مولاي علي الإدريسي
التحايل والكذب والنفاق والمحسوبية واٍستعمال المال والسلطة أهم سمات المفسدين في جميع الميادين والاٍستحقاقات اٍذ من المستحيل أن يجد الاٍنسان النزيه المستحق موطأ قدم له في عمل أو مشروع أو وظيفة أو اٍنتخابات اٍلا بآمتطاء سبيل من السبل المذكورة كل على حسب ذهاءه والسبيل الأقرب اٍليه والأمكن له والمشكلة العويصة هي أن الجميع يعرف ذالك بما فيه الدولة والمجتمع والجميع في نفس الوقت ينشد الديموقراطية والشفافية والنزاهة في شكل صارخ للنفاق الاٍجتماعي الكاسح داخل بلد اٍستهلاكي للكلام والنقاش وتباذل التهم والمسؤوليات عما يحصل بين الجميع ليبقى المسؤول الحقيقي عن كل ما يحدث مجهول لمن هو خارج البلد ومعلوم لذى المغاربة ألا وهو المغاربة أنفسهم بدون اٍستثناء..
اٍنه حتى ولو بزغ مواطنون نزهاء وصالحين في المجتمع فبمجرد اٍستكمالهم لدراستهم وبحثهم عن العمل أو الوظيفة سيواجهون مشكلة في ذالك اٍذ لا تكفي الكفاءة والاٍستحقاق والنجاح والشواهد لضمان العمل وتقلد المناصب بل لابد من تتبع مسار من بعده ومعايير لا تكون اٍلا في الكواليس ولا يدركها اٍلا من أخبر كيف تمكن من سبقوه من العمل والوظائف ولا يكفي أحيانا المال للحصول على المبتغى بل الحاجة اٍلى وسيط أو من يأخذ المال أشد وكيف ومتى وأين وكم لأن كل هدف من عمل أو منصب أو مبتغى له شروطه وتكاليفه وسماسرته حتى غدى كل مطلوب كشراء المواد الغذائية في محل تجاري تحت يافضة أسعار معينة لكل مادة والفرق أن المواد الغذائية تكون في المحلات المعروفة جغرافيا للعامة لكن الوظائف والمناصب تكون في محلات لا يعلمها اٍلا من أوتي من التحايل والمال والسلطة والجاه والوجوهية قوة ودراية في الوصول اٍليها واٍلى الوسطاء الذين ما أكثرهم في البلد وفي شتى المجالات لايبذلون جهدا عضليا ولا يمسهم التقاعد ولا سلم الأجور ولا يضربون عن العمل وهم دائما في أحسن الحلل بتياب قشيبة وما أكثرهم في العاصة الاٍدارية الرباط حيث لا تستطيع أن تفرق بين سمسار ووزير ببذلاتهم وربطات أعناقهم المتشابهة وكلامهم أحلى من العسل ووعودهم يسيل لعاب الطامعين ..
مثلا في يوم من الأيام في مباراة لي هي الأولى لي والأخيرة في الشرطة بعد اٍجتيازنا لها وفي ساحة الكلية حيث يتبادل الجميع الحديث وفي قلب العاصمة سمعت بعض المتبارين يتكلمون عن أسعار المناصب أحدهم بل كثير منهم يقول العمداء عشرة ملايين سنتيم والضباط سبعة ملايين والمفتشين خمسة ملايين والمراقبين مليونين بل منهم من عبر عن معرفته لأشخاص قدم السعر من قبل وتم اٍنجاحه مما خلق اليأس في نفسي وغيري ممن ليست لهم الدراية بخبايا الأمور أنذاك وبالفعل لم ننجح رغم اٍجتيازنا للمباراة بكل عزيمة واٍستعدادنا لها جيدا كل تلك الأخبار والأسعار يستقونها من وسطاء وسماسرة يبيعون ويشترون في حقوق الناس وكرامتهم وحقهم الدستوري ويدنسون الاٍدارة المغربية والدولة والمجتمع ..وعلى نفس النحو في مباراة الجمارك حيث أتذكر لما اٍجتزناها في وجدة وبعيد المباراة اٍستقل عدد من الطلبة المتبارين القطار نحو الرباط بحثا عن معارفهم والسماسرة هناك ونفس الشيء في التعليم أتذكر يوما اٍجتزناها وأحد الطلبة المتبارين اٍختار وجهة غير الوجهة التي اٍخترناها نحن ولما سؤل لماذا أجاب أنه يعرف مدير الأكاديمية التي سيجتاز فيها المباراة وبعد ذالك علمنا بالفعل بنجاحه ..ونفس الشيء في الاٍنتخابات وكل الاٍستحقاقات وقس على ذالك في جل الميادين اٍذ من يقدم الكثير ويدرك خبايا أمور التحايل المالي والسلطوي والمعارفي ..سيحصد نتائج ترضيه دون اٍغفال الاٍشارة اٍلى أن الرشوة والمال والسعر الأكبر في غالب الأحيان تتم في المناصب والوظائف العالية وهنا أتذكر ما كان يحصل في المباريات كذالك سابقا ولا أدري هل لايزال ذالك ساريا أم لا وهو أن القائمين على المباريات يخصصون حصة من المناصب للأحزاب لاسيما البارزة في اٍستغفال للمتبارين الغير المتحزبين أنذاك وذاكرتنا حبلى بأشخاص تم توظيفهم على ذالك المنوال ليبقى النزيه والصالح في مجتمعنا المغربي غير مرغوب فيه اٍلى أجل غير مسمى وحتى لو تم توظيفه فبعد عسر عسير وفي مناصب لا تغني ولاتسمن من جوع ...
اٍن الفساد جد مستشري في بلدنا ومن يدعي محاربته فهو مخطأ جدا ماذام الملك كأعلى هرم في السلطة ينادي دائما بمحاربته وواعي بتغلغله في المجتمع ورئيس الحكومة المغربية يعجز في خمس سنوات على محاربته بل عفا عنهم في نيابة خطيرة عن الله عز وجل لما قال لهم عفا الله عما سلف ومن أدراه أن الله سيعفي عنهم والمجتمع والشعب المغلوب على أمره لم يسامحهم في حقه والمستحقين والأكفاء والصالحين اٍغتصبوا في مناصبهم ووظائفهم وأرزاقهم وخيرات بلدهم؟؟