فقد تم وضع مخطط عمل جهوي وإقليمي كان له الوقع الإيجابي في الميدان من قبيل إنشاء مرصد جهوي ومراصد إقليمية لمكافحة جميع أشكال العنف في المدارس، وإحداث النوادي التعليمية للمواطنة وحقوق الإنسان، وخلق وتعميم خلايا الإنصات في المؤسسات التعليمية بجميع المستويات، وكذا الرفع من قدرات الأطر التربوية والإدارية في مجال التربية على السلام والمواطنة والتسامح وحقوق الإنسان، وإنشاء مؤسسة الإبداع الفني والأدبي والتي من بين أهدافها الكبرى ترسيخ القيم الإنسانية الكونية مثل التضامن والسلام والتسامح بين التلاميذ من خلال أنشطة الرسم والموسيقى والمسرح والأدب، مشيرا إلى أن الأكاديمية تطمح، في السنة المقبلة، إلى افتتاح مركزين آخرين للإبداع الأدبي والفني.
يذكر أن مؤسسة الإبداع الفني والأدبي ببني ملال، التي تنظم وتحتضن مجموعة من الأنشطة الثقافية والرياضية والفنية كالرسم والموسيقى والأدب ، تمثل المركز الحاضن لهذا المشروع في إطار تنزيل مشاريع الرؤية الإستراتيجية للإصلاح وخاصة المشروع المتعلق بالإدماج الفعلي للثقافة في المدرسة المغربية.