المباركي: المتقاعدون يعانون من تجميد تقاعداتهم منذ 25 سنة

انطلاق الدورة التكوينية السابعة لجمعيات دعم مرضى القصور الكلوي بجهة الشرق

سطات: أكبر حملة لتحرير الملك العمومي تنفذها السلطات المحلية

إخراج سيارة سقطت داخل مصعد كهربائي بالدار البيضاء

سقوط سيارة داخل مصعد بشارع عبد المومن بالدار البيضاء يستنفر مصالح الأمن

بحضور مخاريق.. اتحاد نقابات العرائش يفتتح مؤتمره المحلي

بدون مكياج..خوف الأساتذة سبب أزمة التعليم بالمغرب!

بدون مكياج..خوف الأساتذة سبب أزمة التعليم بالمغرب!

عثمان بوطسان

 

إن المدرسة العمومية تحتضر اليوم دون أن يحرك مجتمع المدرسة ساكنا. فالتظاهرات الإحتجاجية الصغيرة التي عرفتها بعض المدن لا تكفي لرد الاعتبار إلى المنظومة التعليمية، كما أن الشعارات التي رفعتها الأطر التربوية والمتمثلة في إنقاذ المدرسة العمومية لم تحدث أي فارق ولم تغير شيئا. هذه الوضعية الخطيرة التي تتخبط فيها المدرسة العمومية كشفت القناع عن مجموعة من الإختلالات العميقة النابعة من عمق مؤسسة الدولة. ينضاف إلى كل ذلك، أن البرامج الانتخابية لا تحمل جديدا يذكر حول مصير إصلاح هذه المنظومة الحساسة التي تستدعي التدخل العاجل لحل أزمتها والرقي بمستواها. ومن هنا، ليس غريبا أن تصنف مجموعة من المنظمات العالمية، هذا الدخول المدرسي وتصفه بالأسوء في تاريخ المغرب منذ الاستقلال.

وعليه، كيف يعقل أن يتغنى المجتمع المغربي بمجموعة من المشاريع التنموية متناسيا الكسر والشلل التي تعاني منه المدرسة العمومية؟ ثم كيف يدع انتحار تلميذ في الثانية عشر من عمره يمر في صمت دون طرح مجموعة من التساؤلات والسعي وراء معرفة مكامن الخطر التي تهدد أمن واستقرار الوضعية النفسية للتلميذ المغربي؟ ومعلوم أن الطفل في هذا السن ما يزال في حالة التكوين النفسي وقدراته النفسية لم تكتمل بعد، وانتحاره هو دليل قاطع على انهيار حالته النفسية الهشة التي كانت في طور التكوين في مجتمع يحطم ويكسر الفرد في كل تجلياته.

هذا، ونضيف أن تصريحات مجموعة من التلميذات حول خطر إغلاق المدارس في وجههن والدفع بهن إلى الدعارة، يكشف الستار عن حيثيات أخرى أخطر من الاكتظاظ والخصاص؛ مما يعني أننا اليوم في منعرج خطير لا يبشر أبدا بالخير المنشود.

ومن المعلوم الآن، أن الكل منغشل بالانتخابات والتحول الديمقراطي، لكن عن أي تحول يتكلم هؤلاء السياسيين الفاسدين وهم سبب معاناة الطبقة المتوسطة والفقيرة؟ إن هذا التحول، بلا شك، لمن سفاسف الأمور؛ بالنظر إلى أن التحول والتقدم مرتبط أساسا –وفي واقع الأمر- بخلق التوازن بين جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وهلم جرا. على أن اللافت للأمر، هو أن المغاربة لاسيما السياسيون منهم يفتخرون عن جهل بتقدم الاقتصاد، في حين يتغافلون عن وعي –وعي استثنائي وخرافي- عن واقع التعليم والصحة.

ولما نعود من جديد إلى التلميذ المنتحر حديثا، نقول بأنه لو كان ينتمي إلى دولة من الدول المتقدمة لكانت النتيجة عكس ما وقع في المغرب الأسود؛ أي أن رد فعل الدولة والمجتمع لن يكون باردا. ولن يكون، كذلك، رد فعل الهيئات التربوية هو الصمت اللامسؤول، التي لم تظهر غيرتها على هذا القطاع باعتبارها محركه وشريان أعصابه. ومن هنا نستنتج أن تلك الهيئات همها الوحيد، هو الراتب والرتبة،

وليس مصلحة المدرسة ومصلحة الوطن. بمعنى لو كان مختلف المنضوين تحت لواء قطاع التعليم وبخاصة الأساتذة يتحدثون ولا يصمتون، لما وصلنا إلى هذه المهزلة !

