رشيد العزاوي
اذا كان الأطباء من يعتقد أنه موضع ثقة و محل تقدير مرضاه أو يظن أن الناس ينظرون اليه باعتباره صاحب مهنة انسانية ..فعليه أن لا يطمئن كثيرا الى هذا الظن.
هذا الموضوع لا يوجه تهما ظالمة في حق كل الأطباء و لا يتعمد تضليل القراء لأن المسالة أولا و أخيرا هي مسألة عرض و طلب و من لا يعجبه يذهب لطبيب آخر..
نظرتنا للأطباء لا تسر
يوجد شرخ كبير في العلاقة بين المرضى و أطبائهم.تلك الهالة من الاحترام و التقدير التي تعود الناس احاطة الأطباء بها،أصبحت هشة جدا ،و أن الطبيب قد يكون مهددا بحجب ثقة مرضاه عنه ،وأن لدى أولئك المرضى من الأسباب و المبررات ما يدفعهم الى ذلك..
في مقدمة الأشياء التي لا يحبها المرضى في أطبائهم..المبالغة في أجور الزيارة و الكشف. يعتقد الغالبية من الناس أن الأطباء يطلبون من المرضى اجراء فحوصات و تحاليل لا داعي لها ،لأسباب مادية صرفة.و أيضا يشعر المرضى بأن الطبيب لم يمنح مريضه ما يكفي من وقت،و يتعجل لاستقبال المريض التالي ،و كذلك الاحساس بأن الطبيب غير متعاطف مع شكوى و آلام مريضه،و يكره الناس أيضا على انفاق المزيد من النقود .و كذلك يستاء المريض من الطبيب الذي يفرق في اهتمامه بين المرضى على حسب مستواهم المادي و الجنسي..أطباء يتصرفون بتعال على مرضاهم لأنهم يشعرون بتفوقهم عليهم هم أطباء مرضى نفسانيين ،ثقتهم مفقودة أصلا..
الخطأ الطبي هو (المتهم البريء) أو (الشماعة) التي يعلق المريض عليها؟
أما أخطاء الأطباء،فهي لا تنسى و لا تغتفر،أغلبنا يحمل ذكريات مشؤومة لأخكاء طبية حصلت للأهل و الأصدقاء و المعارف..و قد نقول أن الخطأ الطبي قضاء و قدر لكن لا مفر من اللجوء الى القضاء...المرضى عاجزون و ليسوا على استعداد لمقاضاة أطبائهم لأسباب عديدة أهمها عدم رضاهم من الضوابط القانونية اللازمة لاحتواء موضوع الأخطاء الطبية..
غلاء أجور الكشف و في أحايين كثيرة مبالغ فيها خصوصا في القطاع الخاص.حيث الوزارة لا تتدخل في مسألة أجور أطياء القطاع الخاص.تترك لكل طبيب حرية تحديد الأجر الذي يراه مناسبا..في ضوء مؤهلاته و خبراته و مستوى التجهيزات الطبية المتوفرة داخل عيادته الخ..للأسف لا توجد لا ئحة تفصيلية بأسعار الخدمات الطبية في مكان واضح داخل المنشأة ليكون المريض على بينة من أمره ،اللهم ثمن الزيارة الذي يضاعف أجرة العامل اليومية في ثلاث.
لقد ابتعدت مهنة الطب في بلادنا عن طابعها الانساني و أصبحت ذات بعد تجاري...بعض الأطباء يتعمدون الى استغلال مرضاهم بشكل أو بآخر..الطبيب انسان قد يضعف أمام اغراء المادة فيحاول ايجاد طرق سريعة للكسب غير المشروع.
ربما هي تهم قاسية توجه مباشرة ضد الأطباء لكن الواقع يبينها بالملموس..المريض المغربي لا يثق في الطبيب لأن لا وقت لديه لاظهار التعاطف مع المريض ..وهذا ينطبق على قلة من الأطباء الذين يسعون الى تكديس الرأسمال و لا أبالغ شخصيا أني أعرف أطباءا مغاربة يملكون عقارات و شقق فاخرة و سيارات فارهة حصلوا عليها في ظرف وجيز..لكن ليس هذا هو المشكل بل في غلاء الفحص و الكشف و الجراحة و الأدوية و في الأخير نتيجة عكسية لا صحة و لا مال.