أخبارنا المغربية - أ ف ب
هذه الخريطة الجديدة التي نشرتها مجلة "ساينس ادفانسيز" الأمريكية ستسمح بدراسة الإنارة الاصطناعية على أنها ملوث له تأثير محتمل على الصحة والبيئة، على ما أوضح فريق البحث الذي وضعها.
وأوضح رئيس الفريق الباحث فابيو فالسي من المعهد الايطالي للتكنولوجيا وعلم التلوث الضوئي "هذا الأطلس الجديد يوفر المعلومات الأساسية عن البيئة الليلية في حين أن تكنولوجيا الصمام الثنائي الباعث للضوء (ليد) تفرض نفسها أكثر فأكثر في العالم".
وأضاف أن "مستويات الإنارة الناجمة عن تكنولوجيا ليد وألوانها قد تؤدي للأسف إلى مضاعفة الإنارة في السماء خلال الليالي الكاحلة لا بل زيادتها ثلاث مرات".
أوروبا الغربية
وفي أوروبا الغربية لا تزال مناطق قليلة جداً تشهد ليلاً قليل التلوث نسبياً من جراء الأضواء الاصطناعية، ولاسيما في اسكتلندا والسويد والنروج وبعض أجزاء في أسبانيا والنمسا.
والتلوث الضوئي الاصطناعي لم يعد مصدر إزعاج فحسب لرواد الفضاء بل بات أيضاً يعدل بعمق قدرة الناس على النظر إلى القبة السماوية والتمتع بمنظرها مساء.
ويشير الخبراء إلى أن زيادة ضئيلة في الإنارة خلال ليل غير مقمر يؤثر على تلك التجربة أيضاً.
والتلوث الضوئي لا يلفت الاهتمام كثيراً وخلافاً للملوثات أخرى لا يتم قياس مستوياته إلا نادراً على ما يقول هؤلاء الباحثون.
أطلس
وكان هؤلاء العلماء أنفسهم وضعوا العام 2001 الأطلس العالمي للانارة الاصطناعية.
وتحديث هذا الأطلس يسمح بدقة أكبر، بفضل أدوات جديدة واستخدام صور جديدة التقطتها الأقمار الاصطناعية المجهزة بكاميرات بوضوحية عالية.
لا ليال سوداء بعد الأن
ويظهر الأطلس أن أكثر من 80 % من العالم و99 % من الولايات المتحدة وأوروبا الغربية تعيش في ظل سماوات ملوثة بالضوء الاصطناعي.
وهذا المسح للسماوات يظهر أن بعض الدول تعرف مستويات عالية جداً من التلوث الضوئي مثل سنغافورة بحيث لم ير السكان يوماً ليلاً كالح السواد.
وفي هذه الأماكن يعيش الجزء الأكبر من السكان تحت سماوات مضاءة كثيراً خلال الليل بحيث لا يمكن لعيونهم أن تعتاد كلياً على الرؤية الليلية.
ويظهر الأطلس أن الدول الأقل تأثراً بالإنارة الليلية هي تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى ومدغشقر حيث أكثر من ثلاثة رباع السكان يعيشون في مناطق محفوظة جداً مع ليال حالكة فعلاً.
وإلى جانب مشكلة الفلك، فإن الليالي التي تعاني من إنارة اصطناعية قوية تؤثر أيضاً على الحيوانات وأجسام ليلية اخرى على ما شدد هؤلاء العلماء.
وقد وضع معدو الأطلس هذا أيضاً جداول تظهر اماكن في كل بلد يعيش فيها السكان في ظل سماوات تلوثها الأنوار.
وقد درس العلماء خصوصاً الوضع في مجموعة الدول العشرين، فاعتبروا ان إيطاليا وكوريا الجنوبية هما الأكثر تلوثاً بالإنارة الاصطناعية في حين أن كندا وأستراليا هما الأقل عرضة له.
وجاء في الدراسة أيضاً ان الهنود والألمان يمكنهم أكثر من غيرهم رؤية درب التبانة من نافذتهم في حين أن السعوديين والكوريين الجنوبيين هم أقل من يمكنهم رؤيته.
والبيانات حول الإنارة الاصطناعية في المدن مصدرها القمر الاصطناعي الأمريكي "سومي ان بي بي" المجهز بأول أداة مصممة للقيام بعمليات مراقبة دقيقة لإنارة المدن، من الفضاء.