إن إصلاح التعليم، يجب أن ينبني على توعية هيئة التدريس بدورها في الحفاظ على المنظومة التعليمية والعمل الجاد على التصدي لكل المخططات التخريبية ووضع حد لكل التجاوزات التي من شأنها أن تفقد المدرسة العمومية هويتها وتاريخها. وبدون حراك هذه الفئة فالإصلاح شبه مستحيل في ظل مجتمع يعاني من الإعاقة الثقافية (الأمية). كما أن المجتمع المدني مسؤول أيضا عن صمته في ظل هذه الأوضاع المزرية والكارثية التي تلطخ الصورة النموذجية للمدرسة العمومية !

وعلى أساس ما سبق، فإن الكل مسؤول عما وصلت إليه المدرسة العمومية حكومة ومجتمع. إذ إن سماء التقدم بعيدة كل البعد عن المغرب الغارق في الفساد بكل أنواعه. لذلك فالانتخابات المزعومة لن تغير شيئا إن لم يحرك المجتمع فكره ويحرره، وذلك لأن نفس السيناريو سيتكرر دون تحقيق الهدف المنشود.

ومع ذلك، فلهيئة التدريس أهمية بالغة، وبالتالي وجب عليها أن تتخلص من خوفها وتعلن سخطها على الوضع الكارثي للمدرسة العمومية خاصة أن المدرسة انعكاس للمعلم والأستاذ، بحث إن الانعكاس السلبي يدل على أن الخلل يكمل في صمت العنصر البشري الذي يسير المنظومة وليس في الاصلاحات الخارجية، والتاريخ خير شاهد على ذلك، فكلما تحمل الفرد المسؤولية ودافع عن صورته كلما التزم أصحاب القرار الحذر وتحملوا المسؤولية.

لكن للأسف الشديد، نحن في مجتمع يتهرب فيه الكل من المسؤولية ونترك فرصة للفاسدين أن يخربوا ما استطاعوا إليه سبيلا. فالمدرسة العمومية في خطر دو حدين: خطر التخريب والتهميش وخطر الصمت والخوف الذي يعشش في أذهان المعلمين والأساتذة ذكورا وإناثا.

وفي محصلة القول أخيرا، فإصلاح المدرسة العمومية يحتاج إلى صرخة قوية نابعة من عمق المنظومة التربوية وليس ضجيج الشارع الذي يستغله البعض للترويج لحملات انتخابية معينة لا جدوى منها. كما أنه لا يجب على المجتمع المدني أن ينتظر شيئا من السياسيين الفاسدين متناسيا أن يتحرك فعليا لوضع حد لنزيف المدرسة العمومية. تلكم هي، إذن، الطريقة الوحيدة لوضح حد لكل هذه التجاوزات ورد الاعتبار إلى المدرسة العمومية والتلميذ المغربي. بالإضافة إلى تحقيق نوع من العدالة الاجتماعية وضمان الحق في التعليم لجميع أبناء الشعب وخاصة أبناء المغرب العميق ونحو ذلك. ودون هذا فلا داعي لأن ننتظر السماء تمطر حلا لهذه الوضعية الكارثية التي يعيشها التعليم، والتي أودت بحياة تلميذ طلب العلم فقدم له المجتمع الموت ثم تناساه كأنه غريب في المنفى.


عدد التعليقات (4 تعليق)

1

رابح

خطير

ان تحصر وتلخص اسباب ازمة التعليم في "خوف" نساء ورجال التعليم , فهذا خطير وينم عن نقص في الالمام بالازمة من حيث اسبابها المتداخلة ومظاهرها وعواقبها المتفاقمة , ولا يتسع المجال لحصر كل الاسباب من بدءا من تسطير الغايات والاهداف والبرامج الى تكوين العنصر البشري وتشيد البنية التحتية .... اما الخوف ان كان هناك خوف فعلا فهو نتيجة وليس سبب. فالمفروض كما كان سابقا ان تنتظم هيئة التدريس في نقابة قوية جادة وقادرة على المشاركة في اصلاح التعليم واحقاق حقوق منخرطيها

2016/10/06 - 06:22
2

ضمير

من الضحية ومن المستفيد؟

في نفس السياق وعلى ذكر الخوف والاقتصار على المصالح الضيقة لايفوتني أن سرد عليكم نموذجا لهما بمؤسسة ابتدائية بقلب العاصمة الرباط عن تستر مدرسات هذه المؤسسة على تصرفات وخروقات رئيسها وذلك حينما كشفت جمعية آباء هذه المؤسسة عن هذه الخروقات ورفعها تقرير مفصل إلى الوزارة وإلى مدبر الأكادبمبة وإلى المدير الإقليمي، فأرسلت لجنة بحث للبث في هذه الخروقات ولجأت اللجنة إلى الأستاذات اللواتي خوفا من هذا المدير وطمعا في توقيعه لهن بالقبول لطلب تقاعدهن النسبي الأولي (أربع أستاذات طلبنا التقاعد النسبي بهذه المؤسسة)، شهدن أمام اللجنة بعكس الحقيقة، هكذا تلكم المدرسات أنعمن بتقاعدهن النسبي وتركن هذا المدير يصول ويجول دون حسيب ونحن الآباء من سيؤدي الثمن في فلدات أكبادنا.

2016/10/06 - 09:46
3

يحيا

حكومة الحكرة

بدل ما تلجا الحكومة الى ناهبي اموال صندوق التقاعد لجات الى الزيادة في السن والاقتطاعات هذا ما جعل كثيرا من الاساتذة الى الهروب وطلبي التقاعد النسبي الذي خلف خصاصا كبيرا في رجال التعليم وتسبب في كارثة الاكتظاض داخل الاقسام هذا هو الشيخ ابن تيمية وهو بريء منه اينكم ايها الموريدون وقولوا الحق ولو في انفسكم.

2016/10/06 - 05:24
4

إلياس

مع الأسف

السلام عليكم كما قال الاخ رابح : أن تحصروتلخص أسباب أزمة التعليم في"خوف" نساء ورجال التعليم , فهذا خطير وينم عن نقص في الإلمام بالأزمة من حيث اسبابها المتداخلة ومظاهرها وعواقبها المتفاقمة . زد على ذلك تحامل الحكومة والشعب ضد رجال التعليم فحتى الاضرابات التي يحتج بها رجال التعليم اصبحت تحالرب من المجتمع والمواطن بل يشجع الحكومة على قمعهم والاقتطاع من أجرتهم بدعوى أنهم لا يشتغلون وأن ايام العطل كثيرة وأنهم يتمتعون بأجرة ضخمة والاضرابات تضر بمصالح أبنائهم أصبحوا يرددون نفس أسطوانة الحكومة رغم ان نضالات الأساتذة كانت شاملة لتحسين أوضاع التلميذ والمدرس وأماكن العمل وظروفه . والآن أصبح الأستاذ يعتدى عليه ولا تحفظ كرامته . سكت رجال التعليم نسبيا عن النضال وها هي النتيجة ظهرت للعيان :الاكتظاظ ومدارس عمومية تباع للخواص العطل الدراسية تم القضاء عليها و بالتالي طول ساعات وأيام الدراسة مما سبب في ازدياد نسب الغيابات والانقطاعات و التشنجات داخل المدارس مقررات دراسية لا علاقة لها بما يجب أن يكون كثرة الدروس والمقررات نقص في أطر التدريس والإدارة والتاطير بسبب الخطط الحكومية الممنهجة للقضاء على التعليم العمومي ومجانيته وبالتالي ارتفاع تكاليف المعيشة والغلاء و القضاء على الطبقة الوسطى والبطالة بعد أن كان الأستاذ يقف بالمرصاد في وجه هذه الاختلالات.لذلك وجب على الشعب مصالحة الأساتذة ومساندته وتفهم مطالبه لإعادة الامور إلى جادتها وهذا لن يتم إلا بتغيير المواطن عقلياته وتوعيته وفهم أموروخبايا وجوهرالمشاكل وأن الجهاز الحكومي يعتبر الأستاذ عدوه اللذوذ لأنه يفضح مخططاته التي تكون ضد الجميع ولمصلحة النخب السياسية الحاكمة وما يحيط بهم وأيضا أصحاب رؤوس الأموال أما الأستاذ هو جزء من الشعب و من الشعب والضحية الأولى الذي يتعرض للعقاب .وأن كل نجاح في حركاته النضالية تستفيد منه كل الفئات المجتمعية و كل الوظائف و المهن الأخرى . كما قال الله تعالى( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) صدق الله العظيم .

2016/10/06 - 07:15
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات