الجماهير البركانية تشارك اللاعبين فرحة التأهل على حساب فريق أسيك ميموزا الايفواري

فرحة لاعبي النهضة البركانية بالهدف الأول في مرمى أسيك ميموزا

نقاش حاد بين مواطن من منطقة الحي المحمدي مع السلطات المحلية خلال حملة لتحرير الملك العمومي

الVAR يلغي ضربة جزاء لنهضة بركان أمام أسيك ميموزا الايفواري

بإشراف من نارسا: وزير النقل يشرف بتمارة على تدشين مركز تفاعلي للتربية الطرقية و توزيع أجهزة رادارات

بحضور شخصيات وازنة.. قدماء المقاومين يخلدون ذكرى زيارة الملك الراحل محمد الخامس لطنجة

لماذا لا تدرس اللغة الإنجليزية لتلاميذ الآداب و العلوم الإنسانية؟

لماذا لا تدرس اللغة الإنجليزية لتلاميذ الآداب و العلوم الإنسانية؟

أسامة الراقي

 

نكاد نجزم أن أي تلميذ بالمغرب وجهت إليه السؤال التالي: '' لماذا تريد تعلم اللغة الانجليزية؟" فالإجابة ستكون عفوية و عميقة في الوقت نفسه من مثل: '' اللغة الإنجليزية هي اللغة الأولى في العالم''. إلا أن هناك تلاميذ محرومين من تعلم هذه اللغة في المدارس المغربية العمومية. و الأمر يتعلق بتلاميذ شعبة الآداب و العلوم الإنسانية الذين يجدون أنفسهم مجبرين على دراسة اللغة الاسبانية أوالألمانية في عدد من المؤسسات التعليمية بالتعليم الثانوي التأهيلي. هذا ما لاحظناه خلال مسارنا المهني ابتداءا من فترة التدريب بإقليم آسفي و مقر العمل بإقليم اليوسفية حيث يبدو أن وزارة التعليم تسير نحو إلغاء تدريس هذه اللغة في تلك الشعبة التي غالبا ما ينظر إليها بنظرة دونية مقارنة مع الشعب العلمية، وهو ما دفعنا إلى إحياء هذا السؤال البسيط و المشروع الذي يطرحه هؤلاء التلاميذ: 'لماذا لا يحق لنا أن ندرس اللغة الإنجليزية؟'

 

في انتظار أن يجيبنا المسؤولين الذين قاموا بحذف الانجليزية كلغة أجنبية ثانية لهؤلاء التلاميذ، لا بد أن نقف عند أهمية هذه اللغة بالنسبة لمسارهم المعرفي. إذا كانت دراسة اللغة الانجليزية في الشعب العلمية أمر ضروري لا غبار عليه نظرا لأهميتها على المستوى المعرفي في البحث العلمي و إنتاج المعرفة المتعلقة بالعلوم (راجع محمد مفضل،2015)، فإن أهميتها تبقى قصوى بالنسبة لشعبة الآداب و العلوم الإنسانية. كيف يعقل أن يتوجه تلاميذ من هذه الشعبة المنسية بالمغرب إلى الجامعات لإتمام دراستهم في الآداب و علم الاجتماع و الأنتربولوجيا و الفلسفة و علم النفس وباقي العلوم الإنسانية بدون رصيد لغوي في الإنجليزية؟ وما أدراك ما الإنجليزية التي كتبت ونشرت بها أهم الأبحاث في جميع هذه المجالات سالفة الذكر. إن الأمر هنا لا يتعلق فقط بضرورة الإلمام بلغة تشكسبير كما يقال من أجل نشر الأبحات العلمية في المجلات و الصحف و المنابر العلمية، إن الأمر اكبر من ذلك بكثير. التلميذ/الطالب يحتاج إلى الإلمام بهذه اللغة العالمية للاضطلاع على الأبحاث التي أجريت في مجال تخصصه سواء كان أدب أو علم اجتماع أو غيره. إنها اللغة التي تفتح باب المعرفة لطالب العلم على مصراعيه.

 

أما على المستوى المهني فتبقى الانجليزية لغة الاقتصاد العالمي و أساس التقدم في كافة المجالات المهنية. بانفتاح المغرب على السوق الخارجية و الاستثمارات الأجنبية تتزايد أهمية اللغة في ميدان العمل و لعل مثال بسيط من تجربتي الشخصية خير دليل على ذلك. حيث حدث أن قمت بتدريب في إحدى شركات تصنيع لوازم السيارات ولم أعتقد أن إلمامي باللغة الإنجليزية سيفيدني في شيء. إلا أنني وجدت نفسي أقوم بإصلاح إحدى الآلات التي كنت أعمل بها بعد أن توقفت عن العمل، فلم ينفعني في ذلك شيء سوى اللغة الانجليزية التي كانت ضمن برمجة تلك الآلة. أما إذا تحدتنا عن ضرورة اللغة بصفة عامة في التسويق و التواصل بين الأفراد فالمجال لا يسمح هنا بذكر كافة جوانب الموضوع. كما يقول بلحجام (2016)، ''إن المتعلم المغربي في حاجة ماسة الى اللغة الإنجليزية لمواكبة الثورة الرقمية و هي ثورة تصيح بألفاظ انجلوسكسونية''. سواء تعلق الأمر بالتكنولوجيا و المعلوميات أو باقي مجالات الاقتصاد فاللغة الانجليزية تبقى جزء لا يتجزأ من التطور المستمر في ميادين العمل كيفما كانت طبيعتها. إذا سلمنا بالأهمية المعرفية و المهنية لتعلم الانجليزية يبقى من الضروري أن نطرح نفس السؤال الذي يردده التلاميذ لكن بصيغة أخرى و هي كالآتي: من المسؤول عن حرمان تلاميذ الآداب و العلوم الانسانية من حقهم في اختيار هذه اللغة و تعلمها؟

 

إذا كان الميثاق الوطني للتربية و التعليم، الذي يعتبر المرجع النظري الرسمي للتعليم بالمغرب، يوضح أن التمكن من اللغات الأجنبية يعتبر دعامة أساسية للتغيير و التجديد، فإن الواقع اللغوي يبقى بعيدا كل البعد عن ذلك. و إذا ما تصفحنا الكتاب الأبيض كمرجع للمناهج التربوية فإننا سنجده ينص على أهمية اللغات و يعتبر أحد مواصفات التلميذ المتخرج من شعبة العلوم الإنسانية كونه ''متمكنا من اكتساب معارف متوازنة قابلة للتوظيف والاستثمار الايجابي في مجالات الحياة و المجتمع'' (ص 43). ونحن نؤمن بأن اللغة الانجليزية إحدى سبل اكتساب تلكم المعارف. صحيح أن هناك انفتاح على لغات أخرى كالإسبانية و الألمانية لكن يجب أن لا يكون ذلك على حساب لغة ذات مكانة مهمة في جل العلوم. إننا لا نعلم حقا لماذا خرج علينا و زير التعليم العالي بالمغرب في أحد خطاباته ينادي بأهمية هذه اللغة و يدعو الطالب الذي يتقن لغة واحدة فقط أن'' يحفر قبرا و يدفن رأسه بنفسه''. كان الأجدر من ذلك أن يقوم بتحليل وضعية تدريس و تعلم الانجليزية بالمدارس العمومية و وضع خارطة طريق للنهوض بها. فكما يقول نورالدين علوش (2011)، " يلاحظ غياب تصور استراتيجي لتدبير التعدد اللغوي في بعديه الوطني والجهوي، ووجود مفارقة قائمة بين اعتماد المناهج لمدخل الكفايات وواقع تطبيقها الفعلي ، في غياب مرجعية عملية تؤطر الكفايات اللغوية المستهدفة ، بالإضافة إلى ضعف الكفايات اللغوية للموجهين نحو شعب اللغات وامتدادت ذلك إلى الجامعة ومعاهد التكوين المهني.'' ولعل علاقة التعليم الثانوي التأهيلي

 

المباشرة بالجامعة يحيلنا على تساؤل مهم: كيف أن شعبة الدراسات الانجليزية تنتمي لكلية الآداب و العلوم الانسانية في حين أن اللغة الانجليزية لا تدرس بهذه الشعبة بالثانوي التأهيلي في عدد من المؤسسات التعليمية؟

 

إننا لا نود هنا أن ندخل في نقاش عقيم حول أي لغة هي الأفضل ، بل نود ضمان حق التلاميذ في اختيار اللغة التي يرغبون في تعلمها، و رد الاعتبار إلى اللغة الإنجليزية التي كانت في الماضي القريب اللغة الأجنبية الثانية بشعبة الآداب و العلوم الإنسانية. متى تتبنى جمعية آباء و أمهات التلاميذ رغبات التلاميذ و مطالبهم عوض أن تهتم بجمع مداخيل التسجيل المدرسي و صرفها على بعض الإصلاحات الترقيعية بالمؤسسات التعليمية، في أحسن الأحوال، و التي من المفترض أن تقوم بها الوزارة نفسها؟ ألا يوجد إحساس أصعب من أن تغادر حجرة الدرس فتجد تلاميذ من أحد أقسام الآداب و العلوم الإنسانية ينتظرون لكي يطالبوك بساعات إضافية في اللغة الانجليزية لسبب بسيط أنهم محرومين من حق الاختيار كباقي التلاميذ.


عدد التعليقات (4 تعليق)

1

طال لعلو الدم

دروس الهضرا بأية لغة؟

يبقى دائما المنظور التقليدي المتخلف للتعليم سببا في انحطاط التعليم. لماذا المتعلمون لا يثقنون القراءة والكتابة حتى باللغة العربية رغم شموليتها في أغلب المواد؟ لماذا لا يحسنون النطق والحوار باللغة الفرنسية، اللغة الأجنبية الأولى؟ لماذا لا يهتمون بالمطالعة والبحث وبإنجاز المشاريع التربوية؟ ببساطة لانعدام الرغبة والاستعداد وبفعل غياب جو التمدرس وتكريس الاكتظاظ والإفراط في الحشو والتلقين وانعدام أنشطة التفتح والأنشطة الترفيهية أو المحترفات الفنية في الحياة المدرسية. فلن تنفع أية لغة في ظل هذا الوضع. وهذا ما لم يستوعبه المسؤولون الذين يجتهدون في تخريج المخططات وبناء استراتيجيات مستقبلية على واقع مهترئ ومتأزم أفضى بمنظومة التعليم إلى الحضيض.

2016/09/18 - 06:25
2

طال لعلو الدم

واقع مرهب

سواء كان الوضع مقصودا ومدبرا من قبل من لهم مصلحة أو هو ناتج عن جهل وارتجال وسوء تدبير فواقع الحال لا يبشر بخير ولا يؤشر لحل ستنقشع معه الآمال في استرجاع مكانة التعليم ودوره في تنمية وتطوير الوعي المجتمعي. لم توضح بعد ملامح الغايات والمرامي التي تطمح إليها سياسة البلاد في التعليم ولم تتوافق مع ما يتم إنجازه على أرض الواقع لحد الآن، إذ أصبح الغموض والشبهات مرافقة في كل المستويات وبجميع أسلاك التعليم من الأولي إلى الجامعي عاصفة بمخططات الاستراتيجية المستقبلية التي كانت الآمال معقودة عليها لرد الاعتبار للمنظومة التربوية. لكن الحال أذاب الأحلام وجرفها في نفق المجهول في واقع أقل ما يقال عنه متئزما ومشلول الخاطر.

2016/09/19 - 10:36
3

زكرياء قسمي

كيف يمكنني التوجه لتعلم اللغة الانجليزية

انا تلميذ في الثانوية الاعدادية الحنصالي باسفي واريد ان اسير على مسار اللغة الانجليزية ولكن عندما اسال عن هذه اللغة لا اجد جواب ممكن ان تساعدوني للتوجه الى تعلم هذه اللغة علما ان العالم يتحدت بها .

2017/03/27 - 07:41
4

سعيدة

نعم

نعم قد أصبت ولكن يجب على المسؤلين جعل اللغة الأنجليزية مفروضة في كل شعب الأن فائدتها كبيرة

2018/02/05 - 01:14
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة