مدونة الأسرة.. أخنوش: جلالة الملك يحرص بشكل دائم على حماية الأسرة المغربية

أوجار: حصيلة الحكومة - الانتصارات الدبلوماسية للمغرب - مراجعة مدونة الاسرة وفق منظور إسلامي

بداية إصلاح المسالك المتضررة وفك العزلة عن الدواوير ضواحي ميدلت

التجمعية زينة شاهيم توضح بخصوص الجدل الذي رافق مراجعة مدونة الأسرة

حتى الدجاج البلدي لم يسلم من موجة الغلاء

أخنوش يصف إنجازات حكومته بغير المسبوقة ويعلن عن خطته استعدادا للانتخابات المقبلة

"الزيرووات"؟ شعارات ماذا بعد

"الزيرووات"؟ شعارات ماذا بعد

سعيد صابر

 

اُبْتُلينا في السنوات الأخيرة بهَوَسٍ كبير لرفع شعارات ضد بعض القرارات أو المظاهر التي تنخر جسد المجتمع المغربي و لكن أشهر هذه الشعارات حاليا هو ذلك الذي تَسْبِقُه كلمة «زيرو" التي تعْنِي الرغبة في القضاء على الظاهرة السلبية حتى تصل صفرا .

 

بعد "زيرو ميكا ، زيرو كريساج" تناسلت الحملات التي تبدأ بزيرو ولو أنها كانت بحدة أقل خاصة في العالم الافتراضي ن فوجدنا حملات مثل:" زيرو فساد، زيرو حشيش، زيرو قرقوبي، زيرو رشوة و أخيرا هذه الأيام زيرو تحكم .

 

الغريب في كل هذه الحملات ، أو بصيغة أصح ، المُشترك بين كل هذه الحملات هو الفشل الذي يلاحقها ، وكأن كلمة "زيرو" مصيرها في النهاية هو: صفر نتيجة . فهل نحن شعب زيرو؟

 

لنُحاول تقييم نتائج هذه الحملات لنرى تأثيرها في المجتمع و لنبدأ برقم واحد و هي "زيرو ميكا" : أغلب استطلاعات الرأي تُشير إلى عدم اتفاق غالبية المغاربة مع قرار إلغاء الميكا، ليس لأنها مفيدة للبيئة ، و ليس لأن المغاربة لا يهتمون بالتلوث الذي يُحيط بهم من كل جانب ، بل لأنهم يعرفون أن تلك الحملة لم يكن الهدف منها مصلحتهم لقدر ما هو فقط تلميع لصورة المغرب الخارجية باعتباره منظما لقمة المناخ "كوب 22"، و أيضا لتمكين بعض الشركات الكبرى من بيع مُنْتجاتها سواء البلاستيكية الأصل ولكن تحمل العلامة التجارية لشركات معروفة أو من البدائل الطبيعية البلاستيكية بأثمنة باهظة و ترويج أكياس المتاجر الكبرى، تاركة المواطن البسيط في هم البحث عن كيس يضع فيه مشترياته القليلة مما جعل القضية تأخذ أبعادا تهكمية و تصير مادة للتَّنَذُّر في المواقع الاجتماعية. و الدليل على فشل الحملة أن الناس يبحثون عن الميكا القديمة رغم ارتفاع ثمنها في السوق السوداء مُطبقين الحكمة القائلة: "كل ممنوع مرغوب".

 

بعدها جاءت حملة "زيرو كريساج " بعد أن بدأ المواطن المغربي يشعر بعدم الأمان في الشارع بسبب حالات الاعتداء التي يراها مباشرة بأُمِّ عينه أمامه ، أو يشاهدها على مواقع الأنترنيت ، أطلق العالم الأزرق حملته للتحسيس بخطر هؤلاء المنحرفين الذين لا يتوانون عن القتل أحيانا لتنفيذ جرائمهم البشعة، و ساعدت الحملة في القبض على عدد من المجرمين و دفعت بأسرة الأمن إلى التدخل و استنفار أجهزتها لتطويق الظاهرة. إلا أن الحملة أيضا أعادت البعض إلى أيام "ادريس البصري" التي بدأوا يحنون إليها و يدعون إلى تطبيق أقسى العقوبات على المجرمين و إعادة هيبة رجال الأمن, و أثبتت الحملة بالملموس أن غالبية المغاربة لم يستفيدوا من مناخ الحرية التي ينعمون بها إلا في شقها السلبي، و ليس في شق احترام الآخر و احترام القانون. كما أن انتشار الفيديوهات استفاد منه بعض المنحرفين الذين تعلموا من خلالها طرقا لسلب المواطنين ممتلكاتهم. و المؤكد حاليا أن الظاهرة في انتشار مضطرد و الدليل أخبار الجرائم التي تُطالعنا بها المنابر الإعلامية كل يوم.

 

ثم لنأخذ أمثلة أخرى على فشل الحملات الأخرى:

 

الرشوة ازدادت وثيرتها و قيمتها رغم الحملات التي أثيرت ضدها و التقارير الدولية التي تشير إلى فشل محاربة هذه الآفة خاصة في ميدان الصفقات العمومية خير شاهد. الفساد حسب هذه التقارير الدولية "المُغْرِضة" يرتَع آمِنا. أما الرشوة البسيطة في الإدارات خاصة العدل و الشرطة و المستشفيات، فأبناء الشعب أدرى باستفحالها أكثر من الحكومة.

 

الحشيش القرقوبي و الجرائم التي يتسببون فيها لا حصر لها ، و رغم الحملات المناسباتية من وقت لآخر إلا أن ارتفاع عدد المدمنين على هذين المخدرين في تزايد مستمر.

 

آخر هذه الحملات تتخذ من شعار "زيرو تحكم" وسيلة لمحاربة ظاهرة يُؤمن الشعب أو بعض من أطياف الشعب بضرورة التخلص منه، لكن الملاحظة المضحكة أن هذا التحكم لا يتوانى عن التضخم و الاستفحال، و الشاهد هنا هو عدم قدرة ثاني سلطة في البلاد، بعد الملك نصره الله ، على حسب المكتوب في الدستور المغربي الذي هو أسمى قانون في البلد، أن يتفوه بإسم هذا التحكم ، و يُريد أن يأكل الثوم بأفواه المواطن البسيط الذي لا حول له و لا قوة عندما يقول أن الجميع يعرفه. لا ياسيدي، نحن لا نعرف التحكم ، و لم ينتخبك الشعب لهذا الكلام. كيف سينجح شعار "زيرو تحكم"

 

و الحكومة بقراراتها اللاشعبية في الميادين الاجتماعية " تعليم ، صحة ’ تقاعد" تَحكمت في رقاب العباد البسطاء من الشعب و أجهزت على كل مكتسباتها ، لكن نفس الحكومة تُصبح عاجزة ، مسكينة عندما يتعلق الأمر بتقاعد الوزراء و البرلمانيين و الضريبة على الثروة ...

 

ولا داعي للتذكير بالأقوال التي جاءت على لسان رئيس الحكومة نفسه الذي لا ينفك يقول و يتفاخر أنه يتحمل المسؤولية السياسية في كل القرارات التي اتخذها و أنه سيسير في نفس الإتجاه إذا نجح مرة أخرى، لأنها على حد زعمه تَصُبُّ في مصلحة الوطن . لهذا من حقنا أن نتساءل:من يتحكم إذا في الآخرين؟

 

قبل أن أختم كلامي، لدي أنا أيضا شعارا جديدا أتمنى أن ينال نصيبه من الشهرة. هذا الشعار هو " زيرو كوميرة".

 

تتساءلون لماذا؟ سأخبركم بالجواب حالا.

 

في الدار البيضاء، سمعت أن بعض المجرمين يضعون سكاكينهم و سيوفهم وسط " الكوميرة" لكي لا يُثيروا انتباه الشرطة أولا، ثم لكي لا يشك فيهم الناس ثانيا. فالناس يرون فقط شخصا لطيفا يحمل سُخرة لبيته، هذه السخرة سرعان ما تتحول إلى جحيم بعد أن يستل الشخص سلاحه من وسطها و يبدأ في سلب الناس أشياءهم. لهذا أطلب من الناس أن ينتبهوا لمثل هؤلاء, فلم تعُد الثقة تُجْدِي في أي أحد في الشارع. و أتمنى أن لا يكون مصير حملتي "زيرو كوميرة" أيضا الفشل. و إذا فشلت الحملة فالتحكم هو السبب, أجل، تحكم أصحاب المخابز الذين يقفون ضد الإصلاح ولا يهمهم أمن المواطن المغربي.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